مراكش: طالب البروفسور كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي الدول العربية بتعزيز حجم التجارة البينية إذا أرادوا أن يصبحوا لاعبين مؤثرين في العالم. وأكد شواب أنه بإمكان للدول العربية أن تكون بنفس وزن الدول الصاعدة بقوة أو ما يصطلح عليها اختصارا دول "بريك" أي نسبة للحرف الأول من كل دولة (البرازيل، روسيا، الهند، الصين). جاء ذلك على هامش المنتدى الاقتصاد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي انطلق أمس ويمتد 3 أيام، في مدينة مراكش المغربية. وأشار في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إلى أنه وعلى الرغم من أهمية القضايا الاقتصادية المطروقة في منتدى مراكش، فإنها ليست في منأى عن القضايا السياسية التي تشغل المنطقة وقضايا المجتمع المدني الملحة والمهمة. من جانبه أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس في كلمة خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي لشمال افريقيا والشرق الأوسط "مينا" أن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بما تزخر به من ثروات طبيعية ومؤهلات بشرية هامة علاوة على موقعها الجيوسياسي الاستثنائي مؤهلة للعب دور أساسي في رسم استراتيجيات الخروج من الأزمة. وقال الملك محمد السادس ان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تواجه تحديين رئيسيين يتمثل الأول في دعم النمو وتسريع وتيرته لتحقيق تنافسية أقوى وجاذبية أكبر لتوفير فرص العمل وتقليص الهوة بين الفقر والغنى فيما يتعلق الثاني بقدرة المنطقة على التموضع داخل الخريطة الاقتصادية العالمية عبر التحول الى قطب اقليمي متوازن يتفاعل مع المحيط الدولي. وأكد أن بناء عالم ما بعد الأزمة يبقى وثيق الصلة باعتماد مقاربة عمادها علاقات متوازنة تقوم على المصالح المشتركة لافتا الى أن الانتعاش الاقتصادي المسجل في الآونة الأخيرة لم يبلغ المستوى الذي يؤهله لحل آفة البطالة. وأبرز العاهل المغربي دور بلاده التي تجعل من أهم أولوياتها تعزيز التعاون الدولي والاندماج الاقليمي في تثمين قدرات المنطقة لتتموضع داخل الخريطة الاقتصادية العالمية. واشار في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" الى ان اتحاد المغرب العربي ما يزال رهينة حسابات ضيقة تعوق ارادة شعوبه للاندماج بفعل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية معربا عن تفاؤله بمستقبل منطقة المغرب العربي التي سينتصر فيها التوجه المستقبلي على مخلفات الماضي. وكان المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال افريقيا "مينا" افتتح أعماله مساء أمس في مراكش بمشاركة العديد من السياسيين وأصحاب القرار ومسيري المقاولات الدولية ورجال الأعمال وممثلي المجتمع المدني وأصحاب الرأي المهمين على الصعيدين الاقليمي والدولي. وسيبحث المنتدى على مدى ثلاثة أيام آفاق منطقة الشرق الأوسط باعتبارها صانعة الرأي العام العالمي والسيولة المالية في المنطقة وامكانياتها والنمو الديموغرافي وذلك بالنظر الى القواعد الجديدة للتجارة والاستثمارات بين هذه المنطقة ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وافريقيا وجنوب الصحراء. كما سيتم في اطار هذا المنتدى الاقتصادي توجيه الصناديق السيادية نحو المشاركة الاقليمية في مجالات حيوية مثل الطاقات المتجددة والنظم الصحية والاجتماعية وتطوير البنيات التحتية والتقدم التكنولوجي. وفي ظل هذه المعادلة الاقتصادية العالمية، أصبحت اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رقما مهما فيها، ومحركا مؤثرا لدعم الانتعاش الاقتصادي العالمي، تتطلع إليه الاقتصادات الغربية المثقلة بالديون السيادية، التي تأمل أن يسهم الوضع المالي المتين الذي تتمتع به الكثير من دول المنطقة، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي، في تعزيز ودعم الانتعاش الاقتصادي العالمي عبر استثمار الوفرة المالية التي تتمتع بها دول الخليج، والتي تسيطر صناديق الثروة السيادية فيها على 50% من مجموع قيمة صناديق الثروة السيادية في العالم. ولكن إذا كانت الأرقام والتوقعات توحي بوضع مشرق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإن نظرة إلى الصورة الأكبر للمنطقة تظهر أن المنطقة تواجه تحديات كبيرة، والتي فرضت نفسها على أعمال منتدى المنطقة العالمي في مراكش، ومن بين أبرز هذه التحديات البطالة، مثلما أشارت إليها لبنى العليان، الرئيسة المشاركة للمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2010، والرئيسة التنفيذية لمجموعة "العليان" السعودية، إن المنطقة بحاجة إلى نحو 20 مليون فرصة عمل جديدة، بحلول 2015. ودعمها في هذا الإطار كارلوس غصن الرئيس المشارك للمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2010، والرئيس التنفيذي لتحالف "رينو – نيسان" لصناعة السيارات، الذي شدد على ضرورة التكامل الاقتصادي للدول الغنية والفقيرة في المنطقة بما يخدم الجميع.