الرباط: أيدت محكمة الاستئناف بمدينة آسفي المغربية الحكم الصادر في حق المتهم "عبد الله" بعشرين سنة سجنا نافذا بتهمة "محاولة القتل مع سبق الإصرار والترصد . كان المتهم قد قام بقتل المجنى عليه "ربيع" داخل محكمة الاستئناف بآسفى حيث وجه إليه طعنات حاول من خلالها الانتقام لزوجة شقيقه، التي كانت تعرضت لمحاولة اغتصاب من جانب الضحية، الذي أدين أيضا ضمن الملف ذاته بخمس سنوات سجنا نافدا بتهمة السكر العلني والهجوم على مسكن الغير ومحاولة الاغتصاب، بعد أن هاجم ليلا زوجة شقيق المتهم محاولا اغتصابها . تفاصيل هذه القضية المثيرة بحسب صحيفة "الصحراء المغربية" تقول كان ربيع على غرار عدد من أبناء الدوار يقتني من حين لآخر قنينة من النبيذ الأحمر يعاقرها برفقة أحد معارفه. وكان كلما مرت أمامه حليمة شقيقة المتهم، إلا ويسارع إلى تتبع خطواتها في محاولة للاستفراد بها. في يوم مشمس تخللته درجة حرارة مرتفعة، جاء المتهم عبد الهادي وهو أحد أبناء الدوار الذي يقطن في مدينة آسفي، إذ يقصد من حين لآخر منزلا يمتلكه بالدوار لقضاء بعض الوقت . كعادته دائما وكلما حل بالدوار يقتني عبد الهادي قنينات النبيذ الأحمر لينتشي ببعض كؤوس الخمر المعتق رفقة زميله ربيع، الذي تفتحت أسارير وجهه بقدوم رفيقه عبد الهادي وما إن التقيا بمنزل هذا الأخير حتى شرعا في تناول كؤوس من الخمر على نغمات الطرب الشعبي. عند الساعة العاشرة ليلا ودع ربيع رفيقه عبد الهادي بعد أن عزم على الاستفراد بمن شغلت باله وظل يتحين الفرصة للإيقاع بها ومراودتها عن نفسها، فسارع ربيع إلى سلك طريق بين نباتات الصبار حريصا على مباغتة غريمته حليمة، لاسيما وأنها توجد بالمنزل رفقة طفليها الصغيرين فقط، في غياب زوجها. حاول ربيع فتح باب المنزل بالقوة إلا أنه كان مغلقا بإحكام، وبسبب عزمه الأكيد على تنفيذ مخطط مباغثة حليمة، فقد هداه تفكيره إلى تسلق حائط المنزل، ومباشرة بعد ولوج الغرفة حيث تنام حليمة رفقة طفليها، استيقظت على وقع صدى خطواته الحذرة، فسارع إلى وضع يده على فمها من أجل منعها من الصراخ والاستنجاد، ثم شرع في إزالة ملابسها، إلا أن حليمة قاومته بشدة مما جعل ولديها الصغيرين يستيقظان من نومهما، وقد أطلقا عقيرتهما بالصراخ مما أرغم ربيع على إطلاق ساقيه للريح فارا من استغاثة حليمة وصياحها، تاركا هناك حذاءه البلاستيكي، قاصدا منزله. وما إن بزغت شمس الصباح وبعد مجموعة من الاستجوابات والتحقيقات توصل المحققون إلى هوية الفاعل، وتحركت سيارة الدرك الملكي تجاه منزل ربيع، الذي سارع إلى تقديم نفسه، بعد أن أدرك حقيقة الجرم الشيطاني الذي ارتكبه في حق أحد سكان الدوار، من دون أن يكون حريصا على سمعة وكرامة أي أحد من معارفه. وفي الوقت الذي كان فيه زوج حليمة غائبا عن الدوار بحكم عمله، كان شقيقه عبد الله يراقب الوضع وقد أخذ منه الغضب مأخذه، جراء ما تعرضت له كرامة شقيقه من خدش من طرف أحد أبناء الدوار، ولم يكن إلقاء القبض على ربيع ليشفي غليل عبد الله، بل إنه وفي ظل ما كان يحس به من تشويه لسمعة عائلته، ظل يتحين فرصة إحالة المتهم ربيع على أنظار محكمة الاستئناف بآسفي، ومن هذا المنطلق سارع إلى اقتناء سكين، وظل مرابضا بمحاذاة مركز الدرك الملكي بمدينة سبت جزولة، متحينا فرصة الاستفراد بالمجنى عليه . وما ان لمح سيارة الدرك الملكي وهي تلج البوابة الرئيسية للمحكمة، وما إن نزل المتهم ربيع محاطا بدركيين، محاولين ولوج البهو الداخلي للمحكمة، حتى فوجئا بشقيق زوج الضحية حليمة، يستل سكينا من تحت ملابسه محاولا توجيه طعنات إلى صدر المجنى عليه ، فسارع هذا الأخير وبمعية رجال الدرك، إلى محاولة إبعاد المعتدي، الذي تمكن من توجيه ضربات إلى وجه ربيع ويده اليسرى بعد أن سقط أرضا، فتحول بهو محكمة الاستئناف بآسفي، إلى ضجيج وعويل عدد من أفراد أسرة المتهم ربيع وتمكن رجال حرس المحكمة من شل حركته في حين نقل ربيع إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي، حيث خضع للعلاج، بعد أن نجا من موت محقق .