مؤامرة لتكرار سيناريو «موقعة الجمل» في مليونية «الإصرار» إعداد – السيد سالم
مظاهرات حاشدة بميدان التحرير بمصر أشارت الصحف المصرية الصادرة صباح الجمعة إلى حالة من الترابط والرغبة في تغليب المصلحة العليا للوطن علي أي اعتبار آخر يشهد ميدان التحرير والميادين الكبرى في بعض المدن اليوم مظاهرات جمعة الثورة أولا.
فيما قابلت الحكومة والقائمين على الأمر الدعوة لتلك التظاهرات بمجموعة من القرارات التي من الممكن أن تهدئ من الثورة ضد المسئولين سواء في الحكومة أو في المجلس العسكري الحاكم خاصة بعد إحالة المتورطين في قتل الشهداء المعروفة إعلاميا ب"موقعة الجمل" إلى الجنايات.
فيما اهتمت الصحف العربية بالأحداث في اليمن وسوريا، خاصة بعد خطاب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي دعا لحكومة تشاركية وفق الدستور.
قالت صحيفة «التحرير» تحت عنوان «الشعب يسترد ثورته»: يتوضأ ميدان التحرير اليوم بالثورة.. بهتافات المصريين الذين يجيئون من كل مكان لاستكمال ثورتهم، كل الطرق تؤدي إلى ميدان التحرير، كل الأحداث جعلت الثوار يعودون إلى الميدان، أحداث البالون، مهرجان البراءة لرموز النظام السابق، براءة الضباط المتهمين بقتل ثوار السويس، القضاء البطيء، مكتسبات الثورة التي لم يجنها إلا المتسلقون.
ونشرت صحيفة الأهرام في صدر صفحتها «الاتفاق علي استبعاد الشعارات الحزبية في جمعة الثورة أولا.. وخطة شاملة لتأمين ميدان التحرير»، مشيرة إلى أن ائتلاف شباب الثورة أعلن عدم رفع أي لافتات أو شعارات حزبية أو ائتلافية، والتركيز فقط علي المطالب التي توافق عليها الجميع، مع الابتعاد عن إثارة أي قضايا خلافية.
معركة الجمل موقعة الجمل وأشارت صحيفة الأخبار إلى أن "ميدان التحرير استعد لاستقبال مليونية «الثورة أولا» فقال: إن 500 شاب سيرتدون زيا موحدا لتأمين الميدان من احتمال أي هجوم للبلطجية على المتظاهرين، فيما سيتم نصب 35 خيمة للوقاية من الشمس، مشيرة إلى أن هناك خلافا بين القوى السياسية حول موعد إنهاء المليونية.
وفي صحيفة الأهرام "شباب الثورة يحمون الميدان ووزارة الداخلية" أشارت الصحيفة إلى أن السيطرة وتأمين المظاهرات هي الهاجس الأكبر للمتظاهرين، ولذلك قرر شباب الثورة حماية ميدان التحرير وكل ميادين مصر التي ستشهد المظاهرات اليوم، وبدأت20 لجنة إجراءات التأمين منذ مساء الخميس.
وقررت تنسيقية الثورة عمل كردون من شبابها لحماية وزارة الداخلية وتأمينها من أي محاولات للاعتداء من البلطجية وفلول النظام الذين يسعون إلي إحداث وقيعة، وتعميق حالة الانفلات الأمني، وتشويه صورة الثورة والثوار للتغطية علي مطالبها المشروعة.
وبعنوان «الشعب يريد القصاص والتطهير» أشارت صحيفة المصري اليوم إلى أن هناك 3 آلاف متظاهر سوف يتولون عملية تأمين الميدان من مداخله المختلفة، مشيرة إلى المظاهرات التي ستكون متزامنة مع مظاهرات التحرير لإعادة تصحيح مسار الثورة.
ولفتت إلى الشرطة لن تدخل إلى ميدان التحرير اليوم، مشيرة إلى أن وزير الداخلية منصور العيسوي شدد على أنه لن يتم الاعتداء على أي متظاهر ولن تطلق رصاصة واحدة إلا في حالة الخروج على الشرعية.
وعلى الصعيد نفسه، كتبت صحيفة الشروق الجديد «للثورة شعب يحميها» مشيرة إلى أن الشرطة سوف تغيب عن الميدان بملابسها الرسمية ولكنها سوف تنتشر بملابس مدنية، لافتة إلى أنه سيتم مراقبة المتظاهرين عن طريق كاميرات لتصوير أي أحداث خارجة.
لكن صحيفة المصري اليوم أشارت إلى خطة لنائب من الحزب الوطني المنحل لمهاجمة المتظاهرين، وتحت عنوان «» حيث كشفت مصادر خاصة النقاب عن تورط عضو بمجلس الشعب عن الحزب الوطني المنحل، مع صاحب مصنع رخام بمنطقة «شق الثعبان» في إمداد بعض البلطجية والخارجين عن القانون بكميات من كسر الرخام لاستخدامها في أحداث «البالون» والتحرير الأخيرة.
وأضافت أن العضو ذاته اتفق مع صاحب مصنع رخام لتوفير كميات كبيرة من الرخام، وتخزينها خلال اليومين الماضيين لاستخدامها خلال جمعة «الإصرار» اليوم، لإحداث الوقيعة بين رجال الشرطة والمتظاهرين وبث الفوضى.
وقالت صحيفة الوفد في صدر صفحتها تحت عنوان «اليوم.. مليونية القصاص والتطهير والحسم في التحرير»: تشارك جميع القوى الوطنية لاستكمال مطالب ثورة 25 يناير، ترفع وقفة اليوم عدة شعارات منها جمعة القصاص وجمعة استرداد الثورة وجمعة الحسم وجمعة حقوق الشهداء.
مظاهرات في التحرير وأضافت: رغم تعدد الشعارات إلا أن الثوار على مختلف انتماءاتهم تعاهدوا على الوقوف يدا واحدة مسلمين وأقباطا ليبراليين ويساريين وإسلاميين ومستقلين.. وتعاهدوا على إسقاط ما تبقى من نظام مبارك.
وفي إجراءات حكومية لمصالحة الثائرين، وتحت عنوان "صندوق ضحايا ثورة يناير: لا تفرقة بين المتوفين في أحداث الثورة" قالت صحيفة الأخبار: تقرر اعتبار كل من توفي أو أصيب أثناء الفترة من 25 يناير وحتى 24 مارس الماضيين من جراء أحداث الثورة من ضحاياها دون تفرقة أو تصنيف.
كما تقرر اعتبار حالات الوفاة بعد تاريخ 24 مارس الماضي بسبب إصابات حدثت قبل هذا التاريخ من ضحايا الثورة واعتبار أقارب الدرجة الأولي للمصاب بعجز كلي أو المتوفى هم الأسرة التي سيقوم الصندوق بمنحها الأولوية في تقديم الدعم والرعاية.
وأكدت صحيفة الأهرام في افتتاحيتها أن المراهنين علي جمعة عنيفة دموية اليوم خاب سعيهم وحل توافق وتآلف القوي السياسية المختلفة علي المشاركة تحت شعار «الثورة أولا»، وقالت: «وسوف تزداد خيبة هؤلاء، الذين ينفخون في نيران الفتنة أكثر عندما تخرج مليونية اليوم سلمية حضارية راقية تليق بالمصريين وثورتهم المجيدة».
وطالبت الصحيفة باستكمال تنفيذ أهداف الثورة بمواعيد وجداول زمنية محددة حتي لا يعود الانقسام والخلاف والتراشق بالألفاظ مجددا، في مقدمة هذه الأهداف تطهير أجهزة الدولة، خاصة وزارة الداخلية، والمحاكمة العلنية والعاجلة لرأس النظام السابق ورموز حكمه في جرائم قتل الثوار.
المظاهرات المليونية - مصر - ثورة كما طالبت المشاركين في مليونية اليوم بتقديم القدوة الحسنة للخروج بها إلي بر الأمان دون عنف أو فوضي وبنتائج إيجابية؛ لأن ذلك من شأنه أن «يمثل بادرة أو مؤشرا علي أن الثورة بدأت تنفض عن نفسها غبار الفوضي والفلتان الأمني والتردي الاقتصادي».
وتحت عنوان «ثورة .. حتي النصر» قالت صحيفة الجمهورية: اليوم بعد 5 أشهر مضطربة من الثورة.. يعبر الثوار عن تمسكهم بالأهداف ذاتها مقدرين أن الطريق أمام تحقيقها مازال طويلاً وشاقاً.
خاصة مع وجود عراقيل من بقايا النظام الساقط متمترسة في مواقع مؤثرة ينبغي تطهيرها. ومن خلافات في الرؤى بين جماعات الثورة وأنصارها والملتحقين بركبها واجب تسويتها حتى لا تتضارب الاتجاهات وتشذ الأهداف ويتشتت الموكب.
وتحت عنوان «بشائر جمعة الإصرار.. إحالة المتهمين في موقعة الجمل للجنايات» أشارت صحيفة اليوم السابع إلى أن المستشار محمود السبروت قاضي التحقيق في موقعة الجمل استبق المليونية بإحالة فتحي سرور وصفوت الشريف ومرتضى منصور ومحمد أبو العينين وعائشة عبد الهادي وإبراهيم كامل ورجب هلال حميدة إلى المحاكمة.
وقالت الكاتب سليم عزوز في مقاله «جمعة الفرز» بصحيفة الدستور: لقد شاهدنا حالة من التواطؤ، التي لا تخطئ العين دلالتها، فيما يختص بمحاكمة القتلة والمجرمين وعلى رأسهم القاتل الأكبر حسني مبارك، وشاهدنا تبرئة القتلة بأحكام قضائية لا قدسية لها عندي، لأنها لم تقدس أغلى دم أريق على أرض مصر الطاهرة.
وقالت الكاتبة عبلة الرويني في مقالها بصحيفة الأخبار: ننتظر القصاص للشهداء الذين ماتوا دون ذنب، ماتوا بالجمال والأحصنة والرصاص الحي وكل الطرق،ليبقي اللصوص والمجرمون هم الأحياء.. ننتظر القصاص والعدالة ،الانتظار يطول والعدالة بطيئة، والقانون يأخذ مجراه بصوره تصيبنا بالدوار واليأس،
خاصة مع صدور أحكام البراءة لمجموعة اللصوص الكبار والمخربين!! وهو الحكم الجارح والمستفز للمشاعر والآمال، وهو ما دفع النائب العام لمطالبة النيابة العامة بضرورة نقضه!
اللواء محسن النعماني وزير التنمية المحلية وعلى جانب آخر، أشار اللواء محسن النعماني وزير التنمية المحلية، وفق ما نقلت صحيفة الأهرام إلى أن قرار حل المجالس المحلية تم اتخاذه منذ التاسع من مارس/آذار الماضي، إلا أن مجلس الوزراء قرر عدم إعلانه إلا بعد انتهاء السنة المالية في13 يونيو/حزيران، مشيرا إلي انه تم رفع مرسوم بقانون للمجلس الأعلى للقوات المسلحة يتم من خلاله تشكيل مجالس محلية مؤقتة تمثل جميع القوي السياسية وتحل محل المجالس الشعبية إلي أن تتم الانتخابات.
وفي شأن اقتصادي كتبت الأهرام تحت عنوان «البورصة تتحدي "جمعة الإصرار" وتربح 3 مليارات جنيه» فقالت: خالفت البورصة توقعات خبراء أسواق المال وتتحدي جمعة الإصرار وأنهت تعاملاتها علي ارتفاع نسبته 75،% وبلغت أرباح الأسهم نحو3 مليارات جنيه وفق مشتريات مكثفة من جانب المصريين والأجانب.
وفي الصحف العربية، عنونت صحيفة القدس العربي صفحتها الأولى ب«أطل مفحّم الوجه ونحيلا ومضمد اليدين وأعلن إجراءه 8 عمليات تجميل.. صالح يظهر تلفزيونيا رافضا التنحي وأنصاره يحتفلون بإطلاق الألعاب النارية».
مشيرة إلى أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ظهر عبر شاشة التلفزيون اليمني الحكومي لأول مرة منذ محاولة اغتياله في الثالث من الشهر الماضي، بشكل مفاجئ قطع فيه الشك باليقين ووضع حدا للغموض حول احتمالات وفاته، في الحادث الذي أدى إلى مقتل 13 شخصا وإصابة 185 آخرين، بينهم كبار مسئولي الدولة.
علي عبدالله صالح الرئيس اليمني وعلقت الصحيفة على ذلك الظهور في افتتاحيتها فقالت: إن المشهد اليمني، بعد خطاب صالح، مرشح للعودة إلى المربع الأول مجددا، أي تصاعد حدة 'حرب المظاهرات' بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه، وبما قد يؤدي إلى انهيار حالة الهدنة التي جرى التوصل إليها بوساطة سعودية بعد ذيوع نبأ محاولة الاغتيال.
وأضافت: الرئيس علي عبد الله صالح سيعمل على توظيف حروقه وكسوره وعملياته الجراحية الثماني من اجل خدمة هدفه الأزلي في البقاء في السلطة وإفشال الثورة الشعبية التي تستهدف الإطاحة بحكمه، وإذا تعذر ذلك فشقها.
وعلى صعيد سوري، لفتت صحيفة الخليج الإماراتية إلى «دعوات للتظاهر اليوم في “جمعة لا للحوار".. نزوح عائلات من حماة وتظاهرات في مدن سورية»، مشيرة إلى أن أكثر من مئة عائلة نزحت من حماة، وسط سوريا، خشية أن تقوم السلطات السورية بعملية عسكرية في هذه المدينة التي يطوقها الجيش غداة تظاهرات ليلية في مدن عدة، رداً على مسيرات التأييد التي نظمتها فعاليات نقابية واجتماعية.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان «عائلات تنزح من حماة خوفا من عملية عسكرية وشيكة.. وتوتر عشية جمعة «لا للحوار»: يتوقع سكان حماة أن يبدأ الجيش عملية عسكرية على مدينتهم، بعد تطويقها بالدبابات منذ أيام، وإقامة حواجز على منافذها تتفحص البطاقات الشخصية للداخلين إليها.
استمرار المظاهرات في سوريا وأردفت الصحيفة: أصدر ناشطون تحذيرات لرفاقهم من سكان المدينة، بتجنب المرور من الطرق التي تقطعها الحواجز الأمنية، وسلوك الطرقات الفرعية، لأن عمليات اعتقال تتم عند الحواجز لقائمة تتضمن أسماء المطلوبين للأجهزة الأمنية.
وكتب الكاتب صبحي حديدي، في صحيفة القدس العربي، تحت عنوان «حماة: مجزرة ثانية أم نهوض عنقاء من الرماد؟»، قائلا: أغلب الظنّ، اتكاء على ما يتوفّر اليوم من معطيات، أنّ النظام السوري حائر في أمر مدينة حماة، بعد سلسلة الوقائع الفارقة التي تركت آثارها العميقة، وحكمت سلوك الأهالي والسلطة، على حدّ سواء.
وأشار إلى أن كلّ العوامل تشير إلى صعوبة (وليس، البتة، استحالة) أن يعيد النظام تكرار مذبحة 1982. مؤكدا أنه في هذه الحالة ستصبح استعادة تفاصيل تلك المجزرة واجباً وطنياً وكفاحياً وأخلاقياً سورياً.