افتتح السيد لي هسين لونغ رئيس الوزراء السنغافوري صباح امس اعمال قمة الطاقة السنغافورية بحضور كبير الوزراء لشئون الطاقة السنغافوري وعدد من وزراء النفط والطاقة والصناعة في اسيا والمدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية وتستمر اربعة ايام . وقد ترأس وفد دولة قطر في هذه القمة سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري. وفي بداية الجلسة الافتتاحية والتي كانت تحت عنوان الانتقالية الي اقتصاد الطاقة الذكية القي سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة كلمة عبر فيها عن سروره البالغ للمشاركة في اسبوع الطاقة الدولي لما فيه من فرصة كبيرة للالتقاء مع اكبر قادة رجال الاعمال والطاقة في هذا التجمع البارز . وقال سعادته "انه في ظل القيادة الحكيمة للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر فاننا نسعي الي التأكيد علي ان الحفاظ علي البيئة والطاقة المستدامة والاستخدام الكفؤ انما هي اهداف تم دمجها في الخطط الاقتصادية والاجتماعية الوطنية ". واكد ان هناك حقائق عديدة تحكم الان بيئة الطاقة وسوف تؤثر علي مستقبل هذه الصناعة الحيوية من اهمها ان الطاقة هي القوة الدافعة وراء الازدهار الاقتصادي في العالم ومن ثم فإن الزيادة في الطلب العالمي علي الطاقة يعد مؤشرا ايجابيا للنمو في الاقتصاد العالمي . واشار ان تكلفة وحدة الطاقة تعد هامة جدا اذا اردنا الحصول علي اقتصاد نام وصحي ومستويات معيشية عالية في شبكة البلدان المستوردة في حين ان شبكة الاقتصاديات المصدرة حساسة ازاء تغيرات سعر الاسواق لنفس اسباب النمو ..كما ان المصادر الهيدروكربونية للطاقة تهيمن علي مزيج الطاقة العالمي في الوقت الراهن وفي المستقبل المنظور . وعبر سعادته عن اعتقاده بأن هناك تكاليف بيئية مصاحبة لاستخدام المصادر الهيدروكربونية للطاقة وكلها تصدر غازات الاحتباس الحراري ومن أجل تلبية الزيادة المتصاعدة للطلب العالمي علي الطاقة واستيعاب الضغوطات البيئية فان العالم يحتاج إلي مصادر طاقة نظيفة وبأسعار معقولة ومصادر امنة للطاقة . واضاف عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري قائلا " عند دراسة إمكانيات إمدادات الوقود فان الخيارات تصبح اكثر محدودية والتحديات تصبح أكثر وضوحا .. مشيرا الي انها اما ان تكون متجددة ,نووية أو هيدروكربونية والتي سوف توفر امدادات متزايدة من الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة ومصادر امنة للطاقة . وتابع قائلا " من الناحية المثالية فان المصدر الارخص للطاقة سيكون هو النوع المرغوب وبهذه المقارنة فان الوقود العضوي سيتفوق علي الاثنين الاخرين وعلاوة علي ذلك وبالنظر الي التكاليف البيئية الخطيرة المرتبطة بالوقود العضوي وخاصة تلك التي تنبعث منها مستويات عالية من غازات الاحتباس الحراري فعندئذ ستكون المجتمعات الأكثر ثراء علي استعداد لدفع فارق سعري اضافي نظير مصادر نظيفة للطاقة". وتطرق سعادته الي موضوع استخدام الطاقة النووية كوقود فقال انها ولاسباب بيئية ايضا قد تكسب منافسة الصداقة للبيئة لكنها قد تفشل في جوانب اخري..مضيفا ان محطات الطاقة النووية لا ينبعث منها غاز ثاني أكسيد الكربون أثناء تشغيلها ولكن ثاني أكسيد الكربون ينبعث خلال الأنشطة المرتبطة بالبناء وتشغيل المحطات وكذلك خلال استخراج اليورانيوم علاوة علي ان النفايات المشعة من محطات الطاقة النووية تظل نشطة لمئات الالاف من السنين مما يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة للبيئة. وقال انه يمكن اعتبار الوقود الحيوي منخفضا في انبعاثات الاحتباس الحراري حيث انه يصدر فقط غاز ثاني اكسيد الكربون .. مبينا بان هناك مخاوف اخري تجعل الوقود الحيوي مرغوبا فيه بشكل اقل ويشمل ذلك الامن الغذائي حيث ان أسعار المحاصيل الغذائية المستخدمة في تصنيع الوقود الحيوي ترتفع عندما ينمو الطلب علي إنتاج الوقود الحيوي بالإضافة إلي ذلك فانه يتم استخدام مساحة واسعة من الأراضي الزراعية وكميات ضخمة من المياه لري محاصيل الوقود الحيوي مما يؤدي الي استنزاف الموارد المائية. ونوه سعادته ايضا الي مصادر الطاقة المتجددة الاخري مثل الطاقة المائية والطاقة الشمسية والرياح وقال بأنها واعدة بيئيا الا انه ومع استخدام التكنولوجيات في انتاج الطاقة المتجددة اليوم فمن غير المرجح ان تحل محل الوقود العضوي كمصادر مهيمنة للطاقة في المستقبل المنظور ..مشددا علي الحاجة الي طفرة تكنولوجية كبيرة عبر سلسلة إنتاج الطاقة المتجددة وذلك من أجل الاستفادة اقتصاديا من هذه المصادر . واكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة بان الغاز الطبيعي المسال وبسبب تكلفته المنخفضة نسبيا وتزايد استخدامه في صناعة توليد الطاقة اصبح الوقود المفضل لمحطات الطاقة وكذلك التطبيقات الصناعية وفي المنازل حول العالم كله.. منوها ايضا بان الوقود العضوي الذي بات اكثر نظافة في ضوء ما يواكبه من تنظيمات بيئية وسياسات خفض الانبعاثات اصبح اكثر مصدر مرغوب فيه من مصادر الطاقة علي نطاق واسع لتوليد الكهرباء في العالم .. مستدركا انه ومع ذلك فان الركود العالمي سبب انخفاضا حادا علي الطلب في الاسواق الاوروبية في حين فصل الارتباط التاريخي بين اسعار الغاز الطبيعي وعقود النفط طويلة الاجل..معربا عن ثقته بان الغاز الطبيعي سيواصل اكتساب المزيد من الزخم كمصدر نظيف وآمن للطاقة . واكد سعادته بان مصادر الطاقة ذات الاسعار المعقولة النظيفة والامنة تعد حيوية لكل اقتصاديات العالم غير ان الاسئلة التي يجب طرحها تتعلق بنوعية مزيج الطاقة الذي ينبغي أن يستخدم ويلبي جميع الأهداف الثلاثة ويوفر للعالم استخداما كفؤا للطاقة .. مشددا علي اهمية السعي لإيجاد حلول محلية او اقليمية لتوفير هذا النوع من مزيج الطاقة. ورأي بان الاقتصادات سوف تملي الحل المفضل الذي سيوفر التوازن الصحيح في أي جزء من العالم ..مؤكدا بأن قطر جزء من هذا الحل وذلك لما تتمتع به من قدرة عالمية علي توفير الغاز الطبيعي المسال بأسعار اقتصادية .. مشيرا علي ان التحول الي اقتصاد ذكي وكفؤ في استخدام الطاقة يستلزم اكثر من ذلك فالدول بحاجة الي وضع اطار عمل تشريعي يحكم الممارسات ..موضحا بأن صانعي القرار يواجهون تحدي ايجاد تشريع محدد يهدف الي تعزيز هدف واحد غالبا ما يتعارض مع الاهداف الاخري ..مؤكدا باننا في قطر نقوم بدمج سياسات واستراتيجيات الطاقة في تنفيذ خططنا الوطنية طويلة الامد. وقال في نهاية كلمته انه لا توجد حلول سهلة ورخيصة لحماية البيئة في الوقت الذي يتواصل فيه انتاج واستهلاك الطاقة بالشكل الذي نقوم به اليوم .. مؤكدا بان مستقبل الطاقة المستدامة والامنة يتطلب عملا تعاونيا علي مستوي الدولة وعلي المستوي العالمي.. مؤكدا بان ذلك يحتم التعاون في مجال التطبيقات التقنية والبحث العلمي من اجل التخفيف من تأثير الطاقة الأحفورية. حضر الجلسة الافتتاحية راشد بن علي الخاطر سفير قطر لدي سنغافورة واعضاء الوفد المرافق لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة .