أبوظبي: كشفت احصائيات رسمية أن أبوظبي قلصت اعتمادها على النفط الذي أصبح يشكل 49% من ناتجها المحلي الإجمالي في العام الماضي، انخفاضاً من حصة قدرها 60.9% خلال عام 2008، بعد أن حققت القطاعات غير النفطية نمواً قدره 6.2% خلال 2009. وبحسب بيانات الكتاب الإحصائي السنوي للإمارة الصادرة عن مركز الإحصاء أبوظبي، أن الإمارة حافظت على أعلى المعدلات العالمية فيما يخص حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي رغم تراجعها إلى 332.5 ألف درهم من 423.9 ألف عام 2008، وبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي بنهاية العام الماضي نحو 546.48 مليار درهم، مقابل 666.7 مليار في عام 2008. وقال بطي أحمد محمد بن بطي القبيسي، مدير عام مركز الإحصاء خلال مؤتمر صحفي:" إن أهم ما ورد من نتائج في الكتاب الإحصائي السنوي لإمارة أبوظبي، تمثل في تراجع مساهمة النفط في الناتج المحلي الإجمالي، حيث شكل العام الماضي 49% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، ولأول مرة في تاريخ الإمارة تنخفض مساهمة النفط إلى هذه النسبة، ما يعني أن برامج تنويع القاعدة الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل تسير وفقاً لما هو مخطط لها. وأكد في كلمته التى أوردتها صحيفة "الاتحاد" الإماراتية أن هناك انعكاسات إيجابية عديدة للأزمة المالية العالمية على أبوظبي، منها على سبيل المثال انخفاض معدل التضخم من 14.9% عام 2008 إلى أقل من 1% خلال العام الماضي، مشيراً إلى أنه رغم انخفاض أسعار النفط بأكثر من 33% خلال عام 2009، إلا أن القطاعات غير النفطية حققت نمواً إيجابياً كبيراً بلغ في المتوسط 6.2%. وأوضح الكتاب الإحصائي السنوي لإمارة أبوظبي أن اقتصاد الإمارة استطاع أن يحقق نمواً كبيراً في السنوات ما قبل عام 2009، إلا أنه ونتيجة لانخفاض أسعار النفط في ذلك العام انخفض الناتج المحلي الإجمالي، رغم النمو الإيجابي الكبير الذي حققته الأنشطة والقطاعات غير النفطية في ظل الأزمة. وبلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر بأبوظبي عام 2007 نحو 31.5 مليار درهم. ووصلت قيمة صادرات النفط والغاز والمنتجات النفطية في عام 2008 نحو 384.845 مليار درهم، فيما بلغت الصادرات غير النفطية نحو 9.5 مليار درهم، وبلغت قيمة السلع المعاد تصديرها نحو 8.694 مليار درهم، فيما بلغت الواردات نحو 93.872 مليار درهم. وقال القبيسي خلال استعراض بيانات الكتاب الإحصائي:"إن الإصدارات التي يصدرها المركز من أفضل إصدارات مراكز الإحصاء في العالم، حيث تصل لنحو 45 مطبوعة أسبوعية وشهرية وربع سنوية وسنوية، لافتاً إلى العمل على مضاعفة حجم الإصدارات خلال السنوات الخمس المقبلة". وأوضح أن المركز يهدف إلى إصدار 629 مؤشراً إحصائياً بحلول عام 2014، حيث بلغ حجم المؤشرات بالمركز خلال العام الجاري نحو 350 مؤشراً، مقابل 120 مؤشراً عام 2008. وأكد القبيسي أن الكتاب يسلط الضوء على مؤشرات ودلائل التنمية الشاملة في أبوظبي، اقتصادياً واجتماعياً وديموغرافياً وثقافياً وبيئياً، خلال السنوات الخمس الماضية، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والدعم اللامحدود من الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.