المعتصم يلبي نداء الأسيرة في الفترة التي كان فيها المعتصم خليفة في بغداد، قام ملك الروم بالخروج بجيش ضخم إلى بلاد المسلمين، وغزا زبطرة فقام بأبشع الأفعال فقتل الرجال وسبي مئات النساء، وقام الجيش الرومي بالتمثيل بمن وقع في أيديهم من المسلمين فقطعوا أنوفهم وأذانهم وغيرها الكثير من الأمور البشعة، وقامت واحدة من النساء التي وقعت أسيرة في أيدي الروم بالصراخ مستنجدة وامعتصماه، ولما بلغ المعتصم هذا الأمر قام بإجابتها لبيك لبيك! ونهض ونادى : النفير النفير ثم قام بركوب دابته وأوصى وخرج للمعركة. وعلى الرغم من قيام المنجمين بمحاولة إقصاؤه عن المعركة ونصيحته بتأخير فتح عمورية إلا أن المعتصم أبى وسعى من أجل المعركة التي كللت في النهاية بالنصر. كان أبو تمام وهو واحد من اشهر شعراء هذا العصر واحداً ممن ساروا ضمن جيش المعتصم، وذلك لملاقاة الروم وردعهم، سار الجيش حتى دخل أسيا الصغرى وسار الجيش العربي حتى عمورية فقام بمحاصرتها حتى وقعت فقال أبو تمام بإنشاد قصيدته التي مطلعها:
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ iiوَالرِيَبِ وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ iiوَما صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن iiكَذِبِ تَخَرُّصاً وَأَحاديثاً iiمُلَفَّقَةً لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ وقد وصف أبو تمام أحداث المعركة كلها من خلال أسلوبه الشعري، وذكر تلبية المعتصم للسيدة الهاشمية التي استنجدت به فقال: لَبَّيتَ صَوتاً زِبَطرِيّاً هَرَقتَ لَهُ كَأسَ الكَرى وَرُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ عَداكَ حَرُّ الثُغورِ المُستَضامَةِ عَن بَردِ الثُغورِ وَعَن سَلسالِها الحَصِبِ أَجَبتَهُ مُعلِناً بِالسَيفِ مُنصَلِتاً وَلَو أَجَبتَ بِغَيرِ السَيفِ لَم iiتُجِبِ