ختان وزنا محارم وحشو العضو بالشطة "لهن" يعيد ملف العنف ضد المرأة إلي بؤرة الضوء تغطية وتصوير - فادية عبود لهنّ خاص : تبكي فزعاً وتصرخ خوفاً حين رأت أخواها يسحباها كالقطيع ، وكأنها تعرف أنها ذاهبة إلى الجحيم، جسدها كله يرتجف وترتعد أكثر عندما يطرق أحد أخواها على الباب صارخة لا أرجوكم "بلاش" ولكن لا حياة لمن تنادي، فخالتها تشعل النيران على قدر مليء بالشطة السوداني حتى تسخن تماماً لتحشي بها العضو التناسلي للفتاة التي لم تتجاوز الخامسة عشر، ورغم أنها كانت تصرخ وتتوسل إلا أنها لم تثير شفقة خالتها أو أمها التي كانت تكبلها حتى تنتهي خالتها من مهمتها . هذه أحد وسائل العقاب في الصعيد المصري تمثل مدى العنف الواقع على المرأة إذا رأها أحد من أهلها تحادث شاباً غريباً، ورغم أن هذه العادة اختفت إلا أن التهديد بها يمثل عنف نفسي شديد وإرهاب منقطع النظير بالنسبة للفتيات هناك . أشكال أخرى من العنف المادي والمعنوي الموجود على أرض الواقع ، عرضها أمس المؤتمر الختامي لتجريم العنف ضد المرأة، في أفلام قصيرة نتاج ورش عمل حول العنف ضد المرأة . العنف الأسري د. ماجدة عدلي رئيس مركز النديم تحت شعار الحياة ممكن بدون عنف وتمييز، كشف مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف عن نتائج بحثه الميداني حول العنف ضد المرأة في مؤتمره الختامي لحملة التجريم. وأظهرت نتائج البحث أن الزوجة هي أكثر أطراف الأسرة تعرضاً للعنف، فكان 61% من الزوجات يتعرضن لذلك، يليها في المرتبة الثانية الابنة وبنسبة 25% ، وأفادت الدكتورة ماجدة عدلي رئيس مركز النديم ، أن العنف واقع على الطفلات الأقل من 10 سنوات أيضاً ، مؤكدة أنه لا يوجد عمر معين تحمى منه المرأة من العنف . في حين أن 2% من النساء (من عينة البحث ) رأين أن الزوج أيضاً يتعرض للعنف الأسري، وأشارت ثلاث نساء إلى أن جميع أفراد الأسرة يتعرضون للعنف ويمارسونه . وعن أكثر الأطراف ممارسة للعنف داخل المنزل، أشارت النساء إلى أن الزوج أو الأب هم أكثر من يمارس العنف في الأسرة بنسبة 40 % من الأزواج و 30% من الآباء . اغتصاب المحارم رغم أن اغتصاب المحارم من الجرائم المسكوت عنها في الوطن العربي وتنهش في عرضه وكيانه ، إلا أنها لم تكن معروفة في مصر حتى وقت قصير ، ولكن خبراء الاجتماع والدراسات البحثية تؤكد أن الظاهرة في تزايد في مصر والوطن العربي . فها هو أبو زوج يتحرش بزوجة ابنه ويغويها إلى الرزيلة في مقابل أنه يأويهم في منزله لعدم استطاعتهم تحمل تكاليف إيجار شقة زوجية ، والزوجة تصمت وتتحمل حتى لا تؤذي مشاعر زوجها وتصدمه في أبيه . وها هو أخ اعتاد النظر خلسة إلى أخته من خلال ثقب باب غرفتها حتى استغل تواجدهما بمفردهما واغتصبها أثناء تواجد أمه في العمل . وبالرغم من أن ثلث النساء الخاضعات لبحث مركز النديم، أكدن أنهن لم يسمعن عن زنا المحارم ، قالت 66% منهن أنهن سمعن به، في مقابل 17% يعرفن شخصيات تعرضن له ، في حين 6% تعرضن شخصياً للتحرش الجنسي والاغتصاب على أيدي أحد المحارم في الأسرة . الجميع سواء في العنف لا فرق بين أمية وجامعية في العنف الأسري الواقع عليها، ولا يقتصر العنف على المرأة داخل إطار الأسرة على الضرب فقط ، ولا تتجه إليه الطبقات الدنيا في التعليم والمستوى الاجتماعي فقط ، بل يلجأ إليه مثقفون وأساتذة جامعيون يفتقدون إلى الثقافة الإنسانية ، هذا ما أكدته الدكتورة ماجدة عدلي رئيس مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي . وتتابع د.ماجدة قائلة : يرجع السبب في ذلك إلى أننا مجتمع يتعامل مع المرأة على أنها ملكية خاصة للرجل، فالأم تربي ابنها على أنه رجل الأسرة ويحق له تأديب أخته الكبرى أو الصغرى. ومن أقوى أشكال العنف التي تقع على المرأة منذ الطفولة هو الختان ، إنه صدمة لا تنسى لأننا نتعامل مع البنت على أنها على أنها عورة لا يجب أن تلعب وسط الأولاد ، وبعد ترسيخ هذا المفهوم تجد نفسها عارية أمام غرباء ويُبتر جزء من جسمها، ونتعامل مع هذا الجزء الحساس على أنه نجس وعار، فنضعها في تناقض نفسي كبير يترك صدمة قد تظل معها أبداً، وأيضاً نصدر مفاهيم خاطئة عن العلاقة الزوجية ، فمن العيب أو العار أن تستمتع المرأة أو تبدي رغبتها لزوجها ، أو حتى ترفض العلاقة، وهذا ينعكس على الرجل وينعكس على الرجل فيكون عنيف معها أو يتزوج بأخرى أو يغتصبها على فراش الزوجية دون رضاها . وتضيف : أيضاً اغتصاب المحارم من أشكال العنف ضد المرأة أقساها ، ونحن في مركز النديم كسبنا قضية مؤخراً كان خال اعتدى على ابنة أخته ذات 12 عاماً ، ورغم أنه حُكم عليه بالسجن 15 عاماً إلا إنه حكم غير كافٍٍ كان من المفترض أن يأخذ أقصى عقوبة وهي الأشغال الشاقة المؤبدة نظراً لفعلته الشنعاء ، إضافة إلى ذلك هناك حالات التحرش الجنسي والاغتصاب من الأب ومن العم والخال . هل العنف الأسري منتشر ؟ هل تعرضتِ لأحد أشكاله المادية أو المعنوية ؟ شاركينا برأيك أو تجربتك