عواصم: في ثالث شريط له ، وجه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، كلمته إلى الشعب الباكستاني داعياً إياه إلى الجهاد، واصفاً الرئيس الدولة برويز مشرف بأنه "طاغوت" والجيش الباكستاني بأنه "جيش المرتدين"، ودعا بن لادن في الشريط، الذي جاء بعنوان "حي على الجهاد"، إلى إطاحة مشرف مستخدماً الشريعة في تبرير خلعه عن الحكم.
فقد بدأ بن لادن رسالته بتناول أحداث المسجد الأحمر في مدينة إسلام أباد ووصف الحادث بأنه "غزو"، معتبراً إياه حدثاً مؤسفاً ومشبهاً الحادث بهجوم الهندوس على مسجد بابري في الهند.
واعتبر بن لادن بأن للحادث دلالات عديدة مهمة هي: أولاً، أن الحادث يصور إصرار مشرف على مواصلة "ولائه وخضوعه ومساعدته لأمريكا ضد المسلمين" وأن علماء سلام يعتبرون هذا التصرف سبباً للثورة عليه وإطاحته.
أما الدلالة الثانية، فهو بنظر بن لادن قيام الحكومة الباكستاني بإظهار الشيخ عبدالعزيز غازي مرتدياً ملابس امرأة أمام وسائل الإعلام، معتبراً أن هذا الحادث يشكل دليلاً واضحاً على مدى الاعتداء والكراهية التي يمارسها "مشرف وحكومته ضد الإسلام والعلماء" موضحاً أن هذا الأمر فيه "كفر أكبر" يوجب إسقاط الإسلام عنه.
وكانت مواقع متشددة على الانترنت قد أعلنت أن بن لادن، يعتزم بث رسالة قريباً، يتوعد فيها بمهاجمة الرئيس الباكستاني برويز مشرف، وقوات الجيش الباكستاني، وجاء في شريط دعائي بأحد المواقع على الانترنت: "قريباً بمشيئة الله.. حي على الجهاد.. الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله"،وقال شريط إعلاني آخر، وضع في أسفله: "عاجل.. تنظيم القاعدة يعلن الحرب.. ضد الطاغوت برويز مشرف وجيشه المرتد.. بلسان الشيخ الأسد أسامة بن لادن".
هزيمة أمريكا
جاء الإعلان بعد قليل من إذاعة شريط مصور آخر للرجل الثاني بالتنظيم، أيمن الظواهري اعتبر فيه أن الولاياتالمتحدة تعرضت للهزيمة في كل من أفغانستان والعراق، وغيرهما من الجبهات. وتوعد الظواهري، في التسجيل الذي بث على أحدى مواقع الانترنت بشن مزيد من الهجمات في أفغانستان وشمال أفريقيا وإقليم دارفور السوداني.
وجاءت تهديدات الرجل الثاني بتنظيم القاعدة، في تسجيل مصور جديد، تصل مدته إلى نحو 80 دقيقة، فيما يُعتقد أنه "فيلم وثائقي"، يعدد أنشطة القاعدة في أفغانستان والعراق والصومال وشمال أفريقيا. وتأتي هذه الرسائل في إطار ما وصف ب"حرب دعائية"، يشنها تنظيم القاعدة، متزامنة مع مرور الذكرى السادسة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في واشنطن، والتي راح ضحيتها نحو 2700 شخصاً.
وقال الظواهري: "الدولة التي تعتبر الأقوى في تاريخ البشرية، تتعرض اليوم للهزيمة على أيدي المجاهدين"، مضيفاً قوله: "الصليبيين أنفسهم يعترفون بالهزيمة في أفغانستان، على أيدي أسود طالبان، وفي العراق على أيدي المجاهدين، الذين نقلوا المعركة في سبيل الإسلام إلى قلب العالم الإسلامي".
وجاء الكشف عن الشريط المصور الجديد، بعد أيام قليلة من صدور تسجيلين لبن لادن في ذكرى هجمات سبتمبر/ أيلول، فيما اعتبر أول ظهور لزعيم القاعدة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات .