الطبيب المصري ينهي صراع 20 عاماً ! محيط - صافيناز محمد الاخضر بلومي لا أحد ينكر العلاقة المتوترة بين جماهير منتخبا مصر والجزائر لكرة القدم والتى تبدو ملامحها قبل وبعد كل لقاء يجمع الفريقين وقد بدأ هذا المنحنى فى الازدياد منذ الاحداث الشهيرة التى شهدها لقاء الفريقين في 17 نوفمبر 1989، في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال ايطاليا 1990، وكان طرفها اللاعب الاخضر بللومي وطبيب الفريق المصري. وترجع احداث القضية بعد ان قام الطبيب المصري احمد عبد المنعم برفع دعوى قضائية يتهم فيها بلومى برشقه بزجاجة مياة مما اصابة فى عينه وذلك عقب أثناء حالة الفوضى والشغب التي عمت الفندق الذي نزل بالقاهرة عقب خسارتهم أمام منتخب مصر في التصفيات. وقد ابلغت العدالة المصرية الشرطة الدولية "الانتربول" حينها لتصدر مذكرة ايقاف تمنع فيها سفر للاعب الى الخارج الذى جاء على قائمة المطلوبين ولم يتمكن من مغادرة بلاده لمدة 20عاماً لدرجة أنه لم يستطع أداء مناسك العمرة العام قبل الماضي. لكن يبدو ان المياه ستعود لمجاريها بين الشعبين الشقيقين بعد الخطوة التى قام بها الطبيب المصري حيث تنازل عن القضية وعن كل حقوقه وتم عقد جلسة صلح فى القاهرة تحت رعاية اللجنتين الأوليمبيتين المصرية برئاسة اللواء منير ثابت والجزائرية برئاسة مصطفي بيراف ممثلا عن اللاعب ليتم اسدال الستار عن اكثر القضايا الشائكة التى شهدتها الساحة الكروية حينها منذ عقدين. ومن جانبه اعرب الاخضر "50 عاما" بلومى عن سعادته بالنهاية السعيدة لهذا المسلسل الممل وقال فى تصريحات لجريدة "الفجر" الجزائرية: انا سعيد جدا بهذه التسوية التى كانت منتظرة خاصة بعد الوعود التى تلقيتها فى الاسابيع الاخيرة واشكر الرئيس بوتفليقة على المجهودات التى قام بها." وتابع:" تنازل الطبيب المصري عن القضية يؤكد برائتى من التهم التى نسبت إلي ويؤكد اقوالى السابقة، وانا الان مرتاح جدا بعد ان علم الجميع اننى لست طرفا فى القضية مثلما ادعى علي فى السابق واشكر كل من ساندنى." الاخضر بلومي اشهر لاعبي الجزائر فى الثمانينات وعن القيود التى فرضت عليه نتيجة مطاردة الانتربول له قال اللاعب الجزائري الاسبق:" لقد عانيت من تلك التهمة والتى منعتنى من التنقل بحرية والان انا حر طليق واستطيع التنقل حيث اريد وهذا مكسب كبير بالنسبة لي واجدد شكري لكل من وقف الى جانبي". وقد صرح بلومي فى اول قرار يتخذه عقب تبرئته بأنه سيتوجه لزيارة الاراضي المقدسة لاداء مناسك الحج مبدياً رغبته فى زيارة مصر فى اقرب فرصة ستكون مواتية. يذكر ان بلومى قد توج بلقب بالكرة الذهبية عام 1980، وبعد عام حصل على لقب افضل رياضي افريقي وشارك فى دورتين نهائيتين لكاس العالم 1982 باسبانيا وقاد فريق بلاده للفوز امام المانيا 2-1، وعام 1986 بالمكسيك وكان على وشك الانضمام إلى السيدة العجوز "اليوفي" عام 1984 كأول جزائري عربي وأفريقي يلعب إلى جانب بلاتيني وبونييك، لكن الاصابة منعته من ذلك. وقد بدأ بلومي مشواره في فريق صغير بقريته حتى ذاع صيته بعد ذلك بالجزائر لينضم بعدها إلى مولودية وهران ومنها إلى المنتخب الأول الذي كان يشرف عليه وقتها المدرب رشيد مخلوفي في أواخر السبعينات، ومع زملائه الآخرين عصاد وماجر شكل بلومي ثلاثيا خطيرا لمنتخب الجزائر 1982، حيث هزموا المنتخبين الألماني والشيلي ووقفوا بندية أمام منتخب البرازيل في مونديال المكسيك 1986.