بيروت: توقع مسئول بارز في منظمة "الاسكوا" تراجع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة عالميا خلال العام الجاري بنحو 500 مليار دولار لتصل إلى 1.2 تريليون دولار مقارنة ب 1.7 تريليون دولار في عام 2008. وقال مسؤول الشؤون الاقتصادية شعبة التنمية الاقتصادية والعولمة في لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الاسكوا" خالد حسين خلال مؤتمر صحافي إن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة عالميا بلغ نحو 1.7 تريليون دولار في عام 2008م مقارنة بنحو 2 تريليون دولار في عام 2007م بنسبة تراجع بلغت 15% في العام 2008. وعرض خالد حسين تقرير الاستثمار العالمي للعام 2009م متوقعا حدوث انتعاشا بطيئا في حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في عام 2010م بحيث لن تتجاوز الاستثمارات الأجنبية المباشرة 1,4 تريليون دولار لكنها ستكتسب زخما في عام 2011م لتبلغ قرابة 1,8 تريليون دولار . وأضاف "وقد غيرت الأزمة المالية العالمية صورة الاستثمار الأجنبي المباشر حيث سجل ارتفاع شديد في نصيب اقتصاديات البلدان النامية والاقتصاديات التي تمر بمرحلة انتقالية من التدفقات العالمية للاستثمار الأجنبي المباشر لتصل إلى 43 في المائة في عام 2008م" لافتاً إلى ارتفاع حجم تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الوافدة إلى الاقتصادات النامية بحيث بلغت 621 مليار دولار معتبرا هذا التغير في نمط التدفقات الوافدة يعزى جزئياً إلى الانخفاض الكبير في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى البلدان المتقدمة التي تقلصت في عام 2008م بنسبة 29 في المائة لتصل إلى 962 مليار دولار أميركي مقارنة بالمستوى الذي وصلت إليه في العام السابق . وأفاد في كلمته التي اوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" أن الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل إلى الاتحاد الأوروبي بلغ 503 مليارات دولار في عام 2008م بما يقل بنسبة 40 في المائة عن مستواه في عام 2007م .. عازيا ذلك أساسا إلى الانخفاضات الحادة في التدفقات الداخلة إلى المملكة المتحدةوفرنسا وهولندا وبلجيكا. وأضاف "ومع تفاقم الأزمة المالية استمر الاستثمار الأجنبي المباشر في معظم بلدان الاتحاد الأوروبي في الانخفاض في الربع الأول من عام 2009م بالمقارنة مع مثيله في نفس الفترة من عام 2008م لذي سبقه". وأشار إلى إن الولاياتالمتحدة ظلت أكبر البلدان المتلقية للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم تليها فرنسا فالصين والمملكة المتحدة والاتحاد الروسي. كما أشار إلى ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الداخلة إلى الولاياتالمتحدة ومعظمها من المستثمرين الأوروبيين بنسبة 17 في المائة لتصل إلى أعلى معدل لها وهو 316 مليار دولار وبلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في فرنسا حوالي 18 مليار دولار تلتها الصين بحوالي 108 مليار دولار ثم المملكة المتحدة بحوالي 97 مليار دولار .. مبينا محافظة الولاياتالمتحدة على مركزها بوصفها أكبر بلد مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر بحوالي 312 مليار دولار تليها فرنسا بحوالي 220 مليار دولار. وأوضح حسين أن المشاريع الإنمائية في منطقة الاسكوا تلقت ضربة شديدة إثر تضييق أسواق الائتمان العالمية وما يشهده الاقتصاد عالمياً من انحسار وبخاصة منذ الربع الثالث من عام 2008م حيث جاء في التقرير أن عدد المصارف الدولية القادرة على الإقراض للمشاريع في منطقة الاسكوا والراغبة في ذلك قد تقلص تقلصاً شديداً ونتيجة لذلك ألغي أو تم إرجاء بعض المشاريع الرئيسة المتصلة بالنفط والغاز أوالمشاريع الصناعية ومشاريع البنى التحتية الرئيسة مما قد يسبب انخفاضاً في مبالغ الاستثمار الأجنبي المباشر الوافدة إلى هذه المنطقة في مطلع عام 2009م. وأعلن أنه على مستوى دول منطقة الاسكوا وبالرغم من الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية أظهر التقرير ارتفاعاً لا يستهان به نسبته 57 في المائة في مبالغ الاستثمار الأجنبي المباشر الوافدة إلى المملكة العربية السعودية التي ورد إليها ما مجموعه 38 مليار دولار في السنة 2008م وفي الإمارات العربية المتحدة حدث انخفاض بنسبة 3 في المائة لتصل الاستثمارات الأجنبية إلى 13,7 مليار دولار مقارنة ب 14,2 مليار دولار في العام 2007م وتمثل الآثار الضارة التي خلفتها الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية في سياحة دبي وفي سوقها العقارية ومصارفها السبب الرئيسي لانخفاض الاستثمارات الأجنبية في الإمارات .