السؤال: ظهر لغط كبير حول مشروعية سجدة الشكر بالنسبة للاعبي الكرة ما بين مؤيد ومعارض.. نريد أن نعرف حكم الشرع في ذلك؟ ** يجيب الشيخ محمد إبراهيم الواعظ بالأزهر الشريف:. قال تعالي: "لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد". فسجدة الشكر مستحبة عند حدوث نعمة أو دفع نقمة. والذين منعوها للاعبي الكرة استندوا علي أنه يشترط الوضوء لها ولأنهم يسجدون وهم كاشفوا عوراتهم "الشورت" ولعدم ضمان طهارة الأرض.. وقبل أن نرد. نذكر آراء الفقهاء فيها. فالشافعية والحنابلة قالوا إنها مستحبة ولا تكون إلا خارج الصلاة. فلو أتي بها في الصلاة بطلت صلاته. ولو نواها ضمن ركوع الصلاة وسجودها لم تجزئه. وذهب الحنفية أنها مستحبة علي المفتي به وإذا نواها ضمن ركوع الصلاة أو سجودها أجزأته ويكره الإتيان بها عقب الصلاة لئلا يتوهم العامة أنها سنة واجبة. وقال المالكية أنها مكروهة وإنما المستحب عند حدوث نعمة أو اندفاع نقمة صلاة ركعتين.. ونقول لمن منع اللاعبين من السجود عقب إحراز الأهداف إنه لا يشترط لها الوضوء. كما أنهم يسجدون علي أرض طاهرة لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "جعلت الأرض مسجدا وترابها طهورا" واستدلالكم علي عدم الجواز لأن اللاعبين يظهرون عوراتهم في غير محله لأن هذه مسألة مختلف فيها فأدلة من قال إن الفخذ والركبة ليست عورة أقوي سنداً.. "فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان جالساً كاشفاً عن فخذه فاستأذن أبوبكر فأذن له وهو علي حاله. ثم استأذن عمر. فأذن له وهو علي حاله. ثم استأذن عثمان فأرخي عليه ثيابه. فلما قاموا. قلت: يا رسول الله. استأذن أبوبكر وعمر فأذنت لهما وأنت علي حالك. فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك. فقال: يا عائشة ألا استحي من رجل والله إن الملائكة لتستحي منه" رواه أحمد وذكره البخاري تعليقاً ومسلم. وعن أنس أن النبي صلي الله عليه وسلم يوم خيبر حسر الإزار عن فخذه حتي إني لأنظر إلي بياض فخذه رواه أحمد والبخاري ومسلم. قال ابن حزم فصح أن الفخذ ليست عورة ولو كانت عورة لما كشفها الله عز وجل عن رسول الله المطهر المعصوم من الناس. ولا أراها أنس بن مالك ولا غيره. وعن أبي العالية البراء قال: إن عبدالله بن الصامت ضرب فخذي. وقال: إني سألت أبا ذر فضرب بفخذي كما ضربت فخذك. وقال إني سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم كما سألتني فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال: صل الصلاة لوقتها. قال ابن حزم فلو كانت الفخذ عورة لما مسها رسول الله من أبي ذر أصلاً بيده المقدسة وأدلة من قال بأنها عورة: 1- عن محمد بن جحش قال: مر رسول الله صلي الله عليه سلم علي معمر وفخذاه مكشوفتان فقال: يا معمر غط فخذيك فإن الفخذين عورة" رواه أحمد والحاكم والبخاري وعلقه في صحيحه. 2- وعن جرهد قال: مر رسول الله صلي الله عليه وسلم وعليَّّ بردة وقد انكشف فخذي فقال: غط فخذيك فإن الفخذ عورة رواه مالك وأحمد والترمذي وقال حسن وذكر البخاري في صحيحة قال الشيخ سيد سابق رحمه الله الأحوط أن يستر المصلي بين سرته وركبته ما أمكن ذلك وقال: قال البخاري حديث أنس أي الذي ذهب أنها ليست عورة أسند أي أقوي سندا وحديث جرهد أحوط وهو دليل من قال إنها عورة.. إذن سجود الشكر صحيح علي هذه الهيئة لأن البطلان يتقيد بإظهاره العورة المغلظة وهي القبل والدبر.. المصدر: جريدة "المساء" المصرية.