نيو مكسيكو: أكد المدعي العام الفيدرالي ادواردو ميدينا مورا أن المكسيك لم تعد معبرا للمخدرات في اتجاه الولاياتالمتحدة فحسب بل تحولت سوقا استهلاكية مهمة. وأضاف مستندا إلى تحقيق فيدرالي أن الاستهلاك المحلي للمواد المخدرة ازداد بنحو ثلاثين في المائة بين 2002 و2008 وعمليا بنسبة مئة في المئة للكوكايين وحده . كانت حرب مافيا المخدرات فى المكسيك قد اسفرت عن 400 قتيل في أسبوعين، وأكثر من ألف قتيل منذ بداية 2008. وتشهد حرب المافيات المستمرة منذ أعوام في المكسيك تصاعدا ملحوظا منذ أغسطس 2008 ومن مظاهرها 12 جثة مقطوعة الرؤوس في مكان و24 جثة في مكان أخر مكدسة الواحدة فوق الأخرى في عملية قتل جماعية أوقف فيها قائد شرطة محلي . وبحسب أخر الإحصاءات التي أوردتها الصحافة فإن حصيلة "الجريمة المنظمة" التي يشار فيها إلى حرب المافيات ارتفعت إلى 387 عملية قتل في النصف الأول من أكتوبر وإلى أكثرمن 3800 قتيل منذ بداية 2008. وينحصر مسرح هذه العمليات في الشمال وتحديدا بين تيجوانا وكيوداد جواريز قرب الحدود. انها المنطقة التي تعبر فيها المخدرات في طريقها الى الولاياتالمتحدة اكبر زبائن الانتاج العالمي للكوكايين البالغ 950 طنا من اميركا اللاتينية وحدها. وتعتبر تيجوانا المعقل التاريخي لمافيا الاشقاء اريلانو فيليكس لكن مافيات منافسة باتت تنازعها على هذه المنطقة في كيوداد جواريز وكل انحاء ولاية شيهواوا تخوض مافيا جواريز الأقدم في المكسيك والتي تقودها عائلة كاريلو فوينتس حربا دموية ضد مافيا سينالوا بقيادة الفار يواكين غوزمان الذي هرب من سجن اميركي العام 2001. ويشارك في هذا النزاع "منشقون" عن المجموعتين. ويعزى تصاعد هذه الحرب على الارجح الى ازدياد الاستهلاك المحلي للكوكايين الذي كان حتى الامس القريب معدا للتصدير.وتلجأ المافيات في حروبها الى مختلف الاسلحة الدموية للحفاظ على معاقلها في وجه السلطات المكسيكية التي استعانت لمواجهتها باكثر من 36 الف شرطي وجندي وقال احد المشتبه بهما الموقوفين ان الاعتداء بواسطة قنبلة يدوية في موريليا والذي خلف ثمانية قتلى في 15 سبتمبر خلال الاحتفال بالعيد الوطني كان تحذيرا للحكومة . اما السلطات الامريكية التي تتعاون في شكل واسع مع المكسيك في مكافحة تهريب المخدرات فلا تستبعد ضلوع المافيات في الاعتداء الذي استهدف ليل 11-12 اكتوبر القنصلية الاميركية في مونتيري والذي نفذ بواسطة قنبلة يدوية لم تنفجر .