بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه. مرحباً وأهلاً بكم في حلقة جديدة من لقائنا هذا على الموقع الإلكتروني "بص وطل" نُجيب فيه على أسئلتكم. السؤال يقول: أريد معرفة حُكم رسم الموديل العاري، سواء أكان ذكراً أم أنثى، وما حُكم مجرد رؤية اللوحات المرسوم بها الموديل العاري؟ مع العلم أن عرض رسم الموديل العاري هو مجرد إظهار الجمال والفن، وليس لأي غرض آخر، وهو مِن أجل الدراسة وما حُكم رسم التمثال الذي يُمثّل شكل الموديل العاري من أجل الدراسة أيضاً؟ وماذا إن لم يكن من أجل الدراسة، ولمجرد الفن وعمل أعمال فنية تُظهِر الجمال؟ الإسلام عندما جاء رسم لنا الأدب مع الله، والأدب مع النفس، والأدب في الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم سأله الصحابة: "يا رسول الله.. عوراتُنا ما نأتي منها وما نذر؟!!". إذن فالإسلام جاء وبيّن أن الرجل له عورة، وحددها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل هذا السؤال فقال: "عورة الرجل من السرّة إلى الركبة"، ويجوز أن نستثني بعض المواقف، مثل المواقف التي يكون فيها الرجال سوياً ثم يلتفتون أو ينتقلون من مكان إلى مكان، وهم يرتدون مثلاً الجلباب فينكشف جزء من الفخذ أو شيء من هذا القبيل. فهذا لا يضر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما نظر إلى رجل اسمه "مُعمّر" -دخل المسجد فوجده كاشفاً فخذيه "جالس براحته"- فقال: غطِّ فخذيك يا "مُعمّر"؛ فإن الفخذين عورة، وهذا يرويه "جرهد الأسلمي" عن "مُعمّر". و"أنس ابن مالك" يروي أنه كان النبي جالساً مع أصحابه، فانكشف فخذه الشريف فلم يُبالِ أن يُغطّيه، مما يُبيّن أن الفخذ هنا إذا ظهر -من غير قصد- فإنه لا بأس أن يُترك، لكنه العورة من هنا فيها مغلظة وغير مغلظة (يعني أقسام). وبيّن أن عورة الحُرة كل جسدها إلا الوجه والكفين؛ لحديث "أسماء" فيما أخرجه أبو داوود: "يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض (يعني كبرت وأصبحت امرأة ناضجة) لا يبدو منها إلا هذا وهذان، وأشار إلى وجهه وكفّيه الشريفين صلى الله عليه وسلم، إذن هناك ما يُسمّى بالعورة، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النظر إلى العورات. هذا هو حُكم الإسلام، وهذا هو الأدب، وهذا هو الجمال، وعلينا أن نلتزم بما عليه الإسلام، وبما عليه مراد الله مِن خَلقه، فإن الله سبحانه وتعالى حرّم علينا الزنا، ولما حرّم الزنا حرّم موارده؛ فحرّم النظر إلى العورات، وحرّم الاختلاء بالأجنبيات، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما". وحرّم الفحش في الكلام، وحرّم الخلوة، وحرّم الزنا حتى تستقيم الأحوال النفسية للإنسان في طريقه إلى الله. وإلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إضغط لمشاهدة الفيديو: