اسلام آباد: كشفت مصادر باكستانية اليوم الاربعاء عن احتمال تخلي الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن منصبه كقائد للجيش مقابل دعم احزاب سياسية لاعادة انتخابه لولاية اخرى. ونقل موقع قناة "العالم" الاخباري عن المصادر قولها:" إن مساعدي مشرف يناقشون هذا العرض مع رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في لندن كجزء من اتفاق للمشاركة في السلطة". ورفض وزير السكك الحديد الباكستاني الحليف لمشرف، شيخ رشيد احمد، التعليق على هذه المعلومات لكنه قال:" أن الزي العسكري لم يعد قضية بين بينظير بوتو والرئيس مشرف". من جهتها قالت بوتو في مقابلة مع صحيفة "ديلي تلجراف" نشرتها اليوم الاربعاء:" إن مشرف قبل التخلي عن البقاء في منصب قائد القوات المسلحة قبل التقدم للانتخابات الرئاسية". واشارت بوتو التي تقيم في لندن أنها لم تنه الاتفاق مع مشرف غير أن مسألة التخلي عن قيادة الجيش سويت بعد ان كان الامر موضع الكثير من التحركات خلال مناقشات جرت مؤخرا. وتأتي تصريحات بوتو غداة استقالة وزير باكستاني للاحتجاج على اعتزام الرئيس مشرف التقدم الى الانتخابات الرئاسية مرتديا الزي العسكري. ودعا سكرتير الدولة لتكنولوجيا الاعلام اسحق خان كاكواني الى عملية مصالحة وطنية مع احزاب المعارضة الباكستانية، اي حزبي رئيسي الوزراء السابقين الموجودين في المنفى نواز شريف وبينظير بوتو. وكان مشرف وبوتو التقيا سرا في 27 يوليو/تموز الماضي في ابوظبي، بيد أن بوتو حذرت الثلاثاء من ان المفاوضات بشأن تقاسم السلطة بينهما لا يمكن ان تستمر الى ما بعد نهاية اغسطس/آب. وكان مشرف الذي تولى السلطة إثر انقلاب عسكري في اكتوبر/تشرين الاول 1999 يريد ان يعاد انتخابه من قبل المجالس الوطنية والمحلية الباكستانية مع الاحتفاظ بمنصب القائد الاعلى للجيش. وأقرت بوتو التي كانت تولت منصب رئيس الوزراء بين 1988 و1990 ثم بين 1993 و1997 مؤخرا انها تفاوض الجنرال مشرف بشأن اتفاق محتمل على تقاسم السلطة لتصبح مجددا رئيسة للوزراء ويبقى مشرف رئيسا. ونددت باقي حركات المعارضة مسبقا بالاتفاق بين ديكتاتور عسكري وحزب الشعب الباكستاني النافذ بزعامة بوتو. ويواجه مشرف ضغوطا شعبية متزايدة من قبل أنصار المعارضة لإجباره عن التخلي عن قيادة الجيش في حال ترشحه للرئاسة خاصة في ظل تدني شعبيته بعد الأحداث الدامية التي شهدتها باكستان الشهر الماضي من اقتحام الجيش للمسجد الأحمر وما تبعه من تفجيرات راح ضحيتها عشرات العسكريين. ويذكر ان مشرف كان قد صرح في وقت سابق بأنه لن يسمح بعودة ثلاثة رؤساء أحزاب رئيسية يعيشون بالمنفى إلى باكستان والمشاركة بالانتخابات نظرا لوجود قضايا فساد ضدهم، وهم بوتو، ونواز شريف، وألطاف حسين. وتعهد مشرف بعقد انتخابات حرة ونزيهة في بلاده بعد انتخابه رئيسا للجمهورية من الكلية الانتخابية الحالية. ووعد، أنه سيوثق انتخابه رئيسا للجمهورية من الكلية الانتخابية الجديدة التي ستظهر بعد الانتخابات البرلمانية القادمة دون أن يحدد تاريخ تلك الانتخابات.