بغداد : ما إن أطلق الحكم الأسترالي صافرة فوز المنتخب العراقي لكرة القدم على نظيره السعودي حتي امتلأت الأزقة والأحياء بالعراقيين بوجوه مبتسمة فرحة بنشوة الفوز وبدأ البغداديون بالرقص في الشوارع معلنين الفرحة، فيما خرقت أهازيج الفرح والهلاهل أجواء الحزن الذي اعتاد عليها العراقيون رغم حظر التجول المفروض . ففي ظل أجواء أمنية احترازية غير مسبوقة، عمت مظاهر الفرح أحياء بغداد حيث زحفت الجماهير من الأحياء باتجاه الشوارع التي اكتظت بالعراقيين رغم اعلان السلطات فرض حظر للتجوال، وخرج آلاف العراقين راجلين فيما خرجت اعداد اخرى بالسيارات والدراجات النارية حاملة الأعلام العراقية ابتهاجا بفوز الفريق العراقي متحدين احتمال تعرضهم لتفجيرات بسيارات مفخخة كما حدث الأربعاء الماضي بعد فوز المنتخب العراقي على المنتخب الكوري الجنوبي في قبل نهائي البطولة. وأحرزالمنتخب العراقي بكرة القدم كأس أمم آسيا للمرة الأولى في تاريخه، الأحد، بعد فوزه على نظيره السعودي بهدف مقابل لا شيء في المباراة النهائية على بطولة كأس الأمم الآسيوية التي جرت في العاصمة الأندونيسية جاكارتا. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها المنتخب العراقي بنهائي بطولة كأس الأمم الآسيوية، التي وصل إلى نصف النهائي فيها مرة واحدة في البطولة التي أقيمت في طهران سنة 1976، وجرى أول لقاء بين العراق والسعودية في 22 أغسطس عام 1975 في تصفيات دورة مونتريال الأولمبية التي انتهت بفوز السعودية بهدفين مقابل لاشي. وعلى الرغم من الصمت الذي خيم على الشارع العراقي خلال متابعة المواطنين نهائيات بطولة أمم آسيا إلا أن صوت الرصاص كان يلعلع بين الفينة والأخرى خلال مجريات المباراة، وبدت شوارع بغداد خلال فترة متابعة المباراة خالية الا من رجال الأمن الذين انتشروا في الشوارع والتقاطعات تحسبا للمفاجآت في حال فوز أو خسارة الفريق العراقي. وفي مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد دوت الطبول والاهازيج لأول مرة في المنطقة وخرجت سيارات تحمل أعلاما عراقية وصورا للفريق العراقي. ومن الأهزوجات التي رددها أبناء مدينة الصدر "احنه الأسسنه الملعب واحنه اللي نلعب بيه".فيما قال مسئولون وشخصيات رياضية عراقية :إن فوز المنتخب وحد مشاعر العراقيين بجميع أطيافهم وخفف عنهم هموم الواقع الأمني المتردي الذي يعيشونه . وأضافوا :إن ما حققه المنتخب الوطني العراقي هو شيء بسيط يزيح عن العراقيين ولو للحظات الحزن الكبير الذي تولده الأحداث اليومية الصعبة من جراء دوامة العنف التي تشهدها البلاد.