خفض عدد من الخبراء الاقتصاديين تقديراتهم المتعلقة بمستويات التعافي المنتظرة للاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقبلة رغم إجراءات التحفيز المالي وذلك في ظل التوقعات التي ترجح تجاوز معدل البطالة ال 8 % خلال العام المقبل. ووفقا لتوقعات مجموعة من الخبراء شملهم مسح اقتصادي أجرته شبكة بلوم برج الإخبارية فان معدل البطالة سيكون في حدود ال 8.5 % مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت ترجح انخفاض المعدل إلى مستويات اقل من ذلك . وفي ضوء ذلك قلل الخبراء من تقديرات النمو المنتظر للاقتصاد الأمريكي إلى 2.8 % في العام 2011 حيث رجحت التوقعات السابقة أن يرتفع معدل النمو إلى أعلى من ذلك خاصة وان الاقتصاد الأمريكي سيكون مهيأ للتعافي بصورة واضحة في العام المقبل 2010 ليسجل نموا بنحو 1.9 % وذلك بعد موجات الانكماش الحادة التي تعرض لها في ظل تداعيات الأزمة المالية الراهنة. ويرى أحد الخبراء الاقتصاديين إن المشكلة تمكن في سوق العمل الذي يواجه تقلص فرص الوظائف كما إن استمرار تلك المشكلة لفترة أطول سيزيد من صعوبة تعافي حركة الإنفاق الاستهلاكي في السوق الأمريكي . ووفقا لتوقعات الخبراء مما شملهم المسح ، فأن الاقتصاد الأمريكي سيسجل أيضا انكماشا خلال الربع الحالي في حدود ال 1.9 % ليبدأ خلال الربع الثالث في تجاوز مرحلة الكساد من خلال إحراز نمو طفيف في حدود 0.5 % على ان يحرز ارتفاعا ملحوظا خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام. ويرى الخبراء إن الإنفاق الاستهلاكي الذي يسهم بنحو 70 % من حجم الاقتصاد الأمريكي سيواجه خلال الربع الحالي حالة من الركود كما انه لن يتمكن من تجاوز مستويات النمو المحققة في الشهور الثلاثة الأول من العام والتي قدرت ب 2.2 % وذلك خلال النصف الثاني من العام. ويرجع بصورة أساسية الانكماش المتوقع لحركة الإنفاق الاستهلاكي إلى استمرار أزمة سوق العمل الأمريكي في ظل موجة تقليص العمالة التي لجأت إليها العديد من الشركات لمواجهة تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية . وأشار تقرير اقتصادي إلى أن تقلص ظاهرة الاستغناء عن العمالة سيؤدى إلى تراجع مخاطر حدوث انكماش في مستويات الإنفاق الاستهلاكي والتي بدأت تشهد انتعاشا. وقد أظهر تقرير أخر لوزارة العمل الأمريكية ارتفاع في مستويات كفاءة العملة خلال الربع الأول وذلك نظرا لان الأزمة الاقتصادية الراهنة دفعت العديد من الشركات للعمل على زيادة إنتاجية العامل بصورة اكبر من خلال تنشيط أداء فريق العمل الذي يتم الإبقاء عليه في الشركات بعد مرحلة تقليص الوظائف. وقد قفز معدل البطالة إلى 8.9 % خلال ابريل وهو ما اعتبر أعلى مستوى منذ 25 عاما ، كما فقد الاقتصاد الأمريكي نحو 5.7 مليون وظيفة منذ بدء مرحلة الكساد في ديسمبر 2007 وهو ما اعتبر اكبر تراجع في الوظائف يشهده سوق العمل منذ حقبة الكساد الكبير. ويرى الخبراء كما أظهر المسح إن خطة التحفيز المالي التي طرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتكلفة تصل ل 787 مليار دولار والتي تتضمن تخفيضات ضريبية ومشاريع للبنية التحتية بجانب إيجاد نحو مليون فرصة عمل جديدة ، ستمثل أعباء كبيرة على الميزانية حيث من المتوقع أن يقفز العجز إلى 12.2 % من الناتج المحلي خلال العام الحالي متجاوزا بذلك التقديرات السابقة.