ردا على دعوة اوباما للحوار.. خامنئي يطالب واشنطن بتغيير حقيقي والابتعاد عن لغة الاستعلاء كلمة خامنئي بمناسبة الاحتفال باعياد النيروز محيط: طالب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الولاياتالمتحدة بإبداء تغيير حقيقي بجانب دعوتها للحوار مع بلاده وطالبها بالابتعاد عن لغة الاستعلاء . وجاءت كلمة خامنئي ردا على دعوة الولاياتالمتحدة للحوار وبدء صفحة جديدة من العلاقات القائمة على الاحترام. وقال خامئي خلال كلمته صباح اليوم السبت بمناسبة "عيد النيروز" : " إن الحكومة الحكومة الأمريكية منذ الحظة الاولى كانت عابسة ومتجهمة وساعدت عداء إيران ومازالت تساعدهم". واستطرد: " ايران كانت في قبضة امريكا قبل الثورة وكل مراكز القرار كانت بيدها .. هذا سُلب منها .. الخطوة الاولى التي اتخذها الامريكيون هو تحريض الاعداء لتقديم يد العون للانفصاليين والمجموعات الارهابية في كل بقعة من ايران .. كانت هناك حركات انفصالية وكان هناك أصابع امريكية وأموال امريكية وافراد امريكيون وخسر شعبنا الكثير ". واستطرد: " هؤلاء الاشرار الذي يتحركون على الحدود الباكستانية .. إنهم يقومون بتوجيه هؤلاء الاشرار والقتلة ". وتحدث خامنئي عن أموال إيرانية قدمها النظام السابق لللولايات المتحدة للحصول علة طائرات ومقاتلات ولكن الولاياتالمتحدة لم تردها للنظام ولم تزوده بالمقاتلات التي دفع ثمنها ، كما أشار إلى الحصار "العقوبات الدولية" المفروضة على البلاد وعلى بعض الممتلكات الايرانية. كما اتهم خامنئي الولاياتالمتحدة بمساعدة الرئيس العراقي السابق صدام حسين خلال حرب الثمانية أعوام التي خاضها ضد طهران ، وقال : " اعطوا الضوء الاخضر لصدام كي يهاجم ايران ، كان من المستبعد ان يغزوا صدام حدودنا ثمانية أعوام " على حد قوله. وتحدث المرشد الأعلى للثورة الإيرانية عن دعم أمريكا للاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الأخير على قطاع غز وقتل النساء والأطفال والرجال. واعتبر خامنئي أن حصار البلاد كان محرضا للإيرانيين على الاعتماد على أنفسهم للوصول الى التقدم العلمي والتكنولوجي. وردا على دعوة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع إيران تساءل خامنئ عن التغيير الذي قامت به أمريكا تجاه بلاده . وقال خامنئي: " ما الذي تغير هل أفرجتم عن اموالنا وهل رفعتم الحصار عنا أو غيرتم سياستكم تجاه الكيان الصهيوني .. يرفعون شعار التغيير لكن في الواقع لم نشاهد اي تغيير .. التغيير على مستوى الاقوال ليس كافيا .. أنه تغيير في التكيتيك فقط لكن دون تغيير الاهداف". واستطرد : " تتحدثون وكأنكم سادة العالم وتريدون ان تفرضوا ارادتكم على العالم وتتدخلون في الشئون الداخلية ولديكم ازدواجية في التعامل ". دعوة أوباما كان أوباما قد وجّه الجمعة نداء مسجلا على شريط فيديو إلى إيران، وعد فيه الجمهورية الإسلامية ب "بداية جديدة" على أساس من "الاحترام المتبادل." والرسالة التي أختار أوباما أن يوجهها الجمعة، الذي يصادف عيد النيروز وبدء السنة الإيرانيةالجديدة، تمثل تحولا مثيرا في لهجة الخطاب الأمريكي، بعد أن كان الرئيس السابق، جورج بوش، شمل إيران إلى جانب كوريا الشمالية والعراق في مصطلح "محور الشر." وقال أوباما مخاطبًا إيران:" الولاياتالمتحدة تريد أن تتبوأ إيران المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي، وهذه المكانة لا يمكن أن يتم التوصل إليها عن طريق الإرهاب أو السلاح، وإنما من خلال حوارات سلمية تظهر العظمة الحقيقية للشعب الإيراني وحضارته". وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال الشهر الماضي إن بلاده ترحب بمحادثات مع الولاياتالمتحدة "في أجواء نزيهة واحترام متبادل". وتعتقد الولاياتالمتحدة، وعدد من الدول الأوروبية وإسرائيل أن طهران تسعى إلى امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية، إلا أن إيران أكدت غير مرة أن "برنامجها النووي هو لأغراض سلمية فقط". وقال أوباما:" لدينا خلافات خطيرة نمت مع مرور الوقت.. إدارتي الآن ملتزمة بالدبلوماسية لعلاج مجموعة كاملة من القضايا المطروحة، والسعي لبناء العلاقات بين الولاياتالمتحدةوإيران والمجتمع الدولي". واستدرك أوباما مخاطبًا زعماء إيران:" لكن هذه العملية لن تتعزز بالتهديدات.. نحن نسعى بدلا من ذلك إلى حوار يكون خالصا ويقوم على الاحترام المتبادل". ووزع البيت الأبيض شريط الفيديو مع ترجمات باللغة الفارسية ونشره في موقع البيت الأبيض الإلكتروني ليتزامن مع احتفال إيران بعيد النيروز (أول الربيع). ومن جانبهم ، رحب القادة الأوروبيون بالمبادرة الأمريكية تجاه إيران، فقد اعرب مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الجمعة عن امله في ان تكون رسالة أوباما إلى إيران بداية "فصل جديد" في العلاقات الدولية مع طهران. وصرح سولانا للصحافيين على هامش القمة الأوروبية في بروكسل "اعتقد ان الرسالة بناءة للغاية وآمل ان تتصرف طهران بذكاء". كما وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مبادرة اوباما بانها اخبار تبعث على السرور وان فرنسا وكثير من الدول كانت تنتظر من واشنطن فتح باب الحوار مع طهران منذ مدة طويلة. من جانبها قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان رسالة اوباما الى ايران هي نفس الرسالة التي كانت الدول الاوروبية تحاول ايصالها الى ايران. وردت الحكومة الإيرانية على عرض أوباما لها ببيان أدانت فيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وأشارت إلى أن دعوة أوباما تجاهلت ما وصفتها ب"الأخطاء السابقة" التي ارتكبتها واشنطن بحق طهران. ونقلت شبكة " سي إن إن" الأمريكية عن الناطق باسم الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، اشارته إلى حادث إسقاط طائرة إيرانية من قبل البحرية الأمريكية عام 1988، مشدداً على الحادث "لا يمكن نسيانه،" كما اعتبر أن الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان والعراق هو "السبب الوحيد لحالة عدم الاستقرار في المنطقة". وأضاف الناطق، في بيان تلاه عبر تلفزيون "برس" الإيراني:" إذا قام السيد أوباما بإجراءات جذرية وتغييرات جوهرية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الدول الأخرى، وبينها إيران، فإن إيران، بشعبها وحكومتها، لن تدير ظهرها له". وتابع:" تتمتع إيران بعلاقات جيدة مع المجتمع الدولي ومع جيرانها، لكن الوجود العسكري الأمريكي هو السبب الوحيد لحالة عدم الاستقرار في المنطقة". وعرض تلفزيون "برس" خلال تلاوة المستشار للبيان صوراً تعود لحادث إسقاط الطائرة الإيرانية عام 1988 من قبل البحرية الأمريكية، علماً أن واشنطن اعتذرت عن الحادث الذي أودى بحياة 290 شخصاً آنذاك وعرضت التعويض على الضحايا. وقالت البحرية الأمريكية إن عناصرها ظنوا بأن الطائرة المدنية الإيرانية هي طائرة مقاتلة من طراز F-14، واعتبرت أن الأمر وقع بسبب التأثير النفسي لضغط العمليات القتالية.