بعد أياما من المداولات كثف خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما من ضغوطه على الكونجرس من أجل الموافقة على خطته لتحفيز الاقتصاد الأمريكي ،صوت مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الثلاثاء لصالح خطة الإنقاذ التي تقدر بنحو 838 مليار دولار، لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي من أسوأ أزمة مالية تشهدها البلاد منذ أكثر من ثمانين عام، لتكون بذلك الحزمة الثانية من نوعها بعد خطة الرئيس السابق، جورج بوش، بقيمة 700 مليار دولار. وجاء التصويت وفقا لما ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" لصالح المشروع بواقع 61 صوتاً مقابل معارضة 37، ومن المقرر أن يقوم الكونجرس في وقت لاحق بإجراء عملية موائمة بين المشروع الجديد والخطة النسخة التي مُررت في مجلس النواب. وكان مجلس النواب قد وافق في وقت سابق من الأسبوع الماضي على خطة التحفيز وسط معارضة الجمهوريين. وبدأ مجلس الشيوخ الأمريكي وقت متأخر الجمعة، مناقشة حزمة مساعدات ضخمة لإنعاش الاقتصاد المحلي، وسط تقارير تتحدث عن توصل تحالف ديمقراطي - جمهوري إلى تسوية بشأن الخطة التحفيزية. ومن جانبه حذر أوباما مرارا من مغبة التلكؤ في إجازة الخطة داعيا الكونجرس إلى تجاوز الخلافات وتبني الخطة في أقرب وقت ممكن, مؤكدا انه سيبذل كل ما في وسعه لإعادة الاقتصاد الأمريكي إلى المسار الصحيح. قائلا: "هذا ليس بالنقاش النظري.. إنها أزمة متنامية وملحة" ، ومضيفا "إذا تباطأنا وأخفقنا في التحرك.. هذه الأزمة ستتحول إلى كارثة." واعتبر أوباما أن المشكلة لن تحل فقط من خلال التخفيضات الضريبية أو زيادة الإنفاق الحكومي، مشيرا إلى أن إدارته ورثت عجزا في الميزانية يقدر بتريليون دولار، وقال أوباما إنه لم يعرف بعد ما إذا كانت البلاد ستحتاج مزيدا من الأموال لإنقاذ الاقتصاد مضيفا أن ذلك سيتضح بعد تطبيق خطته، وتتضمن الخطة إعفاءات ضريبية وخلق نحو أربعة ملايين فرصة عمل. وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ، هاري ريد، آنذاك إنه يأمل أن يجري التصويت على حزمة المساعدات، التي وصفها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ب"المنشط" للاقتصاد المترنح، في وقت متأخر الجمعة أو السبت، غير أن ذلك لم يحدث بسبب الانقسام بين الديمقراطيين والجمهوريين في المجلس. ونقلت مصادر مطلعة من مجلس الشيوخ أن "الحزمة المنقحة" حذفت منها بنود مالية مخصصة لتشييد مدارس، بالإضافة إلى قرابة 90 مليون دولار لمحاربة وباء الأنفلونزا. وقالت السيناتور سوزان كولينز، أبرز المفاوضين الجمهوريين في المناقشات الدائرة حول الحزمة التحفيزية الجديدة مع الديمقراطيين: "بلادنا تواجهه أزمة سياسية خطيرة للغاية .. والشعب الأمريكي لا يريد أن يشهد انقساماتنا الحزبية أمام أخطر أزمة تشهدها البلاد."