محيط آية عبد العظيم الزيدى يستعيد كواليس حادثة ضرب بوش بالحذاء على قناة الجزيرة
أكد منتظر الزيدى خلال لقائه الحصري مع قناة "الجزيرة" الفضائية مؤخراً، أن ضربه لبوش بالحذاء فى بغداد أكتوبر / تشرين من العام الماضى ، بمثابة أخذ ثأر العراق، واصفا الرئيس الامريكي السابق بأنه رجل مهووس بالحرب يقتل آلاف الرجال ويرمل النساء وييتم الأطفال.
وقال منتظر الزيدى المعروف ب" صحفى الحذاء": "أنا أؤمن بالسلام واحترم الآخر بكل المعايير والمقاييس، ولكن لا أحترم من يأتى إلى بلادى ويدمر ويقتل ويريد أن نستقبله ونودعه بالورود، فكان لابد لى أن أحتج، وأثأر لكل ما أراه وأسمعه وأشاهده خلال المأساة اليومية التى تدور فى العراق.. عملى كصحفى لا يجعل الإنسان يتجرد من صفته الإنسانية.
وبألم تجسد فى ملامحه بدء الزيدى منتحب الصوت يرسم مواقف إنسانية تعرض لها أثناء عمله كمراسل، وهو يقف على أشلاء أطفال تهدم عليهم منزلهم وهم يلعبون ولم ينتبه إلا مع صوت سيدة تخبره ما حدث، وهو من المشاهد التى حفرت بذاكرته وأشعلت نار الثأر فى قلبه.
واستطرد الزيدى حديثه، مؤكداً أنه من العار أن لا نأخذ بثأرنا حين تهدم بيوتنا فوق رؤوسنا وأطفالنا ليلاً وهم عزل لا يملكون حتى القدرة على الفرار، قائلاً كان على أن أقوم بذلك لأشعر بالنصر حتى ولو كان معنوياً.
استعاد الزيدى مشاعره يوم حادثة الحذاء المشهورة ، قائلاً: "فكرت كثيراً فى أن أرشقه بحذائى الذى رافقنى خمسين يوماً فى مدينة الصدر أثناء تغطية الأحداث هناك وفى الموصل عند مجزرة زنيخا، ولكنى لم أجد سوى حذائى وسيلة بعد أن جف قلمى ونبح صوتى فى مؤتمر البغدادية وتعاملت مع بوش كإنسان.
وعن لحظة إلقائه الحذاء، قال الزيدى: "لا أنكر أنى ترددت بين خيارين الأول أن أعيش هانئاً بين أهلى وعملى، والثانى إقدامى على إلقائه بالحذاء ثأراً واحتجاجاً على العدوان، وقبل المؤتمر فكرت ملياً فى الذهاب إلى بيت أخى لتناول العشاء، لكنى قررت بينى وبين نفسى أن أذهب للمؤتمر وعاهدت نفسى أنه لو انتهى المؤتمر دون أن أضربه سأعتبر نفسى جباناً ولن أستطيع أن أهرب من تأنيب ضميرى".
أضاف الزيدى: "بدخولى إلى قاعة المؤتمر اعتبرت نفسى شهيداً بإذن الله، فخلعت محبسى وأعطيته لصديقى ليسلمه لأهلى، وجلست جانباً بعيداً عن الصحفيين الآخرين لكى لا يصابوا بأى أذى إذا قاموا بإطلاق النار علىّ.
وكذلك قمت بإلقاء هويتى إلى زميلى، وقبل خروج بوش نطقت الشهادتين ثم ألقيته بالفردة الأولى فتخطت رأسه وعندما بدأت فى إلقاء "الفردة" الأخرى بدأت الأصوات فى الهياج، وشعرت أننى فى عالم وحدي ليس فيه سواى وبوش أمامى، وبيننا بحر من الدماء فألقيتها .
ويستكمل الزيدى،. التفوا حولى وانقضوا على بالضرب المبرح وصرخت حتى يعلم العالم أجمع بما حدث لى وعندما قاموا بسحبى فى ممر المؤتمر وسقطت نظارتى ذكرت الشهيد عمر المختار رحمة الله عليه، وكان هذا إشارة لى أن القادم ما هو أسوأ".
ويختتم الزيدى استعادته لتفاصيل الحادثة التى رسمت اسمه من نار فى عالم الصحافة والميديا الإعلامية والتصريحات التى أصابته بخيبة أمل، قائلاً: "ما زاد استيائي تصريحات المالكى على القنوات الفضائية، أنه يقوم بالاطمئنان على، وأنى فى أفضل حال بعد اعتقالى، كيف ذلك وقد قام جنوده بضربى على رأسى وصفعى على وجهى بشدة مما تسبب لى فى كسر أنفى وأسنانى وقيامهم بسحبى من قدمى فى ممر المؤتمر، كما يسحب الصهاينة الأسرى الفلسطينيين وتجريدى من ملابسى وتعذيبى بأشد أنواع العذاب من سكب المياه الباردة فى هذا التوقيت الساقع وصعقى بكبل الكهرباء.