دبى: أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن التطورات الجيوسياسية وتراجع ثقة المستهلكين وزيادة طلبات مساعدة العاطلين عن العمل كانت سببا في استمرار عدم استقرار السوق النفطية العالمية وأسعار النفط خلال شهر يوليو الماضي. وقالت المنظمة في تقريرها عن شهر يوليو الماضي وزعته الأمانة العامة للمنظمة في فيينا اليوم أن أسعار سلة خامات المنظمة تراجعت بمعدل 6% أي ما يعادل 3.77 دولار للبرميل الواحد مقارنةً بشهر يونيو الماضي موضحة أن المشاعر تجاه تطورات السوق تحولت إيجابياً في النصف الأخير من يوليو في ضوء التقارير الواردة عن تحسن أرباح الشركات والمبيعات العقارية والاعتدال في حالة الانكماش الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وأدت إلى تدفق أموال جديدة إلى أسواق الطاقة الأسهم المالية وتجاوز أسعار النفط الخام مستوى ال 70 دولاراً للبرميل. وأضاف التقرير الذى أوردته وكالة أنباء الإمارات أنه بالرغم من هذه الحركة الإيجابية في أسعار النفط، إلا أن اساسيات السوق النفطية ما تزال بحالة ضعيفة وسط معلومات تؤكد وجود مخزون كبير من النفط الخام والبتروكيماويات في السوق. وشدّدت على أن حركة الأسعار على القريب تعتمد بشكل أساسي على التطورات الاقتصادية. وتوقعت أن يتراجع نمو الاقتصاد العالمي في نهاية العام 2009 بنسبة 1.4 % وارتفاع معدل التراجع في النمو الاقتصادي العالمي في العام 2010 إلى 2.4 % بينما سيزداد معدل التراجع في النمو الاقتصادي الأمريكي إلى 2.8 % قبل أواخر العام 2009 ليعود إلى معدل نمو يصل إلى 1.2% في العام 2010 في حين سينخفض نمو الاقتصاد الياباني لمعدل 6 % في العام 2009 ويعود لنمو إيجابي بمعدل 1.1 % عام 2010 بينما سيصل النمو الاقتصادي في الصين إلى 7.2 % في نهاية العام 2009 وبمعدل 8 % في العام 2010 وهو ما سينعكس إيجاباً على زيادة الطلب على النفط. وأشار التقرير الشهري للأوبك إلى أنه على الرغم من التراجع الحاد باستهلاك النفط في الولاياتالمتحدة فإن الزيادة الكبيرة باستهلاك مناطق أخرى من العالم ساعدت على نوع من التوازن ونتيجة لذلك حسب الأوبك فإن التوقعات تؤكد أن الطلب العالمي على النفط خلال الربعين الثاني والثالث من العام الحالي سيظل كما هو بدون تغيير أي بتراجع مقداره 1.6 مليون برميل في اليوم. وأوضحت المنظمة أن إمدادات النفط من الدول المنتجة من خارج الأوبك ستتراجع بمعدل 0.3 مليون برميل في اليوم حتى نهاية العام 2009 مصحوباً بزيادة إنتاج النفط المتوقع من قبل روسيا. وذكر التقرير ان إمدادات الدول المنتجة للنفط من خارج الأوبك ستزداد بمعدل 0.4 مليون برميل في العام 2010 مصحوباً كذلك بتوقعات النمو في البرازيل والولاياتالمتحدة وآذربيجان وكازاخستان وروسيا مشيرة الى أن مجموع إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة بلغ في شهر يوليو الماضي 28.7 مليون برميل في اليوم أي بارتفاع 160 ألف برميل عن شهر يونيو السابق. وأكدت أوبك أن قطاع التكرير ما زال يعاني من حالة ضعف وخصوصاً خلال موسم الرحلات بالسيارات في الولاياتالمتحدة على الرغم من زيادة التفاؤل بإمكانية تحسن النمو الاقتصادي والمؤشرات حول تحسن طفيف في الإنتاج في حين ارتفع مخزون النفط التجاري في الولايات المتحد بمعدل 11 مليون برميل في اليوم أي بزيادة 1.120 مليون برميل عن الشهر الماضي. وخلصت أوبك إلى التأكيد بأن الطلب المتوقع على سلة خاماتها خلال النصف الثاني من العام 2009 سيصل إلى 28.4 مليون برميل في اليوم أي بانخفاض 2.3 مليون برميل في اليوم عن نفس الفترة من العام الماضي في حين من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على سلة خامات الأوبك خلال العام 2010 إلى ما مجموعة 28 مليون برميل في اليوم أي بتراجع نصف مليون برميل في اليوم عن العام الحالي. يذكر ان أسعار سلة خامات الأوبك استقرت الليلة الماضية عند معدل 71.68 دولار للبرميل الواحد مقارنةً ب 71.96 دولار للبرميل الواحد في اليوم السابق.