الدوحة: بدأت اليوم فعاليات أعمال المنتدى الوزاري الثاني للغاز الطبيعي الذي ينظمه كل من منتدى الطاقة الدولي واتحاد الغاز العالمي بمشاركة عدد من وزراء الطاقة والنفط بدول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وآسيا وذلك بفندق جراند حياة حيث تستمر أعماله يوماً واحداً. وفي بداية الجلسة الافتتاحية القى السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة كلمة رحب فيها بالمشاركين في المنتدى الوزاري الثاني للغاز بالدوحة عاصمة العالم للغاز الطبيعي المسال. وذكرهم بأن المنتدى الأول كان في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، حيث تم تنظيمه لمناقشة الديناميكيات المتغيرة لسوق الغاز وكيفية تحول اسواق الغاز العالمية إلى تجارة واعمال إقليمية خاصة انه حينها كانت الأزمة الاقتصادية العالمية قد أصابت الاقتصاد العالمي متسببة في ركود اقتصادي عالمي وانحسار في الطلب العالمي على الطاقة. ونوه العطية من خلال كلمته التى أوردتها وكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى أن دولة قطر نفذت بنجاح الخطط الطموحة الخاصة بإقامة البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال في اواخر عام 1990، حيث كانت مصممة أن تصبح أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بفضل القيادة الرشيد لحضرة صاحب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث تم القيام بإنجازات كبيرة في استعمال احتياطيات النفط والغاز، مشيراً بهذا الصدد الى انه سيتم الاحتفال قريباً بالمعلم الوطني الذي يحقق رؤية أمير البلاد المفدى بإنتاج 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً، حيث إن رؤية الامس أصبحت حقيقة اليوم. وأشار إلى أنه في العام الماضي شهد الغاز الطبيعي انخفاضاً كبيراً في الاستهلاك في مزيج الطاقة الاولية خاصة في منطقة "أو .إي. سي. دي" فانخفض الإنتاج في العالم أيضاً باستثناء منظقة الشرق الاوسط واسيا المحيط الهادي وأمريكا الشمالية أساساً بسبب زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال من قطر ومن الموارد غير التقليدية للولايات المتحدةالأمريكية وارتفاع إنتاج الفحم من جهة اخرى رغم تأثيره على البيئة العالمية. وأضاف أن الاجتماع يناقش بوجه خاص دور الغاز الطبيعي في مستقبل الطاقة المستدامة الذي يعتبر احد اهم التحديات التي تواجه صناعة الطاقة وان تلبية الطلب العالمي على الطاقة مع الحد من آثاره الناجمة من انتاج واستهلاك الوقود الاحفوري على البيئة الطبيعية يتطلب التنسيق بين كل اصحاب المصلحة. وأوضح بأنه نتيجة لمزاياه العديدة بالمقارنة بغيره من مصادر الوقود الاحفوري التي تنبعث منها كميات اكبر من ثاني اكسيد الكربون لكل وحدة من الطاقة المستهلكة فإن التحول إلى الغاز الطبيعي يبدو نهجا معقولا يستطيع ان يخفف من غازات الاحتباس الحراري. ونبه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة إلى ان الغاز الطبيعي المسال باعتباره مصدراً نظيفاً للطاقة سيلعب دوراً متزايد الاهمية في تلبية حاجات العالم المتزايدة للطاقة وانه للكشف على الإمكانيات التي يتيحها الغاز يجب التغلب على التحديات الهائلة التي تعقد المجودات المبذوله من أجل الاستفادة من المزايا التي يوفرها الغاز بما فيها الحواجز التقنية والاقتصادية والمؤسساتية. وقال إنه لا شك أن الاختراقات التكنولوجية ستلعب دوراً حاسماً في إيجاد الحلول لهذا التحدي غير أن بعضاً من التكنولوجيات التي ستقلص بالتأكيد انخفاض انبعاثات الكربون موجودة بالفعل ومن بينها التوليد المشترك للطاقة ونظم الدورة المركبة التي تستعمل الغاز الطبيعي بطريقة فعالة في محطات توليد الطاقة والتطبيعات المنزلية مثل التسخين والتبريد والطبخ والنقل. ونوه الى انه فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي فإن هناك بوادر للانتعاش الاقتصادي رغم انها تختلف بطريقة كبيرة عبر المناطق وانه لا تزال هناك مخاوف في السوق فيما يتعلق بالاستدامة المالية والجبائية وان الاستجابة السريعة من جانب الاقتصادات الكبرى التي كانت بمثابة التحفيز المالي والنقدي ساعدت على وضع حد للركود الاقتصادي لتجنب حدوث ركود مزدوج في الشهور المقبلة حيث يجب ان تكون هناك سيطرة على العجز في ميزانيات وديون الحكومات كما يجب إدارة السحب التدريجي للتحفيز المالي والنقدي في الاقتصادات الكبرى بعناية كبيرة. وأوضح بأن دولة قطر قد بنت مصداقية كبيرة بأوساط مجتمع الطاقة الدولي ومند سنوات طويلة وذلك نتيجة التخطيط الدقيق والاستفادة من افضل الممارسات العالمية وبفضل التكنولوجيات المتقدمة والشراكة الناجحة مع شركات الطاقة الرائدة عبر العالم التي انضمت للعمل معها. وقال انه في التطورات الاخيرة في قطر تم تدشين ناقلة راس لفان كجزء من التنمية الشاملة لمدينة راس لفان الصناعية، بالإضافة إلى تصليح وصيانة حاملات الغاز الطبيعي المسال الكبيرة جدا وطائفة كبيرة من الناقلات الاخرى حيث ان حوض بناء السفن قادر على بناء مجموعة متنوعة من السفن بما فيها السفن التجارية وسفن الإمداد البحري وسفن خفر السواحل واليخوت. وأكد في ختام كلمته على ثقته في قوة ومتانة وخفة حركة صناعة الطاقة التي مرت في الماضي بمواقف صعبة وتحديات كبيرة وخرجت منها اقوى وأكثر حكمة.