4.5 مليون مهاجر عربي يعملون في الدول الأجنبية محيط كريم فؤاد كشف التقرير الأول حول تنقل العمالة العربية بين الدول العربية أن هناك 13 مليون عربي يعملون خارج دولهم منهم 5.8 مليون داخل الوطن العربي و4.5 مليون في الدول الأوروبية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وأشار التقرير الذي تم إطلاقه من مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى أن الدول العربية حصلت على نحو 35.1 مليار دولار من تحويلات عمالها بالخارج خلال عام 2009 وهو أقل بنسبة 6.6% من عام 2008 ويرجع ذلك نتيجة لتداعيات الأزمة المالية العالمية على دول المنطقة العربية. وقال أحمد محمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية في كلمة خلال حفل إطلاق التقرير أمس إن موضوع التقرير يهم غالبية المواطنين العرب ويمثل ركيزة مهمة للتعاون العربي لتحقيق تنمية اقتصادية وبشرية واجتماعية واستخدام أمثل للموارد العربية. وأوضح لقمان أن نسبة العرب بين المتنقلين للعمل في البلدان العربية تقل عن 23% حسب ما ترى منظمة العمل العربية أما البنك الدولي فيرى أن نسبتها 16.3% وهي أقل نسبة للتنقل البيني داخل أي إقليم في العالم والتي تتراوح بين 69% و38% وقد كانت هذه النسبة للمنطقة العربية منذ بضعة عقود 75% قبل أن تسجل تراجعا مستمراً. وحذر لقمان من انخفاض نسبة المتنقلين للعمل داخل المنطقة العربية موضحا أنها أقل نسبة للتنقل البيني داخل أي إقليم فى العالم. واشار لقمان الى أنه بدأ إعداد هذا التقرير مباشرة بعد انعقاد القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في الكويت في يناير/كانون الثاني 2009 حيث تضمنت نتائج هذه القمة التزاما بتسيير التنقل بين البلدان العربية حسب حاجة هذه البلدان والعناية العربية المشتركة بالهجرة العربية إلى الخارج. وأضاف لقمان إلى أن القمة الاقتصادية أقرت مشاريع تعنى بالتشغيل والبطالة والتنقل المؤقت من أجل العمل ومعلومات سوق العمل كما خصصت هذا العقد ليكون عقداً عربياً للتشغيل موضحاً أن هذا العام هو الأول في هذا العقد. ورأى لقمان أن المسؤولية في تراجع هذه النسبة لتبادل المتنقلين هي مسؤولية مشتركة بين بلدان الاستقبال والإرسال العربية معا وكذلك بسبب طبيعة أسواق العمل فهذه الأسواق بعد أن ملكت قدراً كبيراً من الحرية فضلت الأجور الأدنى كما أن ربع هذه الأسواق يعتمد على العمالة المنزلية وبلدان الإرسال العربية تجنبت المساهمة فيها منذ وقت مبكر. عائدات التنقل وأكد لقمان أن الدول العربية لن تستطيع الاستغناء عن عائدات التنقل والتي أصبحت تتجاوز 12 مليار دولار سنويا وهي لا تزال تمثل أقل من ثلث تحويلات العمال إلى البلدان العربية وأقل من خمس التحويلات من البلدان العربية ولكنها في نفس الوقت أهم بكثير من المعونات الرسمية العربية وفي بعض الحالات أهم من الاستثمارات العربية البينية أيضاً. وأشار المدير العام لمنظمة العمل العربية إلى الآثار الايجابية للتنقل التي تمس بصورة مباشرة حياة فئة عريضة من السكان في بلدان الإرسال ربما يصل حجمها إلى نصف السكان خلال جيل واحد في بعض الحالات وبالمثل فإن تأثر بلدان الاستقبال العربية يفوق عموماً أي أثر في بلدان مماثلة في العالم أجمع. وفي نهاية حديثه أكد لقمان على حق بلدان الاستقبال العربية في التحكم بمواردها مشيراً إلى اتفاق منظمة العمل العربية مع المنظمة الدولية للهجرة على اعتبار التنقل إلى البلدان العربية تنقلاً مؤقتاً في إطار تعاقدي. 700 مليون مهاجر من جانبه أكد محمد شهيد الحق الممثل الإقليمي للشرق الأوسط بالمنظمة الدولية للهجرة أن هناك 700 مليون من العمالة المتنقلة بين دول العالم، وقد أدت عوامل عديدة مثل العولمة وثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى زيادة هذا الحراك بالإضافة إلى الفوارق بين دول الشمال والجنوب حيث سيضاف إلى هذا العدد حوالي 200 مليون شخص بحلول عام 2025. وأضف شهيد الحق أن الدول العربية تستضيف 28.6 مليون مهاجر وتحظى دول الخليج بنسبة كبيرة منها ، كما أكدت الإحصائيات العالمية أن 20 دولة على مستوى العالم بها أعلى تركيزات الهجرة ومن بينها 9 دول عربية ما يؤكد الدور الهام الذي تلعبه الدول العربية في الحراك العالمي للعمالة. وأشار شهيد الحق إلى أن قضية تنقل العمالة في المنطقة العربية تأتي على قمة أولويات منظمة العمل العربية باعتبارها احد التحديات التي تواجه تنمية المنطقة نظراً لوجود زيادة النمو السكاني ونوع التعليم والقصور في تحديد احتياجات سوق العمل حيث يشكل تنقل العمالة جزءاً من الحلول اللازمة لتحقيق ضروريات التنمية.
