طالبان وضربة موجعة جديدة لواشنطن محيط - جهان مصطفى هجمات طالبان في تصاعد يبدو أن طالبان مصممة على أن يكون عام 2009 الأكثر دموية للقوات الأجنبية في أفغانستان ، حيث لقى 8 جنود أمريكيين مصرعهم في 15 مارس في تفجير انتحاري بولاية ننجهار شرقي أفغانستان. هذا التطور فسره المراقبون بأنه صفعة قوية لاستراتيجية أوباما الجديدة في أفغانستان التي تقوم على زيادة عدد القوات الأمريكية ، فمعروف أن هجمات طالبان تتصاعد مع حلول فصل الربيع وذوبان ثلوج الشتاء ، ومن شأن زيادة تحركات وانتشار القوات الأمريكية في جنوبأفغانستان إيقاع المزيد من الخسائر في صفوفها لأنها ستكون في مرمى هجمات طالبان مباشرة . أيضا فإن الخسائر التي طالت حلفاء أمريكا خلال الأيام الأخيرة ستضع عقبات كبيرة أمام فرص نجاح أوباما في إقناع دول الناتو بزيادة عدد قواتها ، ففي 8 مارس ، لقى جندى من القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن فى أفغانستان التي يقودها الناتو "إيساف" مصرعه ، فيما أصيب اثنان آخران بجروح عندما تعرضوا لهجوم بقنبلة زرعها عناصر طالبان على جانب الطريق فى أفغانستان. كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في 16 مارس عن مقتل جنديين بريطانيين في إقليم هلمند جنوبأفغانستان وفي 14 مارس أعلنت عن مقتل أحد جنودها إثر انفجار قنبلة استهدفت دوريته الراجلة فى منطقة "قلعة موسى" شمال اقليم هلمند أيضا ،وبمقتل الجنود الثلاثة ، ارتفع عدد الجنود البريطانيين الذين لقوا مصرعهم منذ بدء العمليات العسكرية في أفغانستان عام 2001 إلى 152 جنديا ، وتأتي بريطانيا في المرتبة الثانية من حيث عدد قتلاها العسكريين في أفغانستان، حيث تأتي الولاياتالمتحدة في المرتبة الأولى، بخسائر بلغت 575 قتيلاً حتى اواخر فبراير 2009 ، بينما تأتي كندا في المرتبة الثالثة، بخسائر بلغت 112 قتيلاً ، وهو الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر للإعلان أن بلاده والولاياتالمتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي تخوض حربا غير مجدية ضد حركة طالبان ، قائلا :" لن نستطيع أبدا هزيمة طالبان ، لن نرسل المزيد من القوات الكندية إلى هناك". ويبدو أنه لم يعد أمام أوباما سوى الاستجابة لصوت العقل ولعل تصريحه الأخير بأن إدارته قد تحاور المعتدلين في حركة طالبان يأتي استجابة للواقع الذي فرضته الحركة ،وكان أوباما قد أعلن في فبراير الماضي عن اعتزامه إرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، ليصل إجمالي عدد القوات الأمريكية هناك إلى 55 ألف جندي، إلا أنه في 8 مارس قال لصحيفة "نيويورك تايمز" إن إدارته تراجع استراتيجية الحرب الراهنة في أفغانستان، وإن الوقت ربما حان للتفاوض مع طالبان ". إقرأ أيضا أوباما يعترف .. طالبان انتصرت وأمريكا خسرت