28 تريليون دولار خسائر العالم من ارتفاع مستوى سطح البحار محيط – زينب مكي
يبدو أن العالم في انتظار اتفاق مناخٍ قوياً وملزماً من قادة العالم في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن يومي 17 و18 ديسمبر المقبل، خاصة بعدما خرجت التقارير واحد تلو الأخر تحذر من الكوارث التي تهدد البشرية جراء التغييرات المناخية، وكان أخرها تقرير يفيد بأن التغير المناخي قد يتسبب في وفاة 250 ألف طفل خلال العام القادم، مع ارتفاع هذا العدد إلى أكثر من 400 ألف طفل بحلول عام 2030.
وفي هذا الصدد حذر تقرير حديث من أن ارتفاع مستوى سطح البحار بنحو 0.5 متر بحلول عام 2050، يمكن أن يعرّض أصولاً وموجودات بقيمة تتجاوز 28 تريليون دولار في أكبر مدن العالم الساحلية للخطر.
ويخلص التقرير ،الصادر عن صندوق "الحياة البرية" وشركة الخدمات المالية "أليانز"، إلى أن مناطق العالم المختلفة والنظم الايكولوجية شارفت على مرحلة "التخمة الحرارية" أو "النقاط الحرجة".
وجاء في التقرير الذي نفذه "مركز تيندال" البريطاني،ونقله موقع "سي أن أن" الإلكتروني، أن القيمة الراهنة للبنية التحتية في ما يسمى "المدن الساحلية الكبرى" والتجمعات السكانية في المناطق الحضرية، التي تحتضن أكثر من 10 ملايين شخص، لا تتعدى 3 تريليونات دولار حالياً، لكن المبلغ مرشح للارتفاع كنتيجة لتوسع المناطق الحضرية، وازدياد احتمالات تعرض النمو السكاني لخطر كوارث طبيعية تحدث مرة كل 100 سنة جراء ارتفاع مستويات سطح البحر وارتفاع درجات الحرارة.
ووفقاً للتقرير، فإن أياً من هذه الأحداث قد تطلق موجة تغيرات بيئية واجتماعية واقتصادية مدمرة، على خلفية ازدياد النمو السكاني في المناطق الحضرية.
ولفت التقرير إلى أن تأثير تجاوز "نقطة الحافة" تلك على سُبل عيش الناس والأصول الاقتصادية قُلّلَ من شأنها، فدرجات الحرارة العالمية ارتفعت بنسبة لا تقل عن 0.7 درجة مئوية، ورجح التقرير استمرار ارتفاعها من 2 إلى 3 درجات في النصف الثاني من القرن الحالي، ما لم يتم وفي شكل كبير، خفض الانبعاثات الغازية قبل 2015.
وسيترتب على ذوبان الجليد في جرينلند و "الدرع الجليدي غرب القطب المتجمد"، في واحدة من السيناريوهات التي قد تصل إلى "مرحلة الحافة"، ارتفاع منسوب مياه البحار 0.5 متر بحلول عام 2050.
ويركز التقرير على مناطق محددة يتوقع أن يتسبب بلوغ هذه المرحلة ربما في تأثيرات بيئية مهمة في غضون النصف الأول من هذا القرن، فعلى سبيل المثال إعصار في نيويورك، قد تبلغ تكلفة خسائره في الوقت الراهن تريليون دولار، ما يعني 5 تريليونات دولار بسعر فاتورة التأمين منتصف القرن الحادي والعشرين.
وقال رئيس مبادرة المناخ الدولي في صندوق الحياة البرية كيم كارستنسن: "إذا لم نتخذ إجراءات فورية لمكافحة تغير المناخ، فنحن في خطر شديد من تغييرات تخريبية ومدمرة".
أضاف: "الوصول إلى نقطة اللاعودة يعني فقدان شيء إلى الأبد، وهذا يشكل حجة قوية لقادة العالم ليعتمدوا اتفاق مناخٍ قوياً وملزماً في كوبنهاجن في كانون الأول (ديسمبر) المقبل."
وجدير بالذكر أن 65 رئيس دولة وحكومة أكدوا حتى الآن مشاركتهم في قمة الأممالمتحدة حول المناخ في كوبنهاجن من بينهم قادة استراليا والبرازيل وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، حيث يسعى ممثلو الدول ال 191 المدعوة، إضافة إلى الدنمارك، إلى التوصل إلى اتفاق دولي حول تقليص انبعاثات غازات الدفيئة يحل محل بروتوكول كيوتو الذي ينتهي مفعوله عام 2012.