عمان: دعم الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج تعزيز الديموقراطية وحقوق الإنسان مشروع تحرير مفهوم "الشرف" مما يسمى بجرائم الشرف في الأردن، مشروع لتغيير أنماط التفكير التقليدي، ومن أجل هذا صمم موقع "مظلومة" خصيصاً لإطلاق دراسة أعدها مركز المعلومات والبحوث بالتعاون مع مركز المفرق للدراسات والبحوث التنموية والمركز الأردني للبحوث الاجتماعية. يلقي الموقع الضوء، حسبما أوردت صحيفة "الحياة" اللندنية، على القصص الحقيقية لجرائم شرف التي حدثت في المجتمع الأردني خلال الأعوام 2000 - 2009، إضافة إلى إفادات الجناة أنفسهم، والتشريعات المتعلقة، وإحصاءات لكامل بيانات الجناة والضحايا مع فتح أبواب النقاش على كل هذه الجوانب. ويوضح د. موسى شتيوي مدير المركز الأردني للبحوث الاجتماعية أن هذا مفهوم "الشرف" له جذور قوية في النظام العائلي العربي والأردني وخاصة فيما يتعلق بالقرابة وهو موجود عموماً في المجتمعات التي تسود فيها السلطة الأبوية والتي يرتبط فيها مفهوم شرف العائلة بسلوك الإناث والإخلال بهذا السلوك يشكل مخالفة كبرى لشرف هذه الأسرة والإخلال بعرضها. ولا ينكر د. شتيوي أن ظاهرة قتل النساء موجودة ليس في الأردن بل في كثير من دول العالم، ويرى أن الجرائم التي ترتكب بذريعة الشرف غير مرتبطة بالمجتمع العربي وهي موجودة في الغرب لكن بمصطلح آخر يسمى "بجرائم القتل العاطفي" لأن الذي يقتل ليس الأب أو الأخ كما في المجتمع العربي وإنما الزوج أو العشيق أو الصديق. ويعتقد أن هناك سوء فهم للأبعاد التي تؤدي لهذا النوع من الجرائم لأنها قضية إشكالية من وجهة نظر بعض الأطراف لأن فيها مواجهة مع القيم الاجتماعية، لافتاً إلى أن كثيراً من مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال الأسرة والمرأة لا تتبنى معالجة هذا النوع من الجرائم أو تعنى بجرائم الشرف. ويسعى مشروع تحرير الشرف مما يسمى بجرائم الشرف إلى تمكين مؤسسات المجتمع المدني والتجمعات النسائية من خلال مواقعها القيادية لمواجهه مثل الجرائم التي ترتكب باسم الشرف. وتوضح نرمين مراد مديرة المركز في مؤسسة الملك حسين بن طلال أن المشروع يهدف إلى خلق وعي عام وتغيير التصور غير الواضح لما يسمى بجرائم الشرف وتوفير دعم للمؤسسات التي تتعامل مع العنف ضد المرأة.