بغداد : تعد مجلة الأقلام أم المجلات الثقافية العراقية، فهي على مدى إثنين وأربعين سنة رفدت الفكر والثقافة العراقية بآلاف النصوص الإبداعية، سواء على مستوى الدراسات أو القصص القصيرة أو الشعر وعروض الكتب أو القراءات النقدية للإصدارات الأدبية والترجمات وغير ذلك من نتاجات لاغنى للمثقف عنها. والإصدار الجديد وهو العدد المزدوج 5و6 لسنة 2007 جاء ضمن حقبة الارتقاء التي شهدتها المجلة والتي تحققت على يد رئيس تحريرها الحالي الأستاذ سلمان الجبوري وما ترك عليها من لمسات إبداعية، والتي من أهم معالمها انتظام الصدور الذي كان من بين مشاكل مستعصية عانت منها المجلة في السابق، والارتقاء في طبيعة انتقاء المواد وإدامة الجسور بأعلام الكتاب وبهاء الإخراج الذي كان من بين ملامح الحقبة الجديدة التي اشرنا إليها. تضمن العدد الجديد من المجلة عددا وافرا من المواضيع وهي على وفق أبواب المجلة التي تضمن غلافها الداخلي قصيدة للشاعر الفريد سمعان بعنوان "توهجات". أما الأبواب، فقد حفل باب الدراسات بعدد من الدراسات الرصينة، وكانت أولاها لحسين سرمك حسن بعنوان "قلق الموت لدى المبدع الراحل مهدي عيسى الصقر" ثم دراسة بعنوان "العودة إلى حروب الثقافة" لمايكل بيروب، ترجمتها هناء خليف علي. وساهمت الدكتورة بشرى موسى صالح بدراسة عن "وهم الواقع حقيقة المخيلة". أما أحمد خالص الشعلان فقد ترجم قسما من فصل من كتاب الناقد الانكليزي ناتول تحت عنوان "تفسير جديد لمفهوم المحاكاة". وعن مدين الموسوي ذلك الشاعر الجميل، كتب سلمان شهيب دراسة بعنوان "للريح والرماد"، تلتها قراءة جديدة في ملحمة العراقيين الخالدة كلكامش قدمها شكيب كاظم بعنوان "هل سبق العراقيون اليونانيين في فكرة الشورى وتبادل الرأي؟"، فيما كان ختام دراسات العدد دراسة د.قيس هادي أحمد التي عنوانها "فلسفة الجمال بين الفيزياء والميتافيزيقيا". وحاور الأستاذ عبد الأمير المجر الناقد د.نجم عبد الله كاظم الذي خلص في الحوار إلى أنه "ليس لدينا ما يمكن أن نسميهم نقادا متفرغين". ومن شعراء العدد عمر السراي الذي ساهم بقصيدة "سوسنة الماء" ومحمد سمارة "تراتيل محمود درويش" ورعد زامل "قصيدتان" وعبد الرزاق الخيكان "ضياء الوجود" وصادق الطريحي "البحر" وسهام جبار "في الحدود"، فيما كانت قصيدة ليث فائز الأيوبي "باعة الأكفان" المنشورة في هذا العدد،من القصائد الفائزة بمسابقة المجلة. أما قصص هذا العدد فهي كما ذكرت "ميدل إيست" مساهمات كل من جاسم عاصي "لهاث الجهات" وكامل شاكر مترجما لقصة "مدرس الموسيقى" لبافلو زكربيلني، وعلي حداد "صبيحة والسياسيون" ونعيمة مجيد "خوام والذين معه" والياس الماس "الضوء" وغيداء فيصل مترجمة لقصة "توجيه" لدانييل أوزركو، وحسن عبيد عيسى "إنقلاب". ألقت مديرة العلاقات والأرشيف في المجلة الأستاذة أحلام الكناني أضواء تعريفية مكثفة على عدد من الكتب الصادرة حديثا عن دار الشؤون الثقافية التي تصدر عنها مجلة الأقلام. أما في باب المتابعات الثقافية فثمة ترجمة بعنوان الواقعية السحرية لفضيلة يزل، و"رواية الدفتر المحظور .. صراع الشخوص والبناء النفسي" لأحمد عبد زيدان، و"كيفية التعريف بالفن والأدب وعلاقتهما معا" لآيات يوسف صالح، بينما قدم رزاق إبراهيم حسن تقريرا عن الحلقة النقاشية التي أقامها "بيت الحكمة" والتي عقدت بعنوان "إشكالية الصفحات الثقافية والسياسية"، وختم مؤيد داود البصام متابعات العدد بقراءة في قصص حسن كريم عاتي. ولم يخلُ العدد من لمسة مسرحية، فقد استغل د.حسين علي هارف غياب الرقيب وانحسار القيود فأعد متابعة مهنية بعنوان "كيف نصنع جمهورا لمسرحنا وماذا نقدم لهم؟" فيما كان ثمة رأي حرعلى باطن الغلاف الأخير بعنوان "بين السياسة والأدب" بتوقيع "لبيد".