لاشك أن الخبرة الصحفية مهمة جداً لتطوير المجلات ذات التاريخ، وهو ما رأيناه في مجلة "الجسرة الثقافية " التي صدرت مؤخرا طبعتها الجديدة ( ربيع 2008)، وهو العدد الأول الذي أشرف علي تحريره الروائي خليل الجيزاوى كي يُمثل طبعة القاهرة، فتجد قفزة في الشكل وثراء في المضمون . احتشد العدد بزوايا مهمة لمجموعة من كبار الكتاب العرب: الدكتور جابر عصفور " مكتبتي الأولى " ، الدكتورة سعيدة خاطر " أين صديقي" ، الدكتور أحمد درويش " نظرية فك الارتباط بين اللغة والهوية" ، الدكتور أحمد سوكارنو " السلطة والقانون" ،الروائية سميحة خريس " عندما تكتب الفراشات" ، الدكتور عبد المنعم تليمة " طه حسين مثقفا استراتيجيا"، الدكتور عبد النبي اصطيف " من محاورات الناقد " ، الدكتورة عزة هيكل " امرأة بربرية"، فريدة النقاش " رسالة إلى رجاء "، فؤاد قنديل " دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008" ، مجدولين الرفاعي " حرية ممنوعة "، الروائي الدكتور محمد المنسي قنديل " سارق القلب" ، الروائي محمد جبريل " النسيان صديقا" ، الدكتور مصطفى عبد الغني " لماذا الأوقاف الإسلامية ؟ "، الدكتورة وجدان الصائغ " ترانيم الأنوثة في حضرة الموت"، الدكتور وحيد عبد المجيد " مقاومة ثقافية أم مقاطعة ؟ "، الدكتور يوسف نوفل" إلى أين تتجه بوصلة الشعر؟ "، خليل الجيزاوي " جائزة البوكر والهجوم عليها "، الدكتور سعيد يقطين "سؤال المشروع الحضاري. " أما المقالات ففيها كثير من التنوع المفيد حيث نقرأ : " مذكرات نائب عام " لمحمد حسن ثاني ، " التجنس بجنسية الدول غير الإسلامية بين التأصيل والواقع العملي" للدكتور صلاح الصاوي ، في حب رجاء النقاش " كاتب يهوى اكتشاف المواهب الإبداعية الجديدة " لنوال مصطفى ، " الإعجاز السلوكي في الإسلام " للدكتور رامز طه ، " الماس تحت قدميك " للدكتورة حنان عيسى ، " ( الجميلة حتما توافق ) لرأفت الميهي . لحظة الاكتمال تتم بين ذراعي رجل " للروائي محمد العشري ، " الأدب وهموم المجتمع " للناقد والقاص عبدالجواد خفاجى، من المقالات المترجمة " سطوة النشر الإلكتروني: في ظل فضاء عالم مجزأ .. هل صار الكتاب متجاوزا؟! " من تأليف ليسيان سيفز ، ترجمة المبارك الغروسي . ومن المقالات الممتعة ما قدمه علي شيب المناعي في سلسلة " شخصيات من الخليج " حيث تناول شخصية الأديب والمؤرخ والنسابة والربان الشيخ راشد بن فاضل البنعلي . استأثرت الدراسات الأدبية بحيز معقول من المجلة فوجدنا مراجعات ومقاربات ورؤى نقدية، هي: " مقاربة في تعريف النهضة " للدكتور جاسم سلطان ،" شعراء السبعينيات وفوضاهم الخلاقة " للدكتور محمد عبد المطلب ، وقد تناول في دراسته عددا من الشعراء منهم حلمي سالم ووليد منير وأمجد ريان وعباس بيضون وحسن طلب وأمجد ناصر وعبد المنعم رمضان ومحمد فريد أبو سعدة وشعبان يوسف ومحمد سليمان وغيرهم، " عشر قصص .. قراءة في البحث عن المعنى " لسامي خشبة حيث يتناول فيها عالم محمد الشارخ القصصية ، " التوظيف المتخيل الجمالي في جنية غازي القصيبي " للدكتورة سعيدة خاطر ، " النسق الشعري في مجموعة ( سحائب الروح) للشاعر سنان المسلماني " لرامي أبوشهاب ، " جماليات الفوضى في الرواية المعاصرة" للدكتورة أماني فؤاد ، " مواقيت الصمت . رواية البحث عن هوية ! " للدكتورة سهام أبو العمرين . يبدو أن الصلة ما زالت قوية بين فنون الكتابة والفن التشكيلي فكلاهما مكمل للآخر وهو ما ظهر في قسم الفنون التشكيلية بالمجلة ، والذي يضم مقالات ومتابعات ، هي : " عظمة الفن الإسلامي . في تجريدته ( الخط الزخرفة) " لعبيدة البنكي ، " من روائع الفن العالمي : صبية مشردون يتناولون الفاكهة لوحة الفنان الأسباني ( موريليو) " لعلي فوزي ، " رؤية معاصرة للتراث الإسلامي في معرض ( تراثيات) للفنانة ميسون قطب " ، " تجسيد قصص الصراع على الأرض في معرض الفنان عبد العزيز السماحي "، وقد غطى المعرضين مكتب الجسرة بالقاهرة . وقد قدم علي فوزي في الغلاف الداخلي الفنان التشكيلي القطري عيسى الغانم ، أما لوحة الغلاف الداخلي الأخيرة فهي تجسد موسم الصيد للفنان زياد الباقوري فيما جاء الغلاف الخلفي لها حول حدود الممالك تخطتها سنابك الخيل لنفس الفنان. في واحة الإبداع يسترد السرد عافيته بمجموعة من القصص ، هي : " دوار الوقت والكلمات" لياسمينة صالح ، " أحباب الله " لعبد العال الحمامصي ، " وحملت وجعا " لزكية علال، " ساق وحيدة " لسمير الفيل ، الرجل الذي مات " للقاص الراحل علي شوك ، " سنوات" لمصطفى ذكري ، " النظرة الأخيرة " لعلي عيد ، " العصفور " لمحمد قطب. الشعر لم يكن غائبا بل قدم أصواتا لافتة هي : " عبد الله الحامدي في قصيدته" طنجة " ، محمود شرف في قصيدة " يعود كصبح مسافر" ، ياسر شعبان في قصيدة " الذكرى" ، عبد العزيز جويدة في قصيدة" ولست بآخر الشهداء يا قلبي" ، سامح محجوب بقصيدة" أم بسيف يبدأ النص" ويهدي نصه للشاعر محمد الشهاوي ، عواطف يونس في قصيدة" الدرس الأخير" ، أشرف عبد الفتاح بقصيدة " القميص" تميز العدد بعدة تحقيقات واستطلاعات تربط الواقع بالترديدات المعرفية للعصر ، فهناك تحقيق مطول ومهم عنوانه " القرية الفرعونية . رحلة عبر صفحات التاريخ " لخليل الجيزاوي ، وتحقيق عنوانه " مفاتيح أسرار عبقرية نجيب محفوظ " تحدث فيه كتاب ونقاد كبار من طراز القاص والروائي إبراهيم اصلان ، الدكتور صبري حافظ ، الدكتور صلاح فضل، الدكتور عبد المنعم تليمة، الروائي محمد جبريل، السيناريست مصطفى محرم ، الدكتور يوسف نوفل، الدكتور رمضان بسطاويسي محمد، والقاص سعيد الكفراوي . من باريس يقدم الطاهر عبيدي تحقيقا حول " معاناة الطلبة العرب في المهجر " وهو موضوع يطرح الكثير من التساؤلات حول وضع العرب والمسلمين في الغرب . وقد تابعت " الجسرة " ملتقى القاهرة الرابع للإبداع الروائي، وهو المؤتمر الذي حمل عنوانا فرعيا، هو " الرواية العربية الآن"، وفاز بجائزة الملتقى الروائي المصري إدوار الخراط . من الجزائر تطرح نوارة لحرش موضوع" الشك واليقين في الشعر" ومن المشاركين في التحقيق الشاعر اللبناني شربل داغر، والشاعر الفلسطيني موسى حوامدة ، والشاعرة الكويتية سعدية مفرح ، والشاعر الفلسطيني طارق الكرمي، والشاعر العراقي عدنان الصائغ، والشاعرة العراقية أيضا منال الشيخ ، والشاعر الفلسطيني أيمن اللبدي، والناقد والشاعر السعودي عبد الله الفيفي، والشاعر الجزائري رضا ديداني، والناقد المغربي خالد سليكي. عن رحيل الكتاب العمالقة الذين فقدتهم الثقافة العربية مؤخرا يتناول التحقيق ثلاثة من الشوامخ هم : الناقد المصري رجاء النقاش ، والروائي العراقي فؤاد التكرلي، والروائي والناشر اللبناني سهيل إدريس . حوار العدد مع الروائي السعودي يوسف المحيميد صاحب روايات: " القارورة "، " فخاخ الرائحة " ، " نزهة الدلفين" والذي يطلق عبارته المشحونة بالتمرد: " هذه الفوضى تولد أدبا مجنونا وفوضويا ! " . في المحبرة نجد تقديما لعدة كتب من بينها: " السرابيل " رواية محمد الناصر، " تفاحة الصحراء " رواية محمد العشري، " أبناء الديمقراطية " رواية ياسر شعبان، جنية في قارورة " رواية إبراهيم فرغلي،" إلا ودادك زينب " ديوان شعري للدكتور محمد جاهين بدوي ، يوميات مدرس البنات " رواية خليل الجيزاوي، الزهروردية " ديوان إبراهيم المصري ، " إشارات " مجموعة قصصية للقاص العماني معاوية الرواحي، " سلالتي الريح عنواني المطر" ديوان موسى حوامدة. " الجسرة " مجلة فصلية ثقافية ، تصدر عن نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي بقطر . رئيس مجلس الإدارة إبراهيم عبد الله الجيدة، ورئيس التحرير ناصر يوسف فخرو، مدير التحرير أحمد لطفي، وسكرتير التحرير خليل الجيزاوى، أما الإشراف الفني فهو لأشرف ندا .