أنقرة : يعقد البرلمان التركي اليوم الثلاثاء دورة التصويت الرئاسية الثالثة التي يرجح ان يتم خلالها انتخاب وزير الخارجية التركي عبد الله جول رئيسا لتركيا ، فيما جدد الجيش التركي تحذيره مما وصفه بخطط تحاك ضد العلمانية من طرف جهات لم يسمها. وقد فشل جول في التصويتين السابقين للبرلمان في الحصول على أغلبية الثلثين من أصوات النواب, إذ إنه كسب أصوات 337 من أصل 550 نائبا يشكلون كامل نصاب البرلمان. وكان عليه أن يكسب 367 صوتا ليفوز بأغلبية الثلثين المطلوبة في الدورة الثانية. أما في الجولة الثالثة فتكفيه الأغلبية المطلقة (276 صوتا) التي يوافرها له حزبه الحاكم (العدالة والتنمية) ذو الأغلبية المطلقة في البرلمان . وقد اتهم الجيش التركي جهات معينة ببذل جهود يومية لتقويض النظام العلماني في البلاد. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة يسار بوبوكانيت في بيان قبيل احتفالات عيد النصر التي توافق الثلاثين من الشهر الجاري:"للأسف في كل يوم تتكشف مخططات خبيثة بصور مختلفة، تهدف إلى الرجوع عن خطوات التطور الحديث وإفساد البنيتين العلمانية والديمقراطية في البلاد". ويشار الى ان الجيش قد أطاح بأربع حكومات في انقلابات عسكرية خلال الستين عاما الماضية،ويعتبر الجيش في تركيا نفسه كحارس للعلمانية. وأثار ترشيح جول للمرة الأولى الربيع الماضى أزمة سياسية خطيرة، إذ رفض العلمانيون السماح بوصول سياسى يتهمونه بالسعى إلى فرض الدين فى مؤسسات الدولة إلى سدة الرئاسة، وهو ما دفع ملايين الأتراك إلى التظاهر تأييدا للعلمانية، فيما أطلق الجيش تهديده بالتدخل لحماية مبدأ فصل الدين عن الدولة. وأدت الأزمة السياسية فى تركيا إلى الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة جرت فى 22 تموز/يوليو الماضي، وحقق فيها "حزب العدالة والتنمية" بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان فوزا ساحقا بحصوله على 46.5% من الأصوات. وعزز هذا الفوز مشروعية ترشح جول ثانية. وينفي حزب العدالة والتنمية اي سعي للمساس بالعلمانية بينما وعد جول مرات عدة بالدفاع عن مبدأ فصل الدين عن الدولة، كما أكد انه سيكون رئيسا غير منحاز في خدمة كل المواطنين. وكان جول ينتمي إلى حزب الرفاه الإسلامي ثم إلى حزب الفضيلة الذي ورثه، وهو ينتمي اليوم إلى حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية الذي يملك الأغلبية البرلمانية ويحكم تركيا حاليا. في غضون ذلك، واصل رئيس "حزب الشعب الجمهوري" المعارض دنيز بايكال هجومه على جول، معتبرا أن تركيا مقبلة على فترة مشحونة بالأزمات بسبب اختيار شخص خاطئ لرئاستها. ونقلت جريدة "السفير" اللبنانية عن بايكال قوله، "هناك الآن شخص انتقد المبادئ التي تقوم عليها الجمهورية العلمانية، على مقربة من أن يصبح فوق قمة السلطة في هذه الجمهورية" مؤكدا أن "هذه من المفارقات الغريبة". واعتبر بايكال أنه بات ينظر إلى تركيا بعد الانتخابات البرلمانية على أنها "جمهورية إسلامية معتدلة". وأضاف "سيكون للانتخابات البرلمانية الأخيرة تأثير على النظام الدستوري في تركيا، وعلى وضعها على الساحة الدولية، إضافة إلى العلاقة بين الدين والدولة". وتابع "نواجه الآن مشاريع سيكون لها تأثير سلبي على الوحدة الوطنية، وأخرى قد تغير من النظام العلماني الديموقراطي للبلاد". ومن المتوقع ان يحضر نجلي جول، أمره وأحمد، جلسة أدائه اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية، إلا أن زوجته خير النساء وابنته كوبرا لن تحضرا بسبب ارتدائهما الحجاب الممنوع في البرلمان.