طهران: أعلن المفاوض النووي السابق علي لاريجاني وجود أفكار بناءة قد تقود الى تحقيق تقدم أفضل لحل ازمة الملف النووي الايراني ،كما لفت إلى احتمال عقد جلسات تفاوض مستقبلية في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وذكرت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الامريكية انه بعد جولة اوروبية للوفد الايراني المعني بالملف النووي والتي قادته إلى مقابلة رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي، ومفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا،قد المح إلى وجود "أفكار بناءة" حول سبل الخروج من المأزق الدولي الذي يعترض أطراف الأزمة. وقد احتل ذلك الإعلان موقعاً متقدماً في متابعات الخبراء لتطور هذا الملف، غير أن الاهتمام الأكبر انصب على متابعة سعيد جليلي، المفاوض النووي الإيراني الجديد، الذي رافق نظيره المستقيل علي لاريجاني، وذلك لمعرفة حقيقة التوجه الذي سيعتمده مستقبلاً، خاصة مع قربه من التيارات المتشددة في طهران. وبرز في هذا الإطار أن جليلي، الذي عيّن بسرعة عقب استقالة لاريجاني المفاجئة، تجنب التحدث إلى الصحفيين خلال الجولة، كما رفض لاريجاني الإجابة عن أي سؤال صحفي عقب نهاية اجتماعاته. ومن جهته شدد جليلي، الذي يعتبر فوزه بالمنصب انتصاراً للاتجاه الراديكالي الذي يقوده الرئيس محمود أحمدي نجاد في إيران على الاتجاه الأكثر اعتدالاً الذي كان لاريجاني يعتبر أحد أبرز وجوهه، على أنه سيتابع "الاتجاه عينه" الذي سبق للاريجاني سلوكه. بالمقابل، حاول لاريجاني حصر استقالته في إطار ما اسماه "تعاقب الأجيال،" نافياً وجود أي خلافات بينه وبين نجاد. وقال المفاوض الإيراني المستقيل: "نقطة الانطلاق الأساسية هي أن إيران دولة ديمقراطية، وهناك تبديل دائم للقوى والأقطاب... جليلي صديق لي وهو شخص نشيط وأصغر مني بسبعة أو ثمانية أعوام". أما برودي، الذي تعتبر بلاده الشريك التجاري الأكبر لطهران في الاتحاد الأوروبي، فقد أشار إلى أنه حث طهران على تطبيق القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن، لناحية تعليق برامجها النووية وعمليات تخصيب اليورانيوم. وأضاف رئيس الوزراء الإيطالي، الذي ستكتسب بلاده خلال الأسابيع المقبلة العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي بموجب المداولات السنوية، إلى أن روما "تشجع الحوار" حول ملف إيران النووي، وترى فيه "الوسيلة الوحيدة لحل الأزمة". وترغب الولاياتالمتحدة ومعظم حلفائها الأوروبيين في دفع طهران نحو التخلي عن مشاريعها لتطوير برامج نووية، وقد أصدر مجلس الأمن عدة قرارات بفرض عقوبات على طهران ما لم تلتزم بتعليق تخصيب اليورانيوم فيما تلوح جهات غربية عديدة باحتمال توجيه ضربة عسكرية ضدها.