السؤال: أحد أبنائي مريض وكثير العيال ورقيق الحال. وأريد أن أميزه عن سائر اخوته في العطية في حياتي وبعد وفاتي. فما حكم الدين؟ ** يجيب عن هذا السؤال الشيخ سالم محمد سالم رئيس لجنة الفتوي بالأزهر.. يقول: الأصل عدم التفرقة بين الأولاد في الهبة والعطية. وذلك لما ورد في الصحيحين وغيرهما عن النعمان بن بشير أن أباه أتي به رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقال: اني نحلت ابني هذا غلاما كان لي. فقال رسول الله: "أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ فقال لا: فقال رسول الله فارجعه" وفي رواية قال: "فاتقوا واعدلوا بين أولادكم". وفي رواية "أشهد في هذا غيري. فاني لا أشهد علي جور" والجور هو الظلم. وقد استدل بعض أهل العلم بهذا الحديث علي وجوب التسوية بين الأولاد في الهبة والعطية. بينما ذهب جمهور العلماء الي استحباب التسوية بين الأولاد. وكراهية تفضيل بعضهم علي بعض. ولاشك ان تفضيل بعض الأولا وعلي البعض في الهبة والعطية فيه جور وظلم الا اذا كان في التفضيل مصلحة شرعية كأن يكون أحدهم يطلب العلم. أو يكون ضعيفا يحتاج للمعونة. أو غير ذلك. وهذا ما فهمه أبوبكر الصديق رضي الله عنه حين أعطي عائشة رضي الله عنها بعض ماله دون سائر أبنائه. وهو ما فهمه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين فضل عاصما وابنه بشيء أعطاه اياه. وبالنسبة لما ورد في السؤال يجوز اعطاء الولد المحتاج دون سائر الأولاد. لأن الجور منتف في مثل هذه الحالة. بل ينبغي علي الأبناء الموسرين ان يعاونوا أخاهم المريض الفقير. والله أعلم المصدر: جريدة "الجمهورية" .