الانتخابات هى تتويج لحركة سياسية حزبية بين الجماهير . تهدف هذة الحركة اول ما تهدف الى الالتحام بالجماهير والتعرف على مشاكلها لحلها والاحساس بامانيهم لتحقيقها من خلال برنامج حزبى قادر على تحقيق مطالب الجماهير لكسب مصداقيتها. ولذلك فالانتخابات هى ذلك المولد السياسى الذى يعرض فية كل حزب بضاعته التى تتسق مع اغلبية الجماهير حتى تقوم بالشراء اى الانتخابات والانتخابات التى نحن بصددها الان وهى انتخابات المجالس التشريعية للشعب وللشورى .تمثل مرحلة هامة وحاسمة وفاصلة فى انجاح الثورة ذلك لعدم تحقيق الثورة حتى الان على ارض الواقع نتيجة لتشرذم وتفتت كل القوى السياسية من احزاب قديمة ديكورية واحزاب جديدة ورقية بالاضافى الى تلك الائتلافات التى لا حصر لها والتى اعلنت بليل لاثبات التواجد والتمسح بالثورية . ولغياب ذلك التوحد المصرى الذى ابدع روح الثورة تلك الروح التى اسقطت مبارك ولكنها لم تسقط نظامة بعد . فتصارع الجميع على كعكة الثورة التى لم توجد بعد . بالرغم من ان الثورة لا صراع حولها بل التفاف وتجمع حولها ثم بعد ذلك يكون الصراع السياسى بعد نجاح الثورة صراعاً حزبياً سياسياً من اجل التعبير عن الجماهير وتحقيق مطالبها .اذاً فالثورة لم تتحقق لظروف كثيرة متداخلة فنحن الان نعيش حالة فوضى حقيقية وانفلات امنى خطير وتفشى بلطجة لم يسبق له نظير . فلم تتحقق امانى الناس وامنياتها من الثورة فيئس كثيرون .وكان من الطبيعى ان يستغل هذا الفعل وذلك المناخ من هم ليس فى مصلحتهم الثورة ولا فى صالحهم التغيير . ناهيك عن وجود تلك المصادمات الطائفية التى تجذرت وتصاعدت وتكرست بما ينذر بخطر حقيقى يحيط بالوطن كله . وفى هذة الاجواء الملبدة بالغيوم جاءت الانتخابات فى ظل تقسيم جديد للدوائر لا يعطى فرصة لغير محترفى الانتخابات الذين يعتمدون على العصبية والقبلية والطائفية والسطوة والجاه اضافى الى تلك الاموال التى توزع فى ظل مشاكل اقتصادية كارثية . وهؤلاء هم من كان يعتمد عليهم الحزب الوطنى فى الانتخابات ولم يكونوا هم معتمدين عله سوى للاستفادة منه كحزب للسلط وللحكومة .كل هذا ياتى ولم يقر ولا يطبق قانون افساد الحياة السياسية . اذاً وبكل وضوح فالخريطة الانتخابية لم تتغير ولم يطرأ عليها جديد سوى حالات الفوضى الغير مسبوقة .فهل تملك القوى الجديدة التى تسمى بالثورية مكاناً وسط هذة الاجواء ؟ وهل هى لها علاقة بالشارع او تمتلك اى مصداقية جماهيرية ؟ وهل لا تستغل العاطفة الدينية لدى المصريين فى تحصيل مكاسب انتخابية ؟ وهل يستطيع احد تطبيق عدم استغلال دور العبادة فى الدعاية او عدم رفع شعارات دينية على ارض الواقع ؟ الواقع خطير و الامر شديد الاهمية بما يوحى بظهور مجلس شعب لن يكون بعيداً عن ذلك المجلس السابق المزور. فى الوقت الذى نحتاج فيه الى مجلس تاريخى ثورى يعيد الثورة من روح هائمة الى جسد تتقمصة هذة الروح على ارض الواقع . مجلس يعى خطورة المرحلة واهمية المهمة . فهل يعى شعبنا العظيم تلك المهمة فى انجاز الثورة ؟ وهل يمكن ان نختار مجلساً مصريا وطنيا يسعى الى مصلحة مصر ويحقق الثورة وينجز امال الجماهير بعيدا عن المصالح الذاتية والاهداف الحزبية الضيقة . فمصر ومستقبلها والثورة وتحقيقها امانة فى اعناقنا لكى نبدأ فى بناء مصر دولة ديمقراطية حديثة لكل المصريين .