بادرت جامعة البصرة إلى تنفيذ مشروع لجمع الموروث الشفهي للتراث الشعبي الخاص بمدينة البصرة من مثل الأغاني والأشعار والحكايات الشعبية المحلية. ويعد هذا المشروع هو الأول من نوعه في العراق. وتعتزم جامعة البصرة إقامة ورشة عمل تدوم خمسة أيام لحفظ هذا الموروث بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) وجمعية دعم الثقافة العراقية المستقلة في شهر ديسمبر المقبل.
وعن هذا المشروع يقول رئيس جامعة البصرة الدكتور صالح إسماعيل نجم "بادرنا في جامعة البصرة بإصدار موسوعة علمية شاملة خاصة بالمدينة وبكافة جوانبها التاريخية والجغرافية والسياسية والثقافية والعلمية، بالإضافة إلى الشخصيات والعشائر".
وأضاف أن مشروع حفظ الموروث الشفهي هذا الذي يأتي بعد إصدار الموسوعة العلمية سوف يستغرق سنتين.
وستبدأ أولى الفعاليات في بداية ديسمبر المقبل، بإلقاء محاضرات يشارك فيها أساتذة أجانب وعراقيون فضلا عن متخصصين من البصرة وتنتهي بإصدار خطط وبرامج لدراسة الموروث الشفهي البصري والعناية به.
الجزء التاريخي
أكد صالح إسماعيل أنه تم إتمام الجزء الأول وهو الجزء التاريخي، حيث قام الباحثون الذين عملوا في الموسوعة الأولى بمراجعة ما تمت كتابته بهدف تطوير مستوى الأبحاث المنجزة.
وأضاف أن البصرة مدينة معروفة بتاريخها وتراثها الضارب في القدم، فقد كانت مركزا لعلماء اللغة العربية ومنهم الفراهيدي، بالإضافة إلى أنها استضافت فعاليات مهرجان المربد الشعري الذي يشارك فيه شعراء عراقيون وعرب، منهم الشاعر الكبير المرحوم نزار قباني وشعراء مغتربون آخرون.
ويبين أن المشروع سيلقي الضوء على الصناعات اليدوية التي وجدت بالبصرة منذ مئات السنين وما زال بعضها موجودا حتى الآن.
فضلا عن هذا سيتناول خبراء مختصون واقع الصناعات النفطية بالمنطقة منذ اكتشاف الذهب الأسود بها، إضافة إلى أنشطة الصيادين في الموانئ المحاذية للكويت وإيران التي تزخر بموروث شعبي.
دعم اليونسكو
من جهته يؤكد مفيد الجزائري وزير الثقافة الأسبق ورئيس جمعية دعم الثقافة ، أن المباحثات مع اليونسكو حول مشروع جمع الموروث الشفهي للبصرة مستمرة.
ويقول "لقد اتفقنا على موعد لبدء المشروع، ونحن على اتصال مع جامعة البصرة التي ترعى المبادرة، وبصفتنا جمعية راعية للثقافة وداعمة لها نعمل على إنجاح هذا المشروع ليكون أول مشروع من نوعه في العراق والمنطقة كلها".
وأردف الجزائري أن الموروث الشفهي مفصل هام في تاريخ الأمم والشعوب، ومن شأن هذا المشروع أن يتكفل بالحفاظ على موروث المدينة.
وتؤكد زهرة البجاري عضو مجلس محافظة البصرة ، أنه تم طرح المبادرة من قبل جامعة البصرة -بالتحديد كلية الآداب وقسم الآثار- وحظيت بدعم مجلس المحافظة نظرا لأهميتها.
وتضيف أن الموروث الشفهي في البصرة موروث غني، مثل الأمثال الشعبية والروايات والقصص القصيرة التي يتناقلها الناس جيلا بعد جيل والتي تعبر عن مواقف وطموحات أفرادٍٍ وجماعات اقترنت بهم فيما بعد.
وتشير إلى أن هناك تعاونا وثيقا بين جامعة البصرة ومجلس المحافظة من أجل إنجاح هذه المبادرة، داعية الجميع إلى المساهمة فيها بتقديم كل ما بحوزتهم من قصص أو أمثال تراثية وشعبية.