الرياض: قام باحثون في الوكالة العامة للآثار والمتاحف، يعملون في متحف الدمام الأقليمي، بالكشف عن كمية كبيرة من الآثار تعود لأكثر من 1600 سنة، في قرية العوامية بمحافظة القطيف، شرق السعودية. وتعود هذه الآثار إلى عصور مختلفة يرجع أقدمها إلى الدولة الفارسية، أي ما قبل 1600 سنة، وكشفت عملية التنقيب التي شملت مساحة لا تتجاوز ال 70 متر2 عن فخاريات وأوان حجرية وبعض أدوات الصيد عثر عليها بكميات وفيرة تجاوزت في بعضها عدة آلاف، كما دلت هذه المكتشفات عن حالة من الرفاهية كانت تتمتع بها المنطقة في ذلك العهد. وقال الباحث الأثري سعيد الصناع، رئيس الفريق البحثي: "إن فريق البحث تلقى دعماً من لجنة أهلية تضم مهتمين بالآثار، وكان الهدف حفظ التراث الأثري للمنطقة وإبرازه". وأضاف: أن التنقيب تم في منطقة سكنية، وفي منطقة ضيقة لا يتجاوز طولها ال10 أمتار، وعرضها 7 أمتار، ومع ذلك تم جمع آلاف الكسر الفخارية التي تعود إلى عصور مختلفة، منها ما يعود إلى فترة السيادة الساسانية على المنطقة، أي قبل العهد الإسلامي، مما يعني أن عمر هذه الفخاريات يتجاوز 1600 سنة وعثر أيضاً على نوعيات من الفخار تعود إلى العصر العباسي، إلى فترة 1200 سنة. وأشار الصناع في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أنه تم حصر ما يقارب 7500 قطعة فخارية تم ترميم بعضها، منبهاً إلى أن عمليات التنقيب توقفت في الموقع، بسبب قلة الإمكانيات، رغم ما تتمتع به العوامية من غزارة في المكتشفات الأثرية، وكذلك كونها مركز تجمع سكاني، كما دلت على ذلك التنقيبات الأثرية لفترة تزيد عن 7000 سنة قبل الميلاد، وكما تم الكشف عنه من قبل بعثة دنماركية قامت بعملية التنقيب في جزيرة تاروت في عام 1967 وكان ذلك آخر كشف أثري يتم الإعلان عنه في المنطقة. وأضاف أن هناك خطراً على الآثار الموجودة في البلدة بسبب الزحف العمراني الذي غطى كثيراً من المواقع الأثرية، وكذلك الاستزراع، حيث تتحول كثير من الأراضي الفضاء إلى مزارع.