"القراصنة" يشعلون النار بين شركات التأمين وملاك السفن محيط - زينب مكي
ارتفاع عدد السفن المختطفة فى السنوات الأخيرة قدر خبراء في مجال القرصنة البحرية تكلفة الهجمات التي تستهدف السفن التجارية في خليج عدن والتي تشكل الوسيلة الأساسية لتبادل البضائع في العالم بحوالي تتجاوز 16 مليار دولار سنويا، وفي هذا الصدد أيضا ، أكد آخرون أن تلك العمليات تسببت في زيادة رسوم التأمين على الرحلات القادمة من شرق آسيا إلى المنطقة والسعودية تحديدا بنسبة90%.
وبالفعل، نشأت خلال تلك الفترة نزاعات قانونية شتى بين شركات التأمين وملاك السفن المختطفة، نتيجة ارتفاع تكاليف عمليات القرصنة التي شملت احتجاز السفن وحمولاتها حتى دفع الفدية التي تتحملها شركات التأمين.
وجدير بالذكر أن المنطقة شهدت زيادة في عدد الغارات على السفن خلال السنوات الماضية بالتدرج منذ عام 2005 وحتى الآن، ونجح عديد من السفن من الإفلات من القراصنة رغم العدد الكبير من السفن التي تم اختطافها واقتيادها إلى السواحل الصومالية، ما دفع الخبراء يؤكدون أن قراصنة الصومال تمكنوا خلال العام 2009 وحده من جمع 100 مليون دولار على شكل فدى.
وفي الوقت الذي تعمل فيه 25 سفينة حربية لمكافحة القرصنة قبالة الصومال، ارتفعت القيمة المتوسطة للفدية إلى ما بين 3.5 و4 ملايين دولار، ما يظهر الطمع المتزايد للقراصنة وتحول نشاطاتهم إلى تجارة رابحة.
شركات التأمين المتضرر الأكبر وقال محللون أمريكيون انه من غير المرجح أن يتراجع التصاعد السريع في أعمال القرصنة قبالة الصومال في المستقبل المنظور بل انه قد يزداد سوءا، مشيرين إلى تزايد نشاطات القرصنة التي شهدت عام 2009 قفزات بمعدل 70% طمعا بالعائدات الضخمة التي تدفع كفدى للإفراج عن المخطوفين وحمولة سفنهم.
ومن جانبه، أكد الخبير الملاحي هاني الطرابلسي لصحيفة "الاقتصادية" الإلكترونية أن عمليات القرصنة البحرية تزايدت خلال الخمس سنوات الماضية بعد أن كانت معدومة وتوقفت تماما، حيث شهدت المنطقة أمام السواحل الشرقية للقارة الإفريقية المقابلة لخليج عدن بداية عمليات القرصنة في عام 2005 حيث تعرضت ثلاث سفن للقرصنة.
وأضاف الطرابلسي " تتابعت عمليات القرصنة خلال عام 2006، حيث تعرضت ثلاث سفن أخرى للقرصنة البحرية، وفي عام 2007 ارتفع عدد السفن التي تعرضت لعمليات القرصنة إلى تسع سفن، فيما ارتفعت وتيرة القرصنة بعد المكاسب المالية الكبيرة للعمليات بعد عام 2007 ،التي جنى خلالها القراصنة 150 مليون دولار من السفن المختطفة".
وقال " نشطت عمليات القرصنة خلال عام 2008 لتسجل 67 محاولة، لتتزايد خلال عام 2009 وتسجل 91 غارة على السفن العابرة لخليج عدن والقادمة من شرق آسيا إلى المنطقة".
وأوضح الخبير الملاحي أن علميات القرصنة تواصلت خلال عام 2010 لتسجل خلال الفترة الماضية 31 غارة على السفن، رغم وجود سفن القوات الدولية المخصصة لحماية السفن العابرة لخليج عدن.
عمليات القرصنة في خليج عدن وبين أن عدد السفن التي تعرضت للاختطاف من إجمالي السفن التي تعرضت لغارات من القراصنة لم يتجاوز 20% من إجمالي أعداد السفن التي تعرضت للقرصنة منذ عام 2005 وحتى الآن، بسبب تدخل سفن القوات الدولية الموجودة لحماية السفن المختطفة والإفراج عنها، كما أن عددا من السفن الأخرى أفلتت من القرصنة دون تدخل القوات الدولية.
كما أوضح الطرابلسي أن أسعار التأمين (رسوم تفرضها شركات التأمين على السفن) على الرحلات القادمة من شرق آسيا إلى خليج عدن ارتفعت، وانعكست على أجور شحن الحاويات التي ارتفعت 90% على الحاوية 20 قدما القادمة على رحلة من شرق آسيا إلى المنطقة، حيث كانت أجور الشحن 23 دولارا على الحاوية 20 قدما لتصبح خلال العام الجاري 41 دولارا للحاوية 20 قدما، فيما كانت أجور الحاوية 40 قدما 56 دولارا لتسجل زيادة وترتفع إلى 82 دولارا للحاوية بعد تزايد عمليات القرصنة على السفن وترتفع بنسبة 26% مقارنة بالأسعار الاعتيادية في المناطق الخالية من عمليات القرصنة البحرية.