أظهر تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة "فاو" أن موجة الحرائق التي اجتاحت لبنان في الأعوام الأخيرة أتت على ما يزيد عن 1500 هكتار من المناطق الحرجية، و1.2 مليون من أشجار الأَرز وصنوبر البحر الأبيض المتوسط وغيرها, وألحقت هذه الكارثة أضراراً إضافية بالأراضي اللبنانية،إضافة الى الأضرار الناتجة من حرب يوليو 2006. وعزا المسئول في جمعية الثروة الحرجية والتنمية, وهي منظمة غير حكومية, هشام سلمان، موجة الحرائق التي يتعرض لها لبنان بوتيرة متلاحقة إلى "التوسُّع العمراني للمناطق الحضرية". وتتشارك "فاو" مع الجمعية في جهودها للتصدي لحرائق الغابات في إطار مشروعٍ لإدارة الغابات وصَونها بدأ تنفيذه في مارس 2008 ، يموّله صندوق إعمار لبنان "الصندوق اللبناني للنهوض". وتهتم هذه الجميعة بالاشتراك مع وزارتي البيئة والزراعة اللبنانيتين ب"تقويم الخسائر المادية والاقتصادية الناجمة عن الحرائق الحرجية الأخيرة"، كما تُعدّ مشروعاً لإنشاء مشتل يتسع لزراعة 100 ألف شجرة، مع توزيع 6 عربات لإطفاء الحرائق على خدمات الدفاع المدني ووحدات المتطوعين لمكافحة الحرائق. إلي جانب حشد عشرة آلاف متطوّع، لإطلاق حملات التوعية العامة مدعومةً بخطة إعلانية عبر قنوات التلفزيون والإذاعة وتعميم استخدام لوحات الإعلانات. وأشار سلمان في تصريحات أوردتها صحيفة الحياة اللندنية إلى وجود نقص في تحرّي أسباب اشتعال النيران عموماً، ولو كان يُلاحظ "بدء اندلاع معظم الحرائق قرب الأراضي الزراعية أو بالقرب من الطريق". ولم يجزم بأنها «تبدأ عمداً»، مقدّراً نسبة افتعالها بما بين 2 أو 3 %, لافتاً إلى أسباب تتمثل ب "الأساليب الزراعية المتّبعة، مقرونةً بالأحوال الجوية الرديئة كالرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة".