تدهور الأوضاع الإنسانية باليمن والاقتصاد على شفير الهاوية ترجمة : حامد عبد الرازق
ثورة اليمن لا تقتصر الأزمة السياسية التي ضربت الاقتصاد اليمني في مقتل، على انعكاساتها المعيشية ومضاعفة معاناة الناس؛ لكنها تمتد إلى ما هو أبعد لتضع الاقتصاد اليمني على شفير الهاوية كما يتبين من خلال جملة من مؤشرات الأداء، خلال هذه الأزمة، وترتب على ذلك ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع والخدمات الأساسية، كما ارتفعت أسعار الغاز والوقود بنسبة كبيرة بعد أن توقف إنتاج البلاد من النفط نتيجة تفجير خط أنابيب الصادر بفعل جماعات مسلحة في محافظة مأرب.
وقد ألقت الكاتبة "كاتروينا ديفيز" على موقع ال"سي إن إن" الضوء على طبيعة الحياة اليومية للشعب اليمني الذي أكدت أنه يعيش في ظل حياة بائسة هذة الأيام، وتطرقت إلى حياة أحد رجال الأعمال اليمنيين وهو الدكتور "رفعت الأخالي" الذي كان يشغل منصب مدير توزيع لإحدى شركات الأدوية اليمنية.
وأكدت أن ما تمر به دولة اليمن حالياً ليس له أى علاقة بالهدوء بأي حال من الأحوال، فمنذ أبريل الماضي والإضطرابات لا تزال مشتعلة في شوارعها مما تسبب في مرور البلاد باقتصاد غير مستقر، وقد كثرت حواجز الطرق التي يحرسها المسلحون على الطرق السريعة التي تؤدي للمدن خلال الآونة الأخيرة مما منع شركة الأدوية التي يمتلكها الأخالي وشركات أخرى مثلها من مزاولة الأعمال التجارية.
استمرار المظاهرات في اليمن وبدلاً من الإلتفات إلى أعماله التجارية التي بدأت تتداعى شيئاً فشيئا على غرار العديد من الشركات التجارية في اليمن، انضم الدكتور رفعت الأخالي كأحد النشطاء الشبان إلى أحد الأحزاب اليمنية الجديدة المعارضة للنظام الحاكم، وهو حزب البناء والعدالة الذي أسسه منشقون عن الحزب الحاكم ضمن الانتفاضة اليمنية التي اندلعت ضد الرئيس على عبد الله صالح.
وتابعت الكاتبة أن رفعت الأخالي هو أحد الشباب اليمني الذي تحول من رجل أعمال؛ لكى يصبح أحد أشهر النشطاء السياسيين في الأشهر الأخيرة، حيث ظهر مراراً في مختلف المدن اليمنية لدعوة الشعب اليمني إلى ضرورة وضع حد لقبضة الرئيس صالح الذي ظل في السلطة لمدة 33 عاما.
ونقل الرئيس صالح في وقت سابق إلى المملكة العربية السعودية للعلاج بعد إصابته في القصف الذي وقع على مسجد القصر الرئاسي في اليمن والذي أسفر عن مقتل سبعة ضباط.
ورأت الكاتبة أن الحياة الطبيعية في اليمن لا تزال كما هي، فلا زال الكثيرون من الشعب اليمني ينتظر سماع ما سيحدث على المدى الطويل، فالحياة الطبيعية هناك تحتوي على الكثير من المفاجآت، إلى جانب البحث عن ضروريات الحياة التي تعد ضرورة حتمية للكثير من الأفراد العاديين.
الرئيس اليمني وأكدت الكاتبة أنها أجرت العديد من المكالمات الهاتفية مع أفراد يمنيين أكدوا خلالها أن هناك معاناة حقيقية في الحصول على الوقود الذي يأخذ نحو أربع ساعات للحصول عليه، بالإضافة إلى معاناة الحصول على المياة والكهرباء، فالأهالى يعيشون في ظل الظلام الحالك لمدة 16 ساعة يومياً بالإضافة إلى أن هناك نقصا ملحوظا في الغاز اللازم للمنازل.
وتابعت أن هناك حالة من الغموض التي سيطرت على الحياة الطبيعية للشعب اليمني، ولا يعرف الكثيرون السبب في ذلك، حيث أغلقت محطات بيع الوقود لمدة خمسة أيام بين المدن اليمنية، وعندما أعيد فتحها كان هناك طوابير طويلة من السيارات للحصول على الوقود.
حيث تهدد تفاقم أزمة الوقود التي تشهدها المحافظات اليمنية التي وصلت إلى مستويات عالية بإيقاف حركة المواصلات ومحلات الخدمات العامة في حال استمرارها .
وأشارت إلى أن أسعار المياة تضاعفت؛ لأن مضخات مياة الآبار تعمل بالديزل، بالإضافة إلى السيارات الضرورية لنقل تلك المياه، كما تضاعف غاز الطهي أيضاً.
من جانبه أكد المواطن "حمزة الشرجبي" 29 عاماً، وهو ناشط شاب أن اليمن تشهد حالة متدنية هذه الأيام حيث يعيش الناس في ظل ندرة للمياه والوقود وعدم توافر الكهرباء، والغاز الخاص بالطهو.
واكد الشرجبي أن المواطن يلتزم عليه الإنتظار أربع ساعات حتى يمكنه الحصول على الوقود، كما أن الكهرباء تأخذ أوقاتاً طويلة جداً غير معتادة حتى تعاود عملها من جديد ولا يستمر الامر كثيراً مما يؤثر على حياة الجميع، وقال أن الشعب اليمني إعتاد على عدم تواجد السلطة، لكن حالياً ليس لديه أى كهرباء لمدة 16 ساعة يومياً مما شل حركة الحياة في اليمن.
سقوط اعداد كبيره من القتلى و الجرحي في اليمن وتابع أن المشكلة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مؤكدًا أن هناك مخاوف من زيادة حدة الأوضاع مما يؤثر على طبيعى مستقبل الحياة في اليمن.
وأضاف ان منزله أصيب بأحد الطلقات في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه لم يكن لديه علم عما إذا كان قد استهدف عن عمد.
وقال الشرجبي الذي كان يعمل والده كناشط سياسي مناضل ومعارض لنظام علي عبد الله صالح، أنه عمل ناشطا سياسيا مثل والده بعد عمله مع جمعية أطباء بلا حدود الخيرية لعلاج ضحايا صراع القبائل اليمنية في شمال البلاد عام 2006.
وتابع الشرجبي أن هناك أزمة إنسانية حقيقية في المناطق التي شهدت اشتباكات حقيقية؛ لأن معظم الناس فروا من منازلهم.