دمشق : أعلنت منظمة الدول العربية المصدّرة للبترول "أوابك "، أن انخفاض أسعار النفط نتيجة أزمة المال العالمية، أدى إلى تراجع قيمة صادرات الدول العربية من النفط الخام بالأسعار الجارية من 624 مليار دولار خلال عام 2008 إلى نحو 378 مليارا العام الماضي أي بانخفاض نسبته حوالي 40 % . وأشار الباحث الاقتصادي في «اوابك» الطاهر الزيتوني، في محاضرة بعنوان «انعكاس الأزمة المالية على أسواق النفط العالمية وتداعياتها على الاقتصاد العربي» ألقاها في دمشق، إلى أن الأزمة «أفضت إلى تباطؤ النمو الاقتصادي والتدهور السريع في الأسواق المالية والتراجع الحاد في الإنتاج الصناعي وتجارة البضائع، وتدهور مبيعات السلع الاستهلاكية والمعمرة، وازدياد الضبابية وعدم الثقة في الرؤية المستقبلية للاقتصاد العالمي». وأوضح في كلمته التي أوردتها صحيفة " الحياة " اللندنية أن قيمة الصادرات الشهرية من النفط الخام للدول العربية «انخفضت منذ أغسطس – آب من عام 2008 وذلك من 74.5 مليار دولار إلى 21 مليارا ً في فبراير شباط من العام الماضي، كما تراجعت العائدات ربع السنوية من 91 مليار دولار، عندما بلغ متوسط سعر البرميل 52.5 في الربع الأول من عام 2008، إلى 65 مليارا في الفترة ذاتها من العام الماضي . وأعلن أن قيمة الصادرات العربية الإجمالية تراجعت من أكثر من تريليون دولار خلال عام 2008 إلى نحو 726 مليارا العام الماضي، أي بنسبة 31.7 % . وأشار إلي أن الضرر الأكبر «أصاب حجم الصادرات العربية المتجه إلى آسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة». وأكد أن فائض الميزان التجاري للدول العربية «تقلص بنحو 256.5 مليار دولار خلال العام الماضي، ليقتصر على 184.9 مليار دولار، بعدما حقق فائضاً بلغ 441.3 بليون عام 2008، أي بانخفاض تجاوزت نسبته 58 % ». وأعلن تراجع الفائض الكلي للموازنات العامة المجتمعة للدول العربية من نحو 254.1 مليار دولار خلال عام 2008 إلى نحو 5.6 مليار العام الماضي، وكذلك الإنفاق الجاري من 421 مليار دولار في الفترة ذاتها إلى نحو 160 مليارا . واعتبر الزيتوني، أن الأزمة أثرت في أسواق النفط العالمية، إذ انخفض الطلب اليومي من 87.1 مليون برميل في الربع الأول من عام 2008 إلى 83.2 مليون في الربع الثاني من العام الماضي . وكانت الندوة التي نظمتها (اوابك) بعنوان «الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على قطاع النفط والغاز الطبيعي في الدول العربية»، بالتعاون مع وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، قد اختتمت أعمالها أمس، وناقشت مواضيع من أهمها انعكاس الأزمة على الاقتصاد العالمي، وأثره في أسواق النفط العربية وفي الدول العربية الأعضاء في منظمة «اوابك» وموقع النفط الخام في ميزان الطاقة، في ضوء التحديات المستقبلية، فضلاً عن تأثير الاضطرابات المالية في أسواق النقل البحري وانعكاسات الأزمة على صناعة النفط والغاز.