غزة : في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية في حكومة غزة أنها تمكنت من اعتقال اثنين من المشتبه بهم في مقتل المتضامن الإيطالي فيتوريو أريجوني، اعترف مسئول سلفي كبير بأن سلفيين هم الذين قتلوا أريجوني، فعلا، لكن بشكل فردي ومن دون أن يتلقوا أي أوامر من مسئوليهم. وأكد أبو البراء المصري، أحد قادة الجماعة المعروفين بغزة، لصحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية أن 3 عناصر من السلفيين يعملون بإمرة جماعة التوحيد والجهاد، نفذوا عملية الاختطاف والقتل من دون الرجوع لأي من أمرائهم في الجماعة، الذين فوجئوا بما حصل وأعلنوا أنه لا علاقة لهم بالمسئولية عن العملية لاحقا. وقال أبو البراء المصري: إن اثنين من منفذي عملية الاختطاف يعملان في أجهزة أمنية تابعة لحماس، لكنهما غير متورطين بقتل أريجوني، وإنما اختطفاه بحكم علاقة أحدهما به، وسلماه لشخص ثالث هارب، هو الذي نفد عملية القتل. وبحسب المصري، فإن الشخصين اللذين اعتقلتهما حماس اعترفا بأنهما خطفا أريجوني لمبادلته بأحد أبرز قادة السلفيين، المعتقل لدى حماس، وهو أبو الوليد المقدسي، لكن لم يكن لهم أي صلة بالفيديو الذي نُشر لاحقا وهدد بقتل أريجوني إذا لم يفرج عن المقدسي، وأنهما ليس بحاجة للاعتداء عليه أو قتله؛ لأن مصلحتهما تقتضي عدم قتله وإنما مبادلته. ونفى أبو براء المصري، مجددا، علاقة السلفية الجهادية كتنظيم بقتل أريجوني، وقال: "ليس من ديننا الحنيف معاملة المستأمن بقتله أو التعرض له، وإن ما حدث نرفضه تماما ولكن نقول إن هذه الأعمال الفردية ربما تتكرر مع استمرار ما تقوم به حماس؛ لذلك ندعو حكومة غزة، من جديد، للإفراج عن جميع المعتقلين، وفي مقدمتهم أبو الوليد المقدسي وأبو المعتصم المقدسي". واتهم الأجهزة الأمنية التابعة لحماس بشن حملة ملاحقات واعتقالات بحق جميع عناصر الجماعات السلفية الجهادية، واعتقال العشرات منهم، بينما تلاحق العشرات الآخرين وتداهم منازل وشققا سكنية تعود لهم لعائلتهم و"تروعهم بشكل لا أخلاقي". ولا يعرف أبو براء المصري مصير السلفي الثالث المتهم بقتل أريجوني، وقال إنه ما زال هاربا، بينما شددت حماس من انتشارها على الأنفاق تخوفا من تسلله لخارج . في غضون ذلك ، أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي بشدة اختطاف وقتل المتضامن الإيطالي فيتوريو أريجوني. ودعت منظمة المؤتمر الإسلامي ، التي تتخذ من جدة غرب السعودية مقرا لها في بيان لها اليوم الأحد ، "إلى ضرورة ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة". وشددت المنظمة أن"هذه الجريمة البشعة تتعارض مع قيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومصالح الشعب الفلسطيني" مثمنا "دور حركة التضامن الدولية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة". وكانت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة الخاضعة لسيطرة حركة حماس في قطاع غزة قالت أول امس الجمعة ، إنها عثرت على جثة أريجوني، الذي اختطف في القطاع بعد الوصول إليه للتضامن مع سكانه، مشيرة إلى وجود موقوف لديها على خلفية القضية.