المرأة ذلك المخلوق الذي أخذ من الشمس ضيائها و من القمر استدارته و من الطاووس خيلاؤه و من الجبال عنادها و من الرياح تقلبها هكذا وصفت أسطورة هندية المرأة عندما تم خلقها واصفة إياها بأنها مخلوق رقيق هش مفعم بالرومانسية و الإنسانية و المشاعر المرهفة لكن هل يمكن أن يفيض بها الكيل لتتحول إلي وحش كاسر عند الحاجة.فتمتد يدها بالضرب خاصة بعد إصدار فتوي تبيح للزوجة الحق شرعا في الدفاع عن نفسها خاصة إذا تعرضت للاعتداء البدني من قبل زوجها ؟!! و في محاوله لاستطلاع رأي الشارع تجولت (الزمان المصرى) و طرحت القضية بداية تقول حنان عبد الحميد طالبة هذا الأمر يتوقف علي الخطأ الذى ارتكبته فإذا كنت ارتكبت جرم يستحق هذا العقاب فلن أقوم بالدفاع عن نفسي ، و لكن إذا كان اعتداء الزوج بالضرب من دون سبب فلن اسمح مطلقا بأن تمتد يده بالضرب عليا و تتفق معها سارة قشطة قائلة :أنا أؤيد ضرب الزوجة لزوجها إذا كان ضرب الزوج مبرحاو تشير مي السيد 25 سنة موظفة إلي تأييدها لهذه الفتوى، و لكن في حالة الدفاع عن النفس و تضيف قائلة: يجب عليها أن تدافع عن نفسها إذا تعرضت للخطر حتى لو كانت تحترم حقوق الزوج و قدسية الحياة الزوجية إلا أن كل شيء له حدود وتختلف معها كوثر محمود ربة منزل قائلة: أنا ارفض تلك الفتوى رفضاً قاطعاً فأنا أحب الرجل الشرقي بخشونته؛ فكيف يسمح أن تمتد يد زوجته عليه بالضرب فهذا قد يجعلها تتجرأ عليه في المستقبل و حينها سوف يسقط من نظرها وعلي الطرف الآخر يعترض أشرف صالح 40 سنة بعصبية قائلاً: ست إيه اللي تمد أيدها علي زوجها ده حتي مش احترام منها و يضيف قائلا و لكن يجب عليها أن تدافع عن نفسها إذا قام زوجها بالاعتداء عليها بالضرب ضربا مبرحا ويقول محمود كمال طالب بداية لا احترم الرجل الذي يقوم بضرب زوجته لكن أيضاً لن اسمح أن تمتد يد زوجتي علي بالضرب حتي لو وصل الأمر بي إلي قطعها فأنا رجل و القوامة تعود علي.. صحيح أن القوامة ليست بالضرب لكن الفتوي دي هتجرأ الستات علينا ويتساءل أيمن إبراهيم موظف بعصبيه متسائلا :شيخ مين اللي أصدر الفتوي دي؟ أنا شخصيا لو قامت زوجتي برفع يدها في وجهي سأقوم بضربها و تطليقها في الحال ويقول الشيخ منير عبد اللطيف مدير إدارة أوقاف شرق المنصورة تطالعنا الصحف اليومية و الاسبوعية بأخبار قد تكون غريبة علي المجتمع الشرقي و المسلم حيث قرأنا في الفترة الماضية عن حالات فردية و ليست ظاهرة في المجتمع توحي بأن هناك سيدات يضربن أزواجهن و معلوم في الشريعة الإسلامية أن القوامة للرجل وأن العلاقة بين الزوج و الزوجة إنما هي علاقة مودة ورحمة كما قال الله في كتابه العزيز ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )) وحتي إذا كان هناك نشوز من قبل الزوجة فالإسلام عالج هذه القضية كما ورد في سورة النساء ((و اللائي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع و اضربوهن ))والملاحظ أن الإسلام نهج منهجا عظيما في علاج نشوز المرأة بدءً بالوعظ و الإرشاد للصواب ثم هجر الزوج لفراش الزوجية فان لم يؤثر هذا ولا ذاك كان الضرب مشروعا . وهو ضربا خفيفا لا يؤلم و لكن علي سبيل التوجيه لأن الرجل و المرأة في الميزان سواء . و بالنسبة لقضية ضرب الزوجة لزوجها فهذا أمر مرفوض شرعا وعرفا إلا إذا كان الزوج لا يخاف الله في زوجته في هذه الحالة يحق للزوجة أن تدافع عن نفسها بنفس الطريقة و لكننا نأمل ألا يحدث ذلك في مجتمع المسلمين لأن هذا يحدث خللا في الروابط الزوجية و الأسرية ومن ناحيته يؤكد الشيخ دياب محمد عبد العال مدير عام بأوقاف المنصورة علي أن القرآن الكريم نص علي الضرب من جانب الزوج للزوجة كوسيلة تأديب بعد الوعظ و الهجر ثم الضرب والمقصود بالضرب هو الضرب الغير المبرح وأن يكون الضرب بعيدا عن الوجه أما إذا زاد الضرب عن حده فمن حق الزوجة أن تدافع عن نفسها وأما إذا كان غير ذلك فليس من المعقول أن تبادر الزوجة زوجها الضرب حفاظا علي العلاقة الزوجية و الكيان الأسري ويقول الشيخ إبراهيم الدسوقي أبو المعاطي المفتش الأول بالأوقاف لا يجوز شرعا للمرأة أو الرجل استخدام تلك الوسيلة إلا في حدود .فشرع الإسلام ضرب الزوجة الناشز بعد وعظها وهجرها ووضع الرسول "ص" حد الضرب بأنه ضرب غير مبرح و ثبت عنه أن هش أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعود من أراك و هو السواك ويتفق معه الشيخ جوده عبد الجواد رئيس قسم المساجد قائلا : لا يجوز شرعا للمرأة أن تضرب زوجها لأن المرأة بضربها لزوجها تفقده القوامة التي هي حق الزوج علي زوجته و يباح لها هذا في حالة دفاعها عن نفسها عندما يتجاوز زوجها حد الشرع