لا تدمجي أموالك مع أموال زوجك لهنّ - أسماء أبوشال البعض يفهم أن العلاقة الزوجية هي اندماج وانصهار بمعنى الكلمة ، تلغي معها مفهوم الخصوصية لكلا الطرفين ، وتعتبر المعاملات المالية من أهم مصادر الإزعاج والخلاف بين الزوجين إذا لم يتم التعامل معها بحكمة وقدر كبير من الخصوصية. الخصوصية لا تعني الموبايل أو الأصدقاء أو أخبار العائلة فقط ، ولكن الأخطر هي الحسابات المشتركة للأزواج في البنوك ، لأن البعض يترجم دمج الحياة هو دمج للأموال أيضاً ، الأمر الذي أوقع ببعض الأزواج فى ورطة بسبب الموت أو الانفصال. العديد من الأرامل لن يتمكن من إدارة أموالهن بسبب توكيل الأزواج بكل هذه المهام ، أما فى حالة الطلاق لم يستطع أحدهما الحصول على حسابات البنك ، لأن حسابهما مشترك وبعد الانفصال لم يستطع الاستفادة من خدمات البنك كالقروض، لذا يتفق الخبراء الماليين على أن المنطق يستوجب أن لا يقوم الأزواج بدمج حساباتهم المصرفية تفادياً لبعض المشكلات. وأشارت دراسة أمريكية سابقة لمجموعة رادون المالية شملت أكثر من 1200 عائلة ، وهي شركة أبحاث وتسويق في ولاية "الينوي" إلى أن نصف الأزواج أو حوالي 48 % منهم، يمتلكون حسابين مصرفيين منفصلين أو أكثر ، وهذه النسبة زادت بحوالي 37 % خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، والسبب يرجع إلى ارتفاع معدلات الطلاق ، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأشخاص الذين يتزوجون للمرة الأولى في أعمار متأخرة. وتنصح كانديس باهر المؤسسة للأكاديمية اللاربحية "معهد تثقيف النساء ماليا "الأزواج قائلة : لا يتوجب عليكم دمج أوراقكما المالية ، وتتابع :" في الزواج الثاني معظم الناس لا يدمجون حساباتهم المصرفية بخاصة عندما يكون عندهم أولاد من الزوج الأول، لأنه عندما يكون لأحد الأزواج مسؤوليات مالية لا يريد من الطرف الآخر الالتزام بها، فلا يجب عليه إرباك الحساب المصرفي وجعله موحدا .. في مثل هذه الحالات ينصح بجعل النفقة أو دفعات الأطفال من حساب مصرفي منفصل بدلا من الحساب المشترك مع الزوج الحالي". وللسبب نفسه يقترح الخبراء الماليون بأنه في حال الحصول على ميراث كبير يجب الاحتفاظ به بعيدا عن الحساب المشترك، مشيرين إلى أن "هذا الميراث هو ممتلك منفصل من الشخص الذي أورثه إليك"، وفي حال تم دمجه مع الحساب المشترك يصعب تحديد قيمة الميراث وما نقص منه بعد مرور الوقت ولفتت باهر الانتباه بحسب جريدة "الغد" إلى أن "الإبقاء على المال منفصلا لا يعني أنك تبقيه سراً، فهذا فقط يعني أنك تدير أموالك بطريقة مختلفة وبهدف خاص بك ، وفي بعض الحالات يكون سلوك الزوجين المالي مختلفا، فمثلا تكون المرأة أكثر جرأة والرجل أكثر حرصا، وهنا قد تحدث الكثير من المشاكل إذا ما تصرف كل طرف بالطريقة التي تعجبه، ولذلك من الأفضل أن يتحكم كل منهما بأمواله لوحده. راتب الزوجة أحد نقاط الخلاف التى تحدث بين بعض الأزواج هو حق تصرف الزوجة فى راتبها إذا كانت عاملة ، لأنها قد تواجه أحياناً وصاية من الزوج على راتبها ويؤخذ منها بالإجبار للمساهمة فى مصاريف البيت ، بعض الأزواج يرون أن هذا الأمر حق مكتسب كونها تركت البيت واقتطعت من وقته ، وعن هذا الأمر تؤكد الشريعة الإسلامية انفصال الذمة المالية بين الزوجين ، فلا سلطان للزوج على تصرفات الزوجة المالية، وراتبها حق لها وهذا ما أكدت عليه المجامع والمجالس الفقهية التي ناقشت هذه القضايا ، وأصدر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي قرارا وفتوى عن اختلافات الزوج والزوجة الموظفة، وعن انفصال الذمة المالية بين الزوجين، وكان نصه كالتالي : للزوجة الأهلية الكاملة والذمة المالية المستقلة التامة، ولها الحق المطلق في إطار أحكام الشرع مما تكسبه من عملها، ولها ثروتها الخاصة، ولها حق التملك وحق التصرف بما تملك ولا سلطان للزوج على مالها، ولا تحتاج لإذن الزوج في التملك والتصرف بمالها. كما تستحق الزوجة النفقة الكاملة المقررة بالمعروف، وبحسب سعة الزوج، وبما يتناسب مع الأعراف الصحيحة والتقاليد الاجتماعية المقبولة شرعاً، ولا تسقط هذه النفقة الا بالنشوز. اتيكيت المصروف وسواء كانت التعاملات المالية مشتركة أو منفصلة ، أو كانت المرأة عاملة أو ربة منزل ، دائما يشكو الأزواج من إسراف الزوجة فى التعامل مع النقود ومصروفات البيت ، لذا تعلمي الاتيكيت المالي مع زوجك واحترمي خصوصياته ولا تلحي دائماً في البحث عن مصادر دخله وحاولي مراعاة التالي : - امنحي زوجك الشعور بالفخر لأنه المعيل والممول للأسرة، فهذا الأمر يجعله سعيداً وفرحاً بأداء هذا الدور. - أطلبي النقود بشئ من الحكمة وخاصة فى مصروف البيت ، واختاري الأساليب المناسبة ليكرمك بسخاء ، ولا تلقي بمالها في وجهه بل قدمي له الفرصة ليثبت وجوده وقدرته على إعالتة أسرته. - الإيتكيت الزوجي يمنع النقاشات المالية الحادة ، ولا يجب عليكِ أن تلوحي بمالك في وجهه بأنكِ صرفتي كذا وكذا ، حاولي التغاضي عن هذا الأمر وكأنه غير موجود، ولا ترهقي ميزانية زوجك ، بل تصرفي بما يرضي الله ، وما يتناسب مع ميزانيته وحدود إمكانياته. - من غير اللائق أن تتصرفي ببذخ من مال الزوج، بينما تدخرين مالك، لكن يمكنك أن تأخذي من ماله بالمعروف، وبما يسد حاجتك. - حاولي ألا تكونين وسيلة لتفريغ محفظة الزوج ، بلا تخطيط ،ولكن ادخري أنت إن أمكن لكن لا ترهقي ميزانيتكما خوفا من أن يدفعه ماله إلى خيانتك. - جدي لك وله، مشروعا مشتركا، واكتتبا عقدا يحفظ حق كلا منكما، فهذه الوسيلة تساعد على تعميق أواصر العلاقة الزوجية وترقى بأهدافكما المالية. لمتابعة المزيد من أخبار لهنّ اضغط هنا