دبي: تمكنت أسواق المال الإماراتية في أخر جلسات شهر رمضان من الصمود أمام تراجعات أسواق المال العالمية على خلفية أزمة قطاع المال الأمريكي وذلك بالرغم من خروج 13 مليار درهم من الأسواق المحلية في محاولة لتغطية مراكز مكشوفة في الأسواق العالمية التي تعرضت لأسوأ تعاملاتها خلال الأسابيع الماضية. وطبقا لإحصائيات أوردتها صحيفة "البيان" الإماراتية فإنه وبالإضافة إلى الأموال التي قامت بالخروج من الدولة فإن هناك نحو 6 مليارات درهم من استثمارات المحافظ والأفراد الأجانب خرجت من الأسواق، ليكون إجمالي المبالغ الخارجة أكثر من 19 مليار درهم، الأمر الذي ساهم في تراجعات قياسية لأسعار الأسهم في الأسواق المحلية تعد الأكبر منذ أكثر من عامين، قبل أن تدخل سيولة محلية أعادت الثقة للمستثمرين في السوق وساهمت في عودته للانتعاش. وقال عبد الله الحوسني المدير التنفيذي لشركة الوطني للوساطة إن خروج هذه الأموال من السوق ربما كانت له تأثيرات سلبية كبيرة على أسعار الأسهم ولكن ذلك كان دافعا لدخول بعض المحافظ المحلية مما ساهم في عودة الاستقرار الجزئي إلى التعاملات. وتوقع الحوسني استمرار تدفق السيولة المحلية على أسواق الأسهم خلال المرحلة المقبلة سواء من المحافظ أو الأفراد مما سيساهم بلا شك في استمرار تحسن الأسعار. وكان مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع قد ارتفع خلال جلسة تداول الاثنين الماضي (آخر أيام التداول قبل عطلة العيد) بنسبة 90, 0% وشهدت القيمة السوقية ارتفاعاً بقيمة 97, 5 مليارات درهم. ويعد العام الماضي أكثر السنوات التي شهدت فيها أسواق الأسهم دخولا للاستثمارات الأجنبية، والتي بلغ صافيها نحو 8, 21 مليار درهم منها 12 مليار درهم في سوق دبي المالي و10 مليارات درهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية. ومع بداية العام الجاري لوحظ خروج للاستثمارات الأجنبية، وهو ما ظهر جليا من خلال إحصائيات الأسواق، حيث تراجع صافي الاستثمار الأجنبي في دبي إلى 6, 3 مليارات درهم كمحصلة بيع فيما بلغ 6, 1 مليار درهم كمحصلة بيع كذلك في أبوظبي.