السؤال: تزوجت من بنت خالتي. وانجبت منها والدا. لكني اكتشفت بعد الزواج انها سيئة الطبع ولا استطيع التفاهم معها وعند النقاش يكون صوتها مزعجا للآخرين. ومعاملتها لولدها لا تليق بأم مع ابنها لدرجة انها قامت بعقابه بكيه بمكوي كهربائية. فما حكم الدين في ذلك؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور أحمد طه ريان- استاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون. بجامعة الأزهر- يقول: قول الزوج انه اكتشف بعد الزواج ان زوجته سيئة الطبع وغير ذلك. هذا القول كان يمكن أن يقبل من قبل حين كان يفاجأ الزوج بزوجته في يوم زفافه بها دون أن يراها أو يتحدث معها. لكنه الآن لا يتقدم للخطبة إلا بعد الالمام بكل المعلومات عنها. ويزيد الأمر هنا تعجبا إذا كانت الزوجة بنت خالته أي أنه نشأ قريبا منها وعايشها في مراحل من عمرها. والشارع الحكيم قد منح القوامة للرجل. قال الله تعالي: "الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم" والتفضيل للرجال هنا لما أعطاه المولي عز وجل من الاحتمال والصبر وعدم التأثر ببعض الأمور المتصلة بالعواطف. فإن الرجل لابد أن يستعمل هذه الميزات في التصبر علي ما يحدث من زوجته خصوصا إذا كانت في بداية الشباب. مع دوام النصيحة وغض النظر عن بعض الاخطاء الصغيرة التي تصدر منها حيث إنها لم تتمرس علي العلاقة المشتركة التي يصفها الزوج خصوصا معاني القوامة التي تعطي الرجل الكلمة الأخيرة في الحوار وقضايا الأسرة المتعلقة بالحياة اليومية وبتربية الأولاد ومراعاة مراحل العلاج التي رسمها القرآن الكريم في حالة وجود تصدع أو انشقاق في العلاقة الزوجية حيث قال المولي جل علاه: "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا. وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريد اصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيراً" فإن هذه المراحل لو استخدمت استخداما حكيما لكانت لها اثارها الحاسمة في علاج أي تصدع أو شقاق يحدث في العلاقات الزوجية.. وعلي الزوج استعمال الميزة الأولي التي منحها الله تعالي للزوج وهي حق القوامة بتكرار الوعظ والنصح ولو كل يوم. ثم الهجر في المضجع إن لم يثمر النصح والوعظ. ثم الميزة الثانية وهي الانفاق من المال في صورة التوسعة علي الزوجة بين الحين والحين سواء في المطعم أو المشرب وما يلحق بهما من التفكه. ثم بعض الهدايا التي تشرح صدر المرأة وتعتبرها برهاناً ساطعاً علي حب زوجها لها.. والله أعلم. المصدر: جريدة "الجمهورية" المصرية.