السؤال: ما حكم الدين في صيام رجل لا يصلي ولا يقرأ القرآن؟ وهل يحق له ان يمنع زوجته من صيام النوافل؟ ** لا ينبغي لمسلم ترك الصلاة فان الصلاة عماد الدين وهي الركن الثاني من أركان الاسلام ولا يجوز للمسلم التهاون في آدائها ولاسيما اذا كان صائما حتي لا يقع في قوله تعالي: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض" البقرة 85 . وقد شدد النبي صلي الله عليه وسلم علي تركها وفرط في شأنها فقال النبي صلي الله عليه وسلم "والعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركها فقد كفر" أخرجه الترمذي وصححه النسائي وابن حبان والحاكم. أي عمل عملا يشبه أعمال الكفار. لا أنه يكون بذلك خارجا عن الملة والعياذ بالله تعالي فان تارك الصلاة لا يكون كافرا حتي يجحدها وينكرها كما هو مذهب جماهير أهل العلم وعلي الرغم من ان تارك الصلاة يعرَّض نفسه إلي خطر عظيم وهو مفرط في دينه لأنه ترك عماد الدين. إلا ان ذلك لا يمنع من صحة سائر العبادات فيكون صوم من لا يصلي صحيحا. اذ لا يشترط لصحة الصوم اقامة الصلاة وذلك مع التنبيه علي ان ترك الصلاة من الكبائر التي لا يجوز لمسلم ان يقدم عليها ومن كان تاركا للصلاة فمن المسلمين فليبادر الي التوبة لله من ذلك. أما منع الزوج زوجته من صيام النوافل فقد قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "لا تصوم المرأة وبعلها شاهد الا باذنه" متفق عليه. والنفي هنا مراد به النهي. بدليل الرواية الثانية لا تصم وقد حمل جمهور العلماء النهي علي التحريم. والتعليق بالاذن لجواز المنع وليس تقصير الزوج في حقوق الله تعالي مسوغا للزوجة ان تضيع حقه لأن تفريق كل انسان علي نفسه ويجب عليها ان تنصحه بالمحافظة علي الواجبات الصلاة أو غيرها. قال الإمام النووي في شرح مسلم: "هذا محمول علي صوم التطوع والمندوب الذي ليس له زمن معين. وهذا النهي للتحريم. صرح به أصحابنا. وسببه ان الزوج له حق الاستمتاع بها في كل يوم. وحقه فيه واجب علي الفور. فلا يفوته بتطوع ولا بواجب علي التراخي. فإن قيل فينبغي ان يجوز لها الصوم بغير اذنه. فإن أراد الاستمتاع بها كان له ذلك ويفسد صومها فالجواب ان صومها يمنعه من الاستمتاع في السعادة لانه يهاب انتهاك الصوم بالافساد وقوله صلي الله عليه وسلم وزوجها شاهد أي مقيم في البلد أما اذا كان مسافرا فلها الصوم لأنه لا يتأتي منه الاستمتاع إذا لم تكن معه. أ. ه فلو صامت بغير اذن زوجها صح صومها مع كونه حراما. لأن تحريمه لمعني آخر لا لمعني يعود إلي نفس الصوم. المصدر: جريدة "المساء" المصرية.