الرباط : أدانت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمدينة أغادير جنوب المغرب مؤخرا شخصاً يبلغ من العمر "37 عاما" بالسجن عدة سنوات لاعتدائه على صديقه بالضرب والطعن مما ادى الى وفاته دون نية احداث قتل حسب وصف المحكمة وفقا لقانون الجنايات المغربي . وتعود احداث الجريمة التي راح ضحيتها شاب مغربي يبلغ من العمر "23 عاما" الى عام 2005م حينما كان المجني عليه ويدعى كمال يتناول وجبة العشاء مع مجموعة من اصدقائه في غرفة اجّرها بحي غير بعيد عن منزل اهله الذي ضاقت مساحته لكثرة افراد العائلة سمع طرقات قوية على الباب مصحوبة بعبارات بذيئة وينظرة عبر الشبك الحديدي للنافذة تبين له ان الزائر المزعج هو زميله "م.ع" وكان مخمورا في حال يرثى لها ويبدو انه افرط في تناول الخمور . حاول كمال احتواء غضبه وثورته العاصفة معتبرا ان السكارى حمقى يتعين عدم مؤاخذتهم على ما يتلفظون به من بذاءات فبادر بفتح الباب متهيئا للترحيب بزميله لكن رد فعل الزائر المزعج كان مرعبا حيث عاجله بطعنة غادرة بسكين كان أشهرها فجأة وسدد بها طعنة غائرة في جسد مضيفه والذي اطلق صرخة مدوية تلاها صمت رهيب. هرع الجالسون حول مائدة العشاء لاستطلاع ما يجري فوجدوا صديقهم غارقا في الدماء وقد فارق الحياة بعد أن سدد له الزائر عدة طعنات في جسده ثم اطلق ساقيه للريح . هرع الجيران الى مسرح الجريمة وقد لفهم الحزن وسرعان ما حضرت الشرطة القضائية وافراد الوقاية المدينة والاسعاف وتم نقل القتيل الى المستشفى الاقليمي وشرعوا في التحقيق مع مرافقي كمال لحظة وقوع الجريمة عن اسبابها وطلبوا من الذين جرى استجوابهم مرافقتهم الى مفوضية الشرطة لاستكمال اجراءات البحث وتحرير المحضر والتصديق عليه . عقب ذلك بدأت الشرطة في ملاحقة الجاني الهارب طوال ساعات الليل لكن بقي العثور عليه مستعصيا الى ان افاد مخبر بان المجرم تردد ليلة الجريمة على بيت فتاة على علاقة غير شرعية به تسكن مع أهلها في الحي الخلفي للمدينة . وعلى الفور انتقلت الشرطة الى هناك وبسؤال والد الفتاة عن الهارب اجاب بصراحة عما جرى بين الجاني وابنته القاصر من علاقة محرمة اثمرت حملا سفاحا لجنين في شهره الرابع وتبين ان الاب المغلوب على امره كان يخشى على حياته وحياة ابنته من هذا الشرير الذي اتاهم ليلة اقترافه للجريمة وطرق بابهم بعنف مطالبا الفتاة بالخروج اليه لكن والدها منعها خوفا على حياتها كما يقول وبعد ان اعياه الانتظار غادر المكان الى جهة مجهولة . وفي اليوم التالي للجريمة وجد رجال الشرطة شخصا بملامح متوترة ووجها مكفهرا امام محطة للبنزين يستجدي اصحاب السيارات الخاصة نقله الى المدينة المجاورة فتوقفوا قربه وسألوه عن وجهته فأبلغهم فدعوه لمرافقتهم فوافق مؤكدا انه يرغب في السفر الى أي جهة خارج هذه المدينة التي لا يريد المكوث فيها وعندما جلس بين المفتشين وانطلقت السيارة طلبوا منه ان يمد يديه في هدوء لوضع الاصفاد فاستلسم فيما انحرفت السيارة صوب مفوضية الشرطة وهناك فتح محضر الجريمة واعترف الجاني ليحال الى العدالة لتقول كلمتها .