صدر مؤخرا عن دار الحكمة موسوعة للباحث علي كبريت تحت عنوان موسوعة التراث الشعبي لتيارت وتيسمسيلت وذلك في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية. الموسوعة عبارة عن نتائج ما جمعه ودوّنه ورتبه الباحث من مأثورات شعبية، معتبرا أنه حان الوقت لإعادة تنظيم وترتيب المنظومة الثقافية الشعبية والموروث وفق آليات حديثة تتعامل مع هذا الرصيد المعرفي المتنوع في سياقه الاجتماعي والجغرافي والثقافي والسياسي. ونقلت جريدة "الخبر" الجزائرية عن كبريت قوله في تقديمه لموسوعته إنه أشرك فيها طلبته من جامعة تيارت، عندما أراد تحفيزهم وحثهم على النزول إلى الميدان من أجل الاستماع والتمعّن في أقوال وتصرفات وأفعال البسطاء من سكان الدواوير والمداشر والقرى المنتشرة عبر تراب ولاية تيارت وتيسمسيلت. تحمل الموسوعة أشعارا شعبية وألغازا وأمثالا وحكايات وسيرا، وقواعد الحساب الفلكي لدى الفلاحين التقليديين، وغيرها من مظاهر الحياة اليومية الشعبية التي أرفقها الفرد البسيط بمعرفة شكلت مع مرور الوقت تراثا قائما بذاته يعرف اليوم بالثقافة الشعبية. ويقول كبريت إن الجزائر بحاجة إلى تنويريين جدد يرسمون خطوط مسار نهضوي يقوم على أساس الأطروحات الثقافية القائمة على الثقافة الشعبية والثقافة العالمية في آن واحد، تمكّن من استثمار الرصيد المعرفي الإنساني لصالح بناء ثقافة وطنية جديرة بإنتاج معرفة أصيلة، توثر إيجابيا على حركية المجتمع الجزائري بالدرجة الأولى. يرصد الكاتب - وفقا لنفس المصدر - سير الأولياء الصالحين لما لهم من قصص وأخبار تروي أحداثا مهمة بقيت عالقة في الأذهان، فالولي الصالح هو مصدر لطقوس اجتماعية ودينية تولّد عادات وأقوالا وأمثالا كما هو الحال مع لالة زعرورة أو سيدي واضح وسيدي الحاج شرقي وسيدي بن عقبان بالنسبة لتيارت، وسيدي علي بن علي وسيدي لحسن بالنسبة لتسمسيلت وغيرهم كثيرون، مما تحتفظ الذاكرة الجماعية بسيرتهم المميزة التي غالبا ما تتحول إلى أسطورة تحاط بنوع من القداسة والاحترام. وخصصت أقسام أخرى من الموسوعة بجزأيها إلى الحكاية الشعبية والحروف التقليدية ومتفرقات أخرى.