جاءت التطمينات بأن الكميات الإضافية التي ضختها السعودية سدت أي نقص محتمل في الإمدادات لتغير أسعار النفط اتجاهها لتهبط أمس الأثنين، مما ساهم في تهدئة مخاوف الأسواق من انتشار الاحتجاجات في سلطنة عمان. وكانت الاحتجاجات العنيفة في ليبيا قد خفضت وبشدة الصادرات من شمال إفريقيا، لكن خالد الفالح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أبلغ الصحفيين أمس بأن النقص الحاصل إثر تعطل الصادرات الليبية قد تم تعويضه. ونقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية عن الفالح إن الشركة استجابت لكل الطلبات الإضافية من عملائها، فيما امتنع عن تقديم أرقام محددة، في الوقت الذي أكد فيه مصدر سعودي إن إنتاج أكبر بلد مصدر للنفط في العالم قد ارتفع يوم الجمعة الماضية إلى أكثر من تسعة ملايين برميل يوميا. وأذكت الاحتجاجات في سلطنة عمان المخاوف بشأن إمدادات الشرق الأوسط بعد انخفاض صادرات النفط الليبية بنسبة كبيرة بسبب الانتفاضة الشعبية هناك، ويساور المستثمرين قلق من امتداد الاحتجاجات إلى بلدان أخرى من كبار منتجي النفط مثل إيران. ومن جانبه توقع مندوب إيران لدى منظمة أوبك إن تعود أسعار النفط إلى مستويات ما قبل الأزمة حالما يعود الهدوء إلى ليبيا، وأوصى أوبك بألا تتعجل اتخاذ أي إجراء لتهدئة السوق. ويرى طارق بن قيس الصقير مدير وحدة الأبحاث لدى شركة تريس داتا إنترناشونال أن لدى الدول الأعضاء في منظمة أوبك طاقة إنتاجية فائضة تصل إلى أربعة ملايين برميل يوميا تمكنهم من التعامل بمرونة مع المستجدات في ليبيا. وأشار الصقير إلى أن البيانات المدرجة من قبل مبادرة بيانات النفط المشتركة جودي والتي تضم بيانات منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية مازالت تشير إلى حالة مستقرة في أسواق النفط حيث يتجاوز الفائض في ميزان العرض والطلب ما يقارب 500 ألف برميل يوميا، مبينا أن حجم المخزونات التجارية العالمية يصل إلى 55 يوما من الطلب حسب بيانات تريس داتا إنترناشونال، والذي يمثل ارتفاعا بقدر ثلاثة أيام من الطلب مما تستهدفه منظمة أوبك وهو 52 يوما من الطلب، وهذا يعود إلى أن نسبة الالتزام بسقف الإنتاج من قبل أوبك انخفضت إلى 44% في يناير الماضي مقارنة ب 47% في ديسمبر الماضي، أي أن إنتاج أوبك من النفط تخطى سقف الإنتاج بنحو 2.4 مليون برميل مقارنة بما تم الاتفاق عليه عند 24.8 مليون برميل.