الخشخاش وإسرائيل وتشياوبو .. أزمات ثقافية في 2010 محيط – سميرة سليمان معبد موسى بن ميمون عصفت بالساحة الثقافية حول العالم العديد من الأزمات خلال 2010، لعل أهمها تهويد الآثار الإسلامية في فلسطين، ودعوات مثقفين في مصر لإقالة وزير الثقافة فاروق حسني، ومنع كتب في معارض الكتب العربية، منع شاعر ومعارض صيني من السفر لتسلم جائزة نوبل في غياب دولي ، وأخيرا إلغاء فعاليات "نواكشوط عاصمة الثقافة الإسلامية " .. أزمات إسرائيل لم يكن غريباً الاحتيال على سرقة التراث العربي الفلسطيني بعد أن سرقت إسرائيل وطناً بأكمله، فقد أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إدراج موقعيْ مسجد بلال في بيت لحم، والحرم الإبراهيمي في الخليل ضمن "قائمة التراث اليهودي" غضبا إسلاميا وتحذيرات من تداعياته الخطيرة. كما احتج الاتحاد العام للأثريين العرب على المشروع الإسرائيلي الذي يهدف لإقامة "مترو أنفاق" يربط ما بين القدس والضفة الغربية ويمر أسفل المسجد الأقصى، الأمر الذي يهدد بشكل مباشر عمارة المسجد الأقصى وأساساته والآثار الإسلامية بالقدس بسبب الاهتزازات الأرضية المترتبة على حركة القطار. وأعلن الناطق باسم وزارة السياحة والآثار العراقية عبد الزهرة الطالقاني وجود آثار عراقية منهوبة في إسرائيل، مشيراً إلى أن آثار بلاده تعرضت للسرقة والنهب من عصابات منظمة عند الغزو الأمريكي عام 2003. وضمن الأزمات التي لعبت فيها إسرائيل دول الفاعل، فقد أدت الحفلات الصاخبة التي تخللتها رقصات وتناول الكحول داخل معبد بن ميمون الذي تؤمه الطائفة اليهودية المصرية، إلى إعلان إلغاء افتتاحه الرسمي بعد الترميم ، وقال وزير الثقافة فاروق حسني: أردت أن أحرم الإسرائيليين من الزعم بأن هذا معبدهم وتحت وصايتهم. تشومسكي المتضامنون مع الحقوق العربية ضد إسرائيل واجهوا تعنتا كبيرا هذا العام، فقد منع المفكر اليهودي الأمريكي نعوم تشومسكي من الدخول للضفة الغربية بواسطة السلطات الإسرائيلية بسبب انتقاداته لإسرائيل، حيث كان من المفترض أن يلقي محاضرة بجامعة بير زيت، كما اضطرت عميدة صحافيي البيت الأبيض هيلين توماس تقديم استقالتها من شبكة جرائد هيرست بعد تاريخ طويل من العمل الصحفي، بعد حملة عنيفة من اللوبي الصهيوني ضد موقفها الداعي ل" طرد اليهود من فلسطين وإعادتهم إلى بولندا وألمانيا ". وأثار عرض فيلم إسرائيلي ضمن مهرجان "لقاء الصورة" برعاية المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة اتهامات للمركز بالتطبيع ، ووقفات احتجاجية من جانب مثقفين عرب ، كما انسحب المشاركون المصريون من المهرجان . وتضامن المثقفون مع الحركات العربية المنددة بمجزرة "أسطول الحرية" التي راح ضحيتها العشرات من جنسيات مختلفة أثناء محاولتهم فك حصار غزة بحريا. وكان آخر الأزمات المتعلقة بإسرائيل، مؤتمر "كلمات بلا حدود" بمدينة حيفا الذي دعت له وأعلنت مشاركات عربية فيه، والتي قوبلت بهجوم صحفي وثقافي شديد ورافض للتطبيع مع العدو ، خاصة أن المؤتمر يضع لإسرائيل صورة الدولة الديمقراطية الساعية للحوار والسلام ، ولكن حرائق جبل الكرمل تسببت في تغطيل المؤتمر إلى أجل غير معلوم . كتب ممنوعة في هذا العام قرر معرض الكويت الدولي للكتاب منع الكثير من الكتب العربية وخاصة الادبية بدعوى "الحفاظ على قيم المجتمع" ، وبينهم 35 كتابا مصريا لأشهر الأدباء، ما أدى إلى حملة واسعة من الإنتقادات وصل صداها لاتحاد الكتاب العرب الذي أعلن "دهشته"، وذهب عدد من الأدباء لمقاطعة المعرض. كما شكت مصر من محاولات إقصائها من صالون الجزائر الدولي للكتاب، على خلفية الأحداث الكروية المسببة لفتنة بين البلدين، وتلى ذلك موجة من الإتهامات المتبادلة، أدت إلى قرار أعضاء باتحاد الناشرين العرب إلى مقاطعة أي معرض يقاطع الكتب العربية، وفي النهاية أكد الوزيرة الجزائرية خليدة تومي أنه لا توجد قطيعة مع مصر، وجعلت جناحا لكتبها بالمعرض، وإن شكا كثيرون من ضآلة حجم الجناح وعدم جدواه . زهرة الخشخاش والاطار فارغ بعد سرقتها زهرة الخشخاش من أشهر أزمات الثقافة في مصر، سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" التي أبدعها الفنان العالمي فان جوخ من متحف محمود خليل بالدقي، وأحيل الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية آخرين من مسئولي المتحف للمحاكمة بتهمة الإهمال، غير أن شعلان اتهم وزير الثقافة بعدم التعاون لتأمين المتحف في وقت مبكر. وقد دعا أكثر من مئة مثقف وسياسي مصري إلى إقالة وزير الثقافة فاروق حسني ومحاكمته بتهمة إهدار المال العام والإضرار بالحالة الثقافية للبلاد نتيجة تخبط السياسات. ولكن العالم شهد العديد من سرقات المتاحف والمعارض، فقد أعلنت مصادر بالشرطة البلجيكية عن اختفاء تمثال صغير للفنان الإسباني سلفاتور دالي من معرض في مدينة بروج البلجيكية، كما اختفت 16 لوحة للفنانة الهولندية أنيكا تير كولين وذلك في معرض فني بإحدى المجمعات السكنية المخصصة للرعاية الإنسانية بمدينة أمرسفورت، بالإضافة إلى سرقة خمس لوحات لمشاهير الفنانين الأوروبين منهم بيكاسو، وماتيس، وأماديو مويلياني، وذلك من إحدى قاعات مقر المتحف الوطني للفن المعاصر بمركز بومبيدو بباريس، وتبلغ قيمة اللوحات المسروقة حوالي نصف مليار يورو. المعارض الصيني ليو جياوبو أزمات الأدباء - على الرغم من سجنه وقضائه لفترة العقوبة المقدرة بإحدى عشر عاماً، فاز الكاتب والمعارض الصيني ليو تشياو بو بجائزة نوبل للسلام لعام 2010، الأمر الذي أثار غضب الحكومة الصينية. - حصل الشاعر سيد حجاب على حكم قضائي بحبس الشاعر أحمد فؤاد نجم ستة أشهر وتعويض مدني مؤقت قدره 10 آلاف جنيه، ويرجع ذلك إلى ما صرح به نجم خلال حوار له بإحدى القنوات الفضائية هاجم فيه الشاعرين سيد حجاب والأبنودي، ومجموعة أخرى من شعراء ووصفهم بأنهم "تظاهروا بالشيوعية" كما وصفهم ب"المخبرين"، ما اعتبر سبا وقذفا بحقهما. - شكت الشاعرة الإماراتية ظبية خميس من "تعامل جائر" تعرضت له من قبل أمين عام الجامعة العربية وعدد من موظفي الجامعة بعدما نشرته على مدونتها الإلكترونية العام الماضي من مراجعة لكتاب ينتقد أداء الجامعة لمؤلفته كوكب الريس. - أعلن المتوكل طه انسحابه من كل ما يتعلق باتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين بعد تعيين أمانة عامة للإتحاد تتألف من 17 عضواً من الضفة الغربية وقطاع غزة، في ظل تدخُّل مباشر من مكتب التنظيمات الشعبية في حركة فتح. - قرر مجلس الوزراء الكويتي سحب الجنسية الكويتية من الشاعر السعودي الأصل خالد المريخي، على خلفية إعلانه التنازل عن جنسيته وكلماته "المسيئة" للبلاد. - شهد مؤتمر برلمان أدباء أوروبا انسحاب الكاتب في. أس. نايبول حائز نوبل للآداب لعام 2001 من فعاليات المؤتمر الذي أقيم بمدينة اسطنبول التركية، وذلك عقب الحملة التي شنتها الصحف الإسلامية التركية ضد مشاركته، كذلك انسحب كاتبان تركيان احتجاجا على إلغاء مشاركة نايبول. إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور المقال صحف أثارت جدلاً شهد العام أزمات كانت الصحف وكُتابها أبطالاً لها، على رأسهم تأتي صحيفة "الدستور" المصرية، بسبب إقالة الكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى من رئاسة تحريرها، بقرار من مجلس إدارة الصحيفة، وقيل أن وراء الأزمة اتجاه الصحيفة المعارض، وأدت الحملة ضد السيد البدوي رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس ادارة "الدستور" لإعتذاره عن تولى الصحيفة مجددا . في أزمة مثيرة، اتهمت جبهة علماء الأزهر رئيس تحرير مجلة "أكتوبر" مجدي الدقاق بالكفر تحت زعم أنه عاب فى الذات الإلهية أمام عدد من صحفيى المجلة، وهو مااستنكره الدقاق في بيان له. كان الصحفي كرم جبر رئيس مجلس إدارة صحيفة "روزاليوسف" بطلاً لأزمة أخرى امتد صداها إلى ساحاة القضاء، التي برأت الكاتب من جنحة السب والقذف التي رفعتها عليه الشاعرة والكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت. فيما تضامنت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين مع الكاتب الصحفي وائل الإبراشي رئيس تحرير جريدة صحيفة "صوت الأمة "في الدعوى القضائية المقامة ضده من وزير المالية يوسف بطرس غالي والتي يحاكم فيها طبقا للمادة 177 من قانون الجنايات الخاصة بقضايا العصيان المدني وقلب نظام الحكم. وشهد العام أيضا تقديم الكاتب الصحفي عبدالله السناوي استقالته من رئاسة تحرير صحيفة "العربي" الناصري. آثار اسلامية في موريتانيا متفرقات - أعلن متحف ميتروبوليتان للفن في نيويورك عن إزالة عدة "صور" تظهر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لإجراء المزيد من المراجعات، رغم منح اتحاد "إم 100 " للصحفيين في مدينة بوتسدام الألمانية رسام الكاريكتير الدانماركي كورت ويسترجارد صاحب الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، جائزة الإعلام، لكونه على حد قول يان ياكوبز عمدة المدينة مدافعا عن " القيم الديمقراطية" رغم التهديدات بقتله. - انتقد خبراء الآثار مشروع قانون تقدم به المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني يطالب فيه الدولة بالموافقة على السماح بحرية تداول الآثار والتجارة فيها داخل مصر، وحذر الخبراء من أن تنفيذ هذا المشروع "سيزيد السرقات وتهريب الآثار للخارج". - إقالة السفيرة زوريتشا توميتش من منصبها كرئيسة لبعثة صربيا للتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" بعد اتهامها بالتورط في فضيحة مالية. - أعلنت وزارة الثقافة الموريتانية إعتذار بلادها عن تنظيم فعاليات نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2011 بسبب عجز الوزارة وضعف الإمكانيات، وفي المقابل تجري الإستعدادات حالياً بمدينة تلمسانالجزائرية لاستضافة فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية .