محيط: رغم الأجواء القاتمة التي تلقي بظلالها علي الأداء العام للاقتصاد العالمي في ظل توابع الزلازل المالي إلا أن أسواق المال سواء علي مستوي الدول المتقدمة أو الناشئة والتي تعد الأكثر تضررا من الأزمة الأخيرة مازالت تلتمس الفرصة لتعويض بعض من خسائرها. وتأكيدا لذلك فقد أبدت أغلب أسواق الأسهم ومع بداية تداولات الأسبوع استجابة فورية للخطة الجديدة التي اقترحتها الصين والتي تستهدف دعم قدرات الاقتصاد العالمي علي مقاومة أعراض الكساد بشكل غير مباشر من خلال إعطاء دفعة جديدة لتحفيز حركة الاستثمارات والنمو للاقتصاد الصيني باعتباره رابع أكبر اقتصاد في العالم ومحرك أساسي للنمو الاقتصاد العالمي. وانطلقت الشرارة الأولي للارتفاعات من أسواق الأسهم في منطقة شرق آسيا خاصة علي مستوي بورصة الصين والتي قفز مؤشرها المجمع بأكثر من 7 %. وسجل "فوتسي اشيا باسيفيك" لبورصات آسيا والمحيط الهادي ارتفاعا 3.2%. وأشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عبر موقعها الاليكتروني إلي أن الارتفاع الذي أحرزته بورصة ول ستريت في نهاية الأسبوع الماضي والذي قارب ال3 % قد أسهم أيضا في دعم أداء أسواق الأسهم بمنطقة آسيا والمحيط الهادي لتبدأ الأسبوع الجديد علي ارتفاعات. ولقي التحرك الصيني نحو تحفيز الاقتصاد قبولا وترحيبا عالميين وأيضا ترحيب غالبية البورصات الآسيوية ولاسيما البورصات الصينية. وأشارت وكالة الأنباء الكويتية في تقرير لها إلي أن الأسعار في بورصة هونج كونج تحسنت, وارتفع مؤشر هانج سينج وكسب 3.37 % أي حوالي 4860.3 نقطة ليصل إلى 14724.60 نقطة. كما ارتفع مؤشر بورصة شنغهاي ليصل إلى 1.874.80 نقطة, أما في سيول فقد قفز مؤشر البورصة ليصل إلى 1.152.46 نقطة. وفي بورصة طوكيو قفز مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية حوالي 5.81 % عند الإغلاق أي 498.43 نقطة. كما شهدت أسعار أسهم الشركات اليابانية المصدرة ال33 في بورصة طوكيو تتصدرها شركات النقل البحري والتامين انتعاشا بسبب تحسن سعر صرف الدولار مقابل الين. وتأتي ارتفاعات أسواق الأسهم استجابة أيضا لتوصيات اجتماعات مجموعة العشرين التي عقدت في ساوبولو حيث تم مناشدة الحكومات والبنوك المركزية علي مستوي العالم للعمل علي إجراء عمليات خفض لأسعار الفائدة وزيادة معدلات الإنفاق العام لاحتواء مخاطر الكساد التي تواجه الاقتصاد العالمي. وعلي مستوي بورصات أوروبا أشارت شبكة بلومبرج الإخبارية عبر موقعها الاليكتروني إلي ارتفاع المؤشر الرئيسي لبورصة فرانكفورت بنحو 3.7 % , غير أن المؤشر مازال منخفضا بحوالي 37 % مقارنة بمستويات بداية العام وذلك في ظل المخاوف من عدم تمكن خطط الإنقاذ الموضوعة للمصارف في أوروبا والولاياتالمتحدة من تجنب شبح الكساد الذي يلاحق الأسواق خاصة وان خسائر عمليات الائتمان وشطب الديون قد قاربت ال 700 مليار دولار نتيجة الأزمة المالية الأخيرة والتي تعد أسوأ أزمة من نوعها منذ فترة الكساد الكبير في التي شهدتها الولاياتالمتحدة في الثلاثينات من القرن الماضي. وفي بورصة لندن, تلقت أسهم شركات الطاقة والتعدين دفعة قوية كرد فعل للخطة الجديدة التي أعلنتها الحكومة الصينية, حيث ارتفع سهم بريتش بترليويوم بنحو 3.9 % وسهم رويال دويتش شل بنحو 4.7%, كما قفز سهم شركة "ريوتينتو" التي تعد ثالث أكبر شركة في العالم بمجال التعدين بنحو 12%. وقد تمكنت بورصة وول ستريت من مواصلة الارتفاع للجلسة الثانية على التوالي بعد مكاسب محققة في جلسة نهاية الأسبوع الماضي مدعومة بالقرار الذي اتخذته الحكومة بدعم إجراءات انقاذ مجموعة "أمريكان انترناشيونال جروب" للتأمين فضلا عن التأثير الإيجابي للخطة المالية الجديدة من قبل الصين على معنويات المستثمرين بشكل عام في أسواق المال العالمية. وقد ارتفع مؤشر استاندر اند بورز في بورصة وول ستريت بنحو 1.3% كما بلغ نسبة ارتفاع نسبة مؤشر داوجونز للأسهم الصناعية ب 1.5%. وقفز سعر سهم مجموعة "إيه اي جي" بحوالي 22% بعد أن رفعت الحكومة الأمريكية تكاليف دعم الشركة إلى 150 مليار دولار لتفادي التعثر المالي بعد أن سجلت المجموعة خسائر ربع سنوية للمرة الرابعة على التوالي.