آباء يزرعون الحقد بين أبنائهم:

يفضلون الابن علي البنات في الأملاك

* يسأل إبراهيم السيد من الدقهلية: عندي ست بنات وولد واحد رزقني الله به أخيراً. ولديّ عمارة وقطعة أرض زراعية متواضعة. وأريد أن أخص ابني بالعمارة عن طريق البيع والشراء عرضت الأمر علي البنات فوافقن. ثم علمت بعد ذلك أنه تمت الموافقة هباء حتي لا أغضب. فماذا أفعل؟
** يقول الشيخ عادل أبو العباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: لا أدري لماذا يصر بعض المسلمين علي التفرقة بين الذكور والإناث في القضايا المالية من ميراث ونحوه؟ ولماذا يشرع البعض لأنفسهم بخلاف ما شرعه الله سبحانه وتعالي؟ ثم يكتب في عقد "بعت" ولم يبع. وتسلمت المبلغ كاملاً ولم يتسلم. كل هذه الأسئلة ألقيها علي الأخ السائل ليجيب بقلب واع. وليعلم أن كل مخالفة لشرع الله إنما هي أعمال شيطانية يدعونا إليها هذا الوسواس الخناس ليصرف العبد عن طاعة أوامر ربه.
لقد حرم الله سبحانه وتعالي ظلم البنات وعده من أعمال الجاهلية. واعتبره عملاً منافياً للطبع السليم قالوا: فالولد. ولدك. والبنت ابنتك. وكلاهما من صلبك. ولقد حسم رسول الله صلي الله عليه وسلم هذا الأمر عندما حدثت قصة في عصره مفادها: أن يشير والد النعمان قال: أعطي ابني النعمان من عمرة بنت رواحة عطية أي زيادة علي اخوته. فقالت عمرة: لا أرضي حتي تشهد رسول الله صلي الله عليه وسلم. فأخذت النعمان وذهبت به للرسول صلي الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله اني أعطيت ولدي هذا من عمرة بنت رواحة عطية فقالت لا أرضي حتي يشهد رسول الله. فجئت به إليك لتشهد. فقال الرسول صلي الله عليه وسلم: أكل ولدك أعطيت مثل هذا؟ فقال: لا. فقال صلي الله عليه وسلم: "لا أشهد علي جور اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" إن رسول الله صلي الله عليه وسلم رفض الشهادة علي هذه المفاضلة واعتبر من يقدم علي مثل هذا الصنيع جائراً. ومتعدياً علي حدود الله. وحري بالمسلم الواعي أن يعلم أن من يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.
ولقد راعي الإسلام الجوانب النفسية لأولادنا ذكوراً وإناثاً. وأن أية مفاضلة بين ذكر أو أنثي تقضي إلي التحاسد ونشوب الحقد بين الأولاد. وهي نوع أخطر من أنواع الظلم. حتي قال أحد العلماء الأجلاء: لو كان عند الرجل ولد وبنت فأجلس الولد علي رجله اليمني والبنت علي اليسري. وداعب الولد وقبله. ولم يداعب البنت ولم يقبلها فهو ظالم. فهي مراعاة للجوانب النفسية عند الإنسان.
أقول للأخ السائل اترك الأمر لله. ولا تكتب للولد ولا للإناث. ودع الأمر لله حتي يتم الميراث الشرعي وفق ما قرره الله مع الدعاء لك بطول العمر وصلاح العمل.