أزمة إيرانية سعودية تلوح بالأفق.. نجاد يرفض حوافز الغرب وينفي التدخل في الشأن اللبناني محيط وكالات طهران : أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده ستعرض قريبًا على المجتمع الدولي رزمة مقترحات جديدة بشأن النووي، نافيًا أي تدخل بلاده في الشأن الداخلي اللبناني. ونفى نجاد تدخل بلاده في الشأن الداخلي اللبناني ، وذلك ردًا على وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي اتهم طهران بدعم حزب الله في معركته في مواجهة الأكثرية بلبنان. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن نجاد في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الإيرانيةطهران بأن تصريحات الفيصل ربما صدرت "تحت تأثير الغضب" . وأعرب نجاد عن أمله بأن لا تكون ما تناقلته وكالات الأنباء عن الفيصل صحيحة ، مضيفًا بالقول :" تصريحات الوزير الفيصل ربما لا تمثل موقف الملك عبد الله" . ويتوقع المراقبون أن تعقد التطورات الداخلية اللبنانية العلاقات بين إيران والسعودية ، والتي شهدت توترا بارزا بسبب الدور الذي تلعبه إيران في عدد من ملفات الشرق الأوسط مثل العراق وفلسطين. وقال نجاد :" إن ما جرى في لبنان مؤخرا هي حرب من قبل الشعب اللبناني ضد الإملاءات الأمريكية وضد رغبة بوش التوسعية وسياسة الترهيب التي يمارسها" ، نافيا أن تكون حربا بين السنة والشيعة . وكان سعود الفيصل قد إتهم إيران بدعم حزب الله في تحركه ضد الحكومة اللبنانية عندما قام مئات المسلحين من عناصر الحزب وغيره من قوى المعارضة بالانتشار في شوارع بيروت وإغلاق طريق المطار وعدد من شواع العاصمة احتجاجا على قرار الحكومة اللبنانية بانهاء تكليف أحد الضباط الموالين للمعارضة بأمن مطار بيروت ووقف شبكة اتصالات حزب الله. وحذر الوزير السعودي إيران أن دعمها لحزب الله في تحركه في لبنان سيؤثر سلبا على علاقاتها بالعالم العربي . نجاد مستعد للحوار وحول الملف النووي الإيراني ، أبدى نجاد استعداده لمحاورة القوى الكبرى حول مشاكل العالم ولكن ليس حول "حقوق" بلاده النووية ، قائلا :" نحن مستعدون للحوار لمعالجة مشاكل العالم وتبديد القلق ، إلا إننا نرفض التفاوض حول حقوقنا على الصعيد النووي". وأكد نجاد أن بلاده ستطرح قريبا رزمتها من الاقتراحات "لحل مشاكل العالم" ، قائلا :" سنسلم رزمتنا للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن وخافيير سولانا (الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي) وروسيا والصين وربما سويسرا". ويشترط عرض الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) والمانيا على إيران أن تعلق تخصيب اليورانيوم خلال فترة التفاوض. لكن إيران ترفض تعليق أعمال التخصيب رغم صدور أربعة قرارات لمجلس الأمن تتضمن ثلاثة منها عقوبات اقتصادية. وحول الحوافز التي تعتزم الدول الكبرى تقديمها إلى إيران قريبا تساءل نجاد .. حوافز؟ ماذا تعني حوافز؟ إيران قوى كبرى ولا تريد شيئاً أكثر من حقها المشروع في التكنولوجيا النووية، لا شيء يمكن أن يقنعنا بالتخلي عن حقنا". وأعلن نجاد أن إيران ستطرح قريبا اقترحات جديدة على الدول الغربية فيما يتعلق بملفها النووي، مجددا تمسك بلاده بتطوير برنامجها النووي. الكيان الإسرائيلي "ميت" وتحدث نجاد عن القضية الفلسطينية، التي وصفها بأنها "جرح للبشرية جمعاء"، وقال "إن الكيان الإسرائيلي هو كيان ميت". وأضاف إن احتفالات الكيان بالذكرى الستين لإنشائه "لا يمكنها أن تعيد الروح له". وقال نجاد إن الفلسطينيين "سيمحون قريباً "إسرائيل" من الأراضي الفلسطينية". واعتبر الرئيس الإيراني أن مجلس الأمن قد تحول إلى أداة لفرض هيمنة القوى المتغطرسة بدلا من أن يصبح في خدمه السلام والأمن الدوليين، ونصح الدول المستكبرة بالتخلي عن ممارساتها المعادية لأن الشعب الإيراني وباقي الشعوب سيتصدون لهذه الممارسات. إلى ذلك، حمل الرئيس أحمدي نجاد الولاياتالمتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي مسئولية الانفجار الذي وقع في مدينه شيراز، وقال: إن الذين ارتكبوا هذه المجزرة اعترفوا بانهم تلقوا الدعم من أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني. وأضاف: لحسن الحظ في وقت قصير تمكنت أجهزة الأمن الإيرانية من اعتقال منفذي هذه الجريمة واعترفوا بجريمتهم، وأن الشعب الإيراني سيتابع هذا الأمر من خلال المراجع القضائية. العالم يعاني ركود وأشار إلى أن العالم يعاني من التضخم العالمي والركود الاقتصادي والفوارق الكبيرة بين الدول الغنية والفقيرة والأوضاع الصحية السيئة وأزمة المواد الغذائية، مؤكدا أن الآليات الموجودة في العالم لا يمكنها إدارة هذه الاوضاع. وردا علي سوال بشأن موقف إيران من انتخاب الرئيس الروسي الجديد ديمتري ميدفيديف، قال أحمدي نجاد:إيرانوروسيا بلدان لديهما مصالح مشتركة ورؤى مشتركة، وعلاقتنا مع روسيا في تطور جيد ولا نرى أي عائق أمام استمرار العلاقات بين البلدين في ظل انتخاب الرئيس الروسي الجديد. وأعرب الرئيس الإيراني عن ثقته بأن العلاقات سوف تستمر وستتطور خلال فترة الرئيس الروسي الجديد، مؤكدا أن إرادة قادة البلدين مبنية على أسس التعاون المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأضاف: إن الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين قد زار طهران ومن الطبيعي ساقوم بزيارة مماثلة إلى موسكو في الوقت المناسب ردا على تلك الزيارة.